تنمية الوعي العقلي
قانون المعادل العقلي
إن المبدأ الذي يوجز تلك القوانين العقلية كافة، وربما يكون أهم عوامل الحظ على الإطلاق هو قانون المعادل العقلي، يقول هذا القانون إن ما تعايشه في حياتك هو المعادل العقلي لما تصنعه في عقلك.
وبناء على هذا فإن هدفك الأساسي هو أن تصنع بداخلك المعادل العقلي لما تتمنى أن تستمتع به خارجك. ولكي تستمتع بقدر أكبر وتنجز بقدر أكبر يتوجب عليك أن تنمي في داخلك الوعي بالنجاح والصحة والسعادة والرخاء والإنجاز الشخصي بما يتلاءم مع ما تنشده حقًا. عليك أن تصنع واقعك المنشود في عقلك قبل أن تعايشه في واقعك كما أن بين يديك السيطرة التامة على عقلك.
يمكنك أن تبدأ في صنع معادلك العقلي في أي وقت، فما يحدد حياتك ومصيرك ليست هي أفكارك الماضية أو أفكارك المستقبلية. بل هي الأفكار التي تفكر فيها في هذه اللحظة الحاضرة. إنك لستُ محاصرًا بأخطاء الماضي أو غموض المستقبل. فليس هناك حدود لإمكاناتك؛ لأن لديك حرية اختيار أفكراك في هذه اللحظة، وما تفكر فيه هذه اللحظة يحدد الاتجاه المستقبلي لحياتك.


أمسك بدفة حياتك
إذا كنت تقود سيارتك وأدرت عجلة القيادة بحدة نحو هذا الاتجاه أو ذاك فإن هذا الاتجاه هو ما ستمضي فيه في هذه اللحظة. وإذا واصلت دفع السيارة في هذا الاتجاه الجديد فسيتحدد من خلال ذلك المقصد الذي ستنتهي إليه. لا يتحدد مستقبلك بناء على طريقة قيادتك بالأمس أو الغد. لكنه يتحدد بناء على ما تفكر به وتقوم به في اللحظة الحالية.
ليس بوسعك التحكم في العالم بأكمله. وليس بوسعك التحكم في جميع التفاصيل اللانهائية والمتشابكة للحياة الحديثة، ولا التحكم في كل السنوات التي مضت أو التي ستأتي، لكن بوسعك التحكم في هذه اللحظة الحاضرة. ولحسن الحظ فإن هذا هو كل ما تحتاج للقيام به لكي تصنع مستقبلك الخاص، وبلوغ كل النجاح المحتمل بالنسبة لك.

تحكم في المؤثرات التي تؤثر عليك
إن عقلك في حال من التغير الدائم، واعتمادًا على مجريات العالم المحيط بك. وما تسمح له بالنفاذ إلى عقلك اليوم من معلومات ومؤثرات لها عظيم الأثر على تطور تفكيرك واتجاهه، وتلك التغيرات في تفكيرك قد تكون واعية ومقصودة وإيجابية، وقد تكون عشوائية وفوضوية وسلبية.

تؤثر قوة الإيحاء على الطريقة التي بها تفكر وتشعر وتتصرف من خلالها. إنها تؤثر على شخصك الآن والشخص الذي ستتحول إليه. وتهاجم هذه المؤثرات عقلك كل يوم خالقة مجالاً حيويًا من الجذب، والذي يشد إليك إما الأشياء التي ترغبها أو الأشياء التي لا ترغبها.
وبما أنك تميل لأن تكون حساسًا تجاه بيئتك المحيطة، فيتوجب عليك أن تحكم سيطرتك على المؤثرات التي تسمح لها بالوصول إلى عقلك اللاواعي، تمامًا كما تحرص على تناول العناصر الغذائية الصحية والمفيدة فقط إذا أردت أن تحقق لياقة بدنية وصحية فائقين. عليك أيضًا ألا تستوعب سوى المؤثرات الذهنية المغذية والصحية إذا أردت أن تحقق اللياقة العقلية الفائقة، كذلك يتوجب عليك أن تقرأ الكتابات الملهمة، وتستمع إلى البرامج الإيجابية، وتشاهد برامج الفيديو التي تعلم رفع المعنويات، وأن ترتبط بالأشخاص الإيجابيين. عليك أن تحرس سلامة عقلك واستقامته باعتبارهما شيئًا لا يقدر بثمن.