السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطوات نحو امتلاك بهجة الحياة ..!

أن تكون حيا يعني أن تلامس الحياة في أكثر من نقطة ( وبقدر ما تكون النقاط التي تلامس الحياة فيها كثيرة تكون حيا أكثر ..)

هذا يعنى أن ملامستك للحياة واستشعارك لدفئها وحميميتها الآسرة يكون ممتعا ومستمرا كلما كانت نقاط ملامستك لهذه الحياة أكثر..

الشيء الذي يريده جميع الناس بما فيهم أنا وأنت في هذه الأرض وعلى صفحة هذا الوجود هذا الشيء المطلوب على النطاق الواسع هو معرفة كيف نمتلك بهجة الحياة, لاحظ ليس نمتلكها فقط بل نمتلكها على الدوام ..!!

فالحياة ليست عبئا ثقيلا بل العبء الثقيل هو من يظن أنها كذلك ..
والذي يرى جمال الوجود وروعة الحياة هو من يمتلك طاقة الجمال الكامنة في كل نفس وهو من يتصرف بها في تشكيل حدائق الحياة بأرق وأندى وأبها ورود وأزهار الجمال النفسي.. !
يالروعتها !! نعم ... إنها ..الحياة ... إلى مدى كم هي جميلة.. !!

سيكون برد الشتاء شديدا على من لم تملأ مقومات الحياة الجميلة والدافئة قلبه..!!؟ إن حياة كل إنسان هي روايته الخاصة ...!

وعلاقته مع الحياة والأحياء هي فصل من فصول روايته وبما أنه كاتب روايته فهو من يدير ويخطط لسير روايته نحو نهاية ما, ومهما يكن فهو من يختارها..
لا تتألف رواية رحلة اكتشاف الحياة من سياق متتابع يسعى لاكتشاف فصول جديدة للرواية فقط بل من النظر إلى الفصول نفسها بعيون جديدة .

ولقد فهمت من أحد كتب "مارتن سليجمان" أن الحياة الممتعة قد تحققها بامتلاك منزل كبير أو سيارة فاخرة .

لكن الحياة الطيبة وهي أعلى من الممتعة واشمل و أوسع يمكن أن تجدها بإتباع طريق شديد البساطة وهو أن تستخدم قدراتك الذاتية المميزة كل يوم لتنتج سعادة حقيقية وإشباعا كاملا وهو شي يمكن أن تتعلم القيام به في المجالات الرئيسية في حياتك -- الإيمان – العمل - – الأسرة - العلاقات .

أفكار المقال العلاجية ::
1- البعد الاسلامي الفائق يخبرنا بأن النجاح الدنيوي جزئي وقد يكون في مجال معين من مجالات الحياة لكن يقابله إخفاق شديد في مجالات أخرى ..
ويدلنا على أن الفوز أعلى درجة من النجاح حيث الفوز يكون ملازما حتى نهاية خط الحياة الدنيا " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز .."

2- ونفهم من الاسلام أن الفلاح هو المطلب الحقيقي وهو مايجب أن نكون على مستوى يؤهلنا للوصول إليه " فمن ثقلت موازينه فأؤلائك هم المفلحون .." " قد أفلح من تزكى " " قد أفلح المؤمنون " فالفلاح يعني الخيرين في الدنيا والآخرة ..

3- علم النمذجة يبين لنا أن الناجح يقر بان هناك عناصر سلبية في حياة كل شخص لكنه يؤمن بان أي مشكلة يمكن التغلب عليها ...

4- يمكن التغلب على الاخفاق بالاتي ::
أ*- الايمان.
ب*- الرغبة والقناعة العميقة بالهدف.
ت*- التمتع بتفكير خلاق وايجابي .. يركز على ما يريد لا ما لا يريد..
ث*- الثقة بقدراته الذاتية ..
ج*- العمل ....العمل....العمل...

5- لكي تنتج::
حدد ...... حدد.......حدد.....بالضبط ماذا تريد ..
افعل ......افعل.......افعل......شيئاً في هذا الشأن بخطوات متصلة...
راقب......راقب......راقب......ما يحدث ....لهذا الفعل ...
غير ......غير......غير.......ما يحتاج إلى تغيير ...مرونة بالبدائل الموازية وليس إلغاء ما حددته شابقاً..

حياة الإنسان هي أشبة ما تكون بمسرحية مكونة من فصلين الفصل الأول :الحياة الدنيا..والفصل الثاني :الحياة الآخرة ..
والنهاية مرتبطة بالبداية وليست منفصلة عنها .. والمؤمن يعرف هذا فهو على نور من ربه في حياته الدنيا .. والمطلوب هو تحويل هذه المعرفة الذهنية إلى سلوك ممارس فعلي ، بحيث ينظر للحياة وهو يرى مدها الزاخر يتدفق ، ويرى كل شيء فيها إلى نماء وازدهار ، يراها بموجوداتها الحية ، ماضية في طريقها حية متدفقة لاتكاد تتعطل بفاصل الموت الذي يعتبر قوة ضئيلة حسيرة بجانب قواها ...

الحياة المستقرة والمستمرة والمثمرة تبنى على أربع قواعد رئيسية وما سواها فتوابع لها..

القاعدة الأولى :
امتلاك صحة النفس.."الصحة النفسية" وذلك بالتعامل الواعي مع الماضي والحاضر والمستقبل ..
فالماضي يمكن أن يكون مصدرا للاكتئاب والحزن ( والعلاج ) : هوالوعي بمتطلبات التعامل مع الماضي ومن أهمها النظر له على أنه داعم للحاضر ومحفز للمستقبل ..
والمستقبل قد يكون مصدرا للقلق والخوف والهم.. ( العلاج ) : هو الوعي بمتطلبات التعامل مع المستقبل بالنظر له على أنه طريق مضيء ومنير ..
والتعامل مع الحاضر بالعمل والاداء والاستمرار ..
وبذلك يمكن أن يكون الماضي صندوقا للتجارب والحاضر ميدانا للتحدي والمستقبل طريقا منيرا ومشرقا .. !!

القاعدة الثانية :
امتلاك القدرة البدنية على الأداء "صحة الجسم"..

القاعدة الثالثة:
الاستعداد النفسي للبذل والتضحية والعطاء..

القاعدة الرابعة :
امتلاك الحرية .. بحيث لا يضع الشخص نفسه في مأزق الرهان تحت تصرف وتحكم الآخرين ...
"" أفكار المقال العلاجية ""

1- أنا الآن انظر للماضي على أنه صندوقا للتجارب ...

2- إخفاقاتي الشخصية المتعلقة بذات الخالق أتخلص منها مباشرة الآن بالتوبة ..فتأثيري في الماضي يكون بالتوبة وأنا اعلم يقينا بأن الله يفرح بتوبتي ..!
إذا أنا الآن رغم الخطأ الذي وقع مني فرح ومسرور لأن خالقي فرح بتوبتي .. وسأتجاوز هذا الإخفاق ولم يعد يعنيني لأن تعاملي مع ربي بهذا الحب يخلصني من قيد تلك الهفوة..إن سعادة غامرة وحقيقية تغمرني الآن بتخلصي من هذا السلوك الذي طالما قيدني ..الحمد لله.. الحمدلله ...

3- إخفاقاتي في أموري المادية وتردي علاقاتي مع الآخرين ..أعيد ترتيب حياتي من جديد وفي تصوري الواقعي أن كل مشكلة ولها حل وأن البعد الزمني كفيل مع التخطيط الواقعي لحل الكثير من المشكلات ..أنا الآن أرتب لحلول مشاكلي المادية بالتخطيط والضبط والصبر وانتظار الفرج..الحمد لله لم تنتهي الحياة بعد..!!

4- وأنا الآن أعيد صياغة سلوكي في التواصل مع الآخرين بالتسامح فهو أعظم علاج على الإطلاق وتقدير ذاتي دون تعالي على الآخرين أو هضم لحقوق أحد .. ( يقول سيد قطب رحمه الله : " عندما نلمس الجانب الطيب في تفوس الناس نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لاتراه العيون أول وهلة .. لقد جربت ذلك . جربته مع الكثيرين .. حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور ... شيء من العطف على أخطائهم ، وحماقاتهم ، شيء من الود الحقيقي لهم ، شيء من العناية - غير المتصنعة – باهتماماتهم وهمومهم ... ثم ينكشف لنا النبع الخير في نفوسهم ، " )

5- أتعهد بأن استمر ولن أتعمد الإهمال أو العودة للسلوكيات التي تكدر حياتي ..

6- أنا الآن متصالح مع نفسي .افتخر بقدراتي التي وهبت لي وهي تناسبني..

7- أنا الآن أنظر للسنوات العشر القادمة وأستحضر نهاية خطها الإيجابي بحيث سأركز على ما أريد من الآن وفي هذه اللحظة أدون ما أريد لا مالا أريد ..!!

8- أعلم بعد أن قرأت المقالين بان الرغبة مبدأ في التغيير وأنا أمتلكها الآن ..

9- وأعلم بان التغيير من داخلي أصلُه وقوتُه..

10- وأعلم بأن العوامل الخارجية تأثيرها نسبي وغير مباشر ..

11- أفهم الآن وأشعر بهذا المعنى الخلاق الذي يفيدني بأن الحياةالطيبة هي: الحياةالتي لها مغزى وهدف من خلال الإنتاج المستمر لوقودها وعجلاتها ... حيث وقودها الإيمان , وعجلاتها الأعمال الصالحة بمفهومها المطلق والشامل ودون حد أو تضييق .. " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة " -