إن الإمكانات الكامنة بداخل الشخص المتوسط لهي أشبه بمحيط لم يبحر إليه أحد، قارة لم تكتشف بعد، عالم من الاحتمالات في انتظار تحريره، وتوجيهه صوب الخير الأسمى.
- " بريان تراسي "
لن يطرأ أي تغير في حياتك إلا كثمرة لاصطدام عقلك بفكرة جديدة. فالأفكار هي مفاتيح المستقبل. تحتوي الأفكار على أجوبة لكل أسئلتك، وعلى وسائل تحقيق جميع أهدافك. أنت بحاجة لأن تكون مولدًا للأفكار، بحيث تتوصل باستمرار إلى أفكار جديدة وأحسن من أجل التعاطي مع التغيرات المستديمة، ومع الفرص التي تبزغ من حولك. ولحسن الحظ نك مبدع بالفطرة. إنها صفة كامنة ودفينه فيك، لقد ولدت بها لكن القدرة على الإبداع منوطة بقانون الاستخدام، والذي ينص على: "إذا لم يستخدمها، فسوف تفقدها" بشكل مؤقت على الأقل. النبأ السار هو أن بمقدورك إعادة إشعال قدرتك الإبداعية عن طريق ممارسة تقنيات وطرق محددة نعرضها في هذا المقال.

خطط للمضي قدمًا، وفكر في المستقبل
إن تغيير تفكيرك يتطلب منك أن توسع من أفكارك وخيالك بشأن الشخص الذي تكونه، والأمور التي قد تقوم بها، والأشياء التي قد تمتلكها إن أي شخص ممن أنجز أي شيء جدير بالتقدير في الحياة يبدأ بحلم كبير، أو برؤية لما هو ممكن له أو لها. إنهم يتخطون بيئتهم المحيطة، بما في ذلك مشكلاتهم، والقيوم المحددة لهم، وبدلاُ من ذلك يتخيلون أنفسهم أحيانُا وهم يعيشون في المستقبل نمط المعيشة الذي يودون أن يعيشوه. إنك بحاجة لممارسة هذه الطريقة في التفكير أنت أيضاً.
رؤيتك للمستقبل المثالي. إنك ترسمها بالمضي قدما للأمام خمسة أعوام. تخيل كل أحلامك وقد تحققت. ماذا ستبدو عليه حياتك إذا كانت نموذجية على كل مستوى ؟ اين ستكون؟ من الذي سيكون بصحبتك؟ ما الذي يتقوم به؟ كم ستجني من مال؟ وهكذا إلى آخره.
ومن ثم تعود إلى يومك هذا وإلى وضعك الحالي. وتفكر في خطوات محددة يمكنك اتخاذها للتركيز، والاستفادة من فرصك، ولكي تتغلب على الحدود المقيدة والعقبات. هذا هو الاستخدام المبدئي للتفكير الإبداعي. من أجل أن تحل مشكلاتك، وتستثير الاكتشافات العقلية الباهرة التي يمكنك الانتفاع بها لتمضي قدماُ بإيقاع أسرع صوب بلوغ الأهداف الأهم بالنسبة لك.

ثلاثة عقول في عقل واحد
إنك تفكر بحياتك، وتسيرها مستخدمُا ثلاثة عقول مختلفة. الأول هو العقل الواعي. وتستخدم عقلك الواعي لاستيعاب المعلومات الجديد’، ومضاهاتا بمعرفتك الحالية، وتحليلها تبعاُ لقيمتها أو بنفعها لك، ومن ثم تقرر أن تتخذ فعلاُ أو لا تتخذ. هذا هو العقل الذي توجه به مسار حياتك. ويشار إليه غالباً بالعقل الموضوعي.

العقل الثاني الذي تستخدمه هو عقلك الباطن (اللاوعي) . وعقلك الباطن هو بنك معلومات هائل الحجم يسجل كل فكرة، وكل خاطرة، وانفعال، أو خبرة مما قد يمر بك، أو يخطر لك على مدار حياتك. ويسمى بالعقل الذاتي ودوره أن يجعل كل كلماتك وأفعالك متوائمة مع مفهومك عن ذاتك، ومع ما تمتلكه حالياُ من مواقف نفسيه، وقناعات، ومخاوف، وتحاملات (انحيازات). إن عقلك الباطن لا يفكر ولا يعقل. إنه يطيع أوامرك وحسب.
ويعد عقلك الباطن كذلك مسئولا عن تسيير جميع وظائفك البدنية. إنه يتحكم بجهازك العصبي اللاإرادي، ومعدل خفقان قلبك، والتنفس، والهضم، والذاكرة الأساسية، وخلافة. إنه أقرب إلى جهاز كمبيوتر عملاق، يبلغ من القوة والدقة ما يتيح له تنفيذ مائة مليون أمر في الثانية. إنه ما يحفظ التوازن لملايين العناصر الكيمائية في كل خلية من بلايين الخلايا لديك، وذلك على مدار الأربع والعشرين ساعة.

وعقلك الثالث هو عقلك فائق الوعي. وهذا العقل هو صلتك المباشرة مع الذكاء غير المحدود. إنه يحتوي كل المعرفة، ويمكنه أن يجلب لك كل الأفكار والإجابات التي قد تحتاج إليها من أجل بلوغ أي هدف قد تضعه نصب عينيك. هذا العقل هو منبع كل الإلهام، والخيال، والحدس (البصيرة)، والخواطر اللطيفة المشرقة. وهو يعمل 24 ساعة يومياُ، وسوف يجلب لك الإجابة المناسبة تماماُ لحل سؤالك أو مشكلتك، بالضبط عندما تكون مستعداُ لها. ويتم تحفزه بالأهداف الواضحة، والصور الذهنية الحية المشرقة، والأوامر الإيجابية الصريحة في صيغتها المثبتة والمؤكدة.
وإذ تستعين بالعقول الثلاثة جميعها في تناغم واتساق، وبالأداء والمهام التي صمم لها كل منها، فلسلوف تنجز المزيد، والمزيد من أهدافك، وبأسرع ما تخيلت أبداُ. إن الاستخدام السليم لعقولك الثلاثة أمر مركزي لتغير تفكيرك، ولتغير حياتك.