موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
استغلال قوة الصور الحية
استغلال قوة الصور الحية
في هذا المقال سنتعلم طريقة تسمى "الربط التسلسلي", وسأشرحها أولاً ثم نقوم بتمرين ممتع يظهر لك كيفية عملها، ومن المفيد أن تجد لك شريكا في ممارسة هذا التمرين.
لكن أولاً، أريد أن أكرر مدى أهمية حفظ قائمة الشجرة من قبل الانتقال إلى الربط التسلسلي. إن فكرت في الرقم من 1-20ستقفز إلى ذهنك الكلمة المرتبطة به في الحا ، وإن فكرت في الكلمة أولاً فسوف يقفز إلى ذهنك الرقم على الفور. وبينما تؤدى المزيد من التمارين في هذا المقال سيعمل عقلك بشكل أسرع وأفضل، وللوصول إلى هذا المستوى يجب أداء العمل السابق.
والآن، إلى الربط التسلسلي، وهو ببساطة: تكوين صورة في ذهنك لشيء ما ثم تكوين صورة لشيء آخر وربط كلا الصورتين بطريقة مضحكة أو فكاهية. على سبيل المثال، هناك صورة لأسد جبلي وصورة أخرى لمعطف من الفراء. إن دمجنا الصورتين معاً سنجد أسدًا جبلياً يرتدي معطفاً من الفراء. ما فعلناه هو وضع صورتين متناقضتين معاً بشكل هزلى، وهذا يختلف قليلاً عن تمارين الترابط الأساسي حيث نربط ما نعرفه (الرقم)، بما لا نعرفه (الكلمة)، لكن في الربط التسلسلي يكون كلا الشيئين جديدين علينا.
عندما تقوم بالربط التسلسلي يجب أن تختار صورة حية وواضحة جداً ومفصلة. إن كنت تتخيل سيارة مثلاً، يجب أن تحدد نوعها: "كاديلاك" أم "ليموزين" أم "هوندا", ويجب أن "ترى" بعين خيلك هل النوافذ سوداء أم لا، وهل هناك هوائي بالخلف أم لا, ويجب أن تتخيل شكل النقوش الموجودة على العجلات وشكل اسم الشركة المنقوش على هيكل السيارة.
إن كنت تتخيل شكل ظرف، يجب أن تحدد لونه وهل عليه طابع أم هو مختوم بآلة خاصة بمؤسسة ما؟ هل العنوان مطبوع أم مدون بخط اليد؟ هل عنوان المرسل مدون من الأمام أم الخلف؟ فكلما زادت التفاصيل اكتسبت الصورة المزيد من الحياة والوضوح، مما يجعلها أفضل لتمرين للذاكرة.
لشرح قوة الصور الحية، سأعطيك المثال التالي: اقرأ الوصف التالي لليمونة وتخيلها أثناء القراءة، وإن كان لك شريك في التمرين- وهو الأمر المستحب – أغلق عينيك وتخيل ما يتلوه عليك.
تخيل بشكل واضح أنك تضع ليمونة في يدك اليمنى، بلونها الأصفر الزاهي، وأنك تشعر بصلابتها وملمسها الخشن المجعد وصلابة طرفيها. في عين خيالك ضع الليمونة على المائدة التي أمامك وتخيل سكينًا حاد النصل، والليمونة قابعة على المائدة بجوار يدك. ابدأ في تقطيع الليمونة ببطء بالسكين الحادة، وبينما تفعل ذلك تخيل شكل السكين وهي تخترق قشرة الليمونة وتقطعها نصفين متساويين. اعصر أحدهما بخفة واستشعر العصير وهو يتسرب بين أصابعك ويدك وملمس القشرة والعصير, هل هو لزج أم زلق؟ قرب الليمونة من أنفك وشم رائحتها, وافتح فمك وأقضم منها قطعة. بالتأكيد, أغلقت فكيك الآن.
عندما أقوم بهذا التمرين في وسط مجموعة كبيرة، فمن الممتع رؤية تعابير وجوه المشاركين, فالكل يكشر ويجعد وجهه ويزدرد لعابه جاهداً ليبعد طعم الليمون الحامض اللاذع. إن الصور الحية قوية جداً وإن خلقت في ذهنك صورة حية فإن الجسم لا يفرق بين الواقع والخيال، وتلك الليمونة المتخيلة جعلتك تفرز اللعاب كأنك قضمتها بالفعل. وتعامَلَ جسمك مع الصورة المتخيلة كأنها حقيقة.
ما أهمية ذلك؟ إنها طريقة أخرى لتعزيز الذاكرة، حيث إن كل ما رأيته بعين الخيال تم تصويره وحفظه في الذهن. وهذا هو السبب الذي جعلني أقول في بداية المقال إن ذاكرة الإنسان تعتمد على الصور. عندما تعيد خلق إحدى تلك الصور في ذهنك فإن الأمر يبدو كأنك تراها مرة أخرى في الحقيقة. وعندما تستدعي الشيء الذي يوجد بالفعل في ذاكرتك فإنك بذلك تمرن الذاكرة بشكل رائع!
المفضلات