عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
الأزمنة الثلاثة ؟
الماضي والحاضر والمستقبل: عش الحاضر
الأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل هي الأطر والأظرف التي يمر من خلالها وقتنا وحياتنا جميعا، فنستفيد من هذا العمر ونعمره؛ بالنافع، أو تمر هذه الأزمنة لعوامل نحن السبب فيها فارغة، جوفاء أو مملوءة بأعمال غير جيدة أو مكروهة.
والإنسان مسؤول عن هذا الوقت فهو رأس مال كبير، ولقد تقدمت الدول الغربية في حياتها المادية اليوم تقدما كبيراً؛ وكل ذلك نتيجة العمل الجاد، والحرص على استغلال الوقت لحظة بلحظة.
وتحتاج جميع المشاريع والأعمال إلى جانب الموارد البشرية التي تقوم بالعمل، إلى وقت محدد، ينجز فيه العمل والمشروع. ولذلك جميع مشاريع الناجحين من الغربيين؛ لها وقت محدد؛ له بداية وله نهاية.
ويضيع عمر فئة كبيرة من الناس لأنهم يعيشون الماضي، حدث لي كذا وكذا، وقصر في حقي بكذا وكذا، وفعل معي فلان كذا وكذا، وهذه أمور حدثت في زمن حاضر، ولكنه أصبح ماضياً لا يفيد. وعلى الإنسان أن يتطلع ليعيش الحاضر على أحسن حال، ليعيش به المستقبل كذلك. وهكذا يكون قد استفاد في حياته ووقته فيما ينفعه من دنيا أو دين.
أما الذي يعيش الماضي فهو يضيع به حاضره، لأن هذه اللحظة الحاضرة الآن كانت أمس مستقبلاً، وها هي الآن حاضرا، ولكنه لا ينتفع بها على أنها حاضر، وإنما يمضيها في العيش للماضي وتذكره، وما حدث له من سلبيات، فيعكر على نفسه التفكير الصحيح، والعمل الصحيح، فلا يستغل الزمن الحاضر، وهكذا يمضي بين يديه الحاضر والمستقبل معا لأنني كما قلت هذا الحاضر الآن كان مستقبلاً قبل هذه اللحظة، وبنفس الطريقة سيقضي هذا الإنسان على مستقبله كله لحظة لحظة؛ لأنه أعطاه للماضي، وسمح له بأن يسرقه منه، إنه يعيش هموم الماضي فلا يتقدم في الحياة كبيراً.
وكما يقال إن الماضي فلوس أنفقت، فلماذا البكاء عليها؟ لا تستطيع ردها. وكذلك لحظات الماضي فاتت، ولم تكن حكيما تعرف كيف تستغلها وتستفد منها لنقص علم أو تجربة أو صغر سن أو غير ذلك، فلا تلم نفسك كثيراً على الماضي، وتطلع لأن تعيش الزمن الحاضر لأنه فلوس بين يديك فلا تضيع الفرصة من بين يديك، وأما المستقبل فهو “شيك” أو “صك” عندك، فلوسه ليست في يدك فهو في علم الله، دعه حتى يأتي، واستعد له.
تعلم الا تؤجل عمل هذه الدقيقة للخمس دقائق القادمة، فإن العقل سينشغل بأمور أخرى، وقد يبقى ذلك العمل لا يتم، وقد لا يُفعل إلى الأبد، وكما يقولون القاعدة الذهبية بالانجليزية: افعله الآن: “دو إت ناو” .
نسأل الله أن يبارك لنا في أعمارنا وأوقاتنا وأن لا نكون ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.
فاغتنم من فراغك لشغلك، وعش حاضرك. للتمتع بعمرك؛ الماضي منه؛ فتجعل تجاربك نصب عينيك، والمستقبل، وعش الحاضر. الحاضر الحاضر.
life is either bold adventure or nothing at all
المفضلات