أسال عما تريد معرفته

وضح ما تريد، ولا تخش شيئًا

هناك شيء آخر غريب ولافت للنظر! فكل شهرين أو ما يقرب من ذلك يأتي رجل المبيعات الخاص بإحدى الشركات ليضع كتالوجًا قيمًا وغالي الثمن للإعلان عن منتجات الشركة، ومثبتًا به ورقة لكتابة الطلبات. وبعد مرور يومين على ذلك، أجده يدق جرس الباب، كالطفل الذي يطلب استرداد كرته الضائعة، ليسألني:
"لقد جئت لجمع الكتالوجات، هل يمكنك أن ترده لي إذا سمعت؟".
فأعطيه له، ثم يتركني ويذهب في طريقه، ليعود مرة أخرى بعد قليل من الأسابيع ليكرر هذا الأمر مرة أخرى.
لقد بدأت أشعر بالأسف من أجله (ربما يكون هذا هو الهدف من هذه الاستراتيجية التي يتبعونها!). لقد كان مهتمًا بهذا الأمر، لدرجة توحي بأن الغرض الأساسي من الزيارة الثانية هو جمع الطلبات وليس الكتالوجات، كما أنني أظن أنه في الوقت الذي يطلب فيه جمع الكتالوجات، فهو يعتقد بداخله أنه يقوم بالفعل بهذا الأمر.
إن ما كان يجب عليه فعله هو طرح بعض الأسئلة عليَّ مثل:
هل أخذت وقتك الكافي لتصفح الكتالوج؟ أم أنك لا تزال تحتاج إلى مزيد من الوقت لتقرر ما تريد طلبه هذه المرة؟
أنا مندوب من الشركة التي أرسلت لك الكتالوج. لقد تركته لك منذ يومين. هل يمكنني أن أحصل على الطلبات الخاصة بك؟هل رأيت العرض المميز الخاص بماكينة القهوة وحمالة الفوط في صفحة 37؟

إن الرسالة التي أريد أن أبعث لك بها من كل هذا الكلام بسيطة للغاية وهي:

وضح ما تريد، ولا تخف شيئًا!
اسأل عما تريد تحديدًا.
تبنَّ طريقة تفكير "كيف أستطيع أن ...؟"

إن كلمة "كيف" من الأمور المهمة، وهناك الكثير من الأشياء التي أريد أقولها بشأن هذا الأمر؛ فبمجرد أن تفهم قوة تأثير هذه الكلمة، فإنه من المحتمل أن تكون واحدة من أكثر الأدوات المفيدة في طريقة "فقط اسأل".
لقد كانت هذه الكلمة شديدة الأهمية، لدرجة أنه فيكل مرة أجلس لأبدأ في الكتابة كان ينشغل ذهني بشدة بالتفكير في المكان المناسب الذي أضعها فيه: هل يجب أن أضعها في الجزء الخاص بالقواعد الذهبية؟ أم أنها تندرج تحت الجزء الخاص بتكنولوجيا السؤال؟ أم يجب أن أضعها في الجزء الخاص بأسئلة ينبغي أن تطرحها على نفسك؟
وأخيرًا استطعت أن أصل إلى الإجابة الواضحة! لست مضطرًا إلى أن أكون مقيدًا بسؤالي، و من ثم قررت أن أستخدمها في كل جزء من الأجزاء الثلاثة. لذا، في البداية، أريدك أن تفكر في كلمة "كيف" على أنها إحدى القواعد الخاصة بفكرة "فقط اسأل".

كم مرة سمعت شخصًا يقول "لا أستطيع"؟ وكم مرة سمعت هذه الكلمات من نفسك، سواء أكان ذلك بصوت مرتفع أم داخل نفسك؟ إن حياتك من الممكن أن يكون بها عدد لا نهائي من المرات التي تستخدم فيها هذه الإجابة ردًا على أحد الأسئلة المهمة، ولكن هذه العبارة البسيطة تعد إحدى التعبيرات المفيدة.
دعنا نلق نظرة على بعض الأمثلة في السياق الشخصي والعملي والمهني:
"هل تستطيع بشكل جاد أن تقوم بعمل سباق جري أو مشي من أجل جمع التبرعات؟".

"لا أستطيع؛ فأنا لست مؤهلاً لهذا الأمر".
"إذا كنت لا تحب هذه الوظيفة، لم لا تتوقف عن القيام بها، ومن ثم تغيرها بأي وظيفة أخرى؟".
"لا أستطيع، فوضعي مستقر في هذا المكان، ولديَّ العديد من النفقات التي أقوم بها، لذا، لن أخاطر بالتغيير".
قبل أن نخوض في المزيد من الحديث، لابد أن نفرق بين "لا أستطيع" التي أوضحتها آنفًا، وبين الأشكال الأخرى للأعذار المسموح بها والمقبولة، وذلك كما يلي:
"أنا لا أريد أن...".
"أنا خائف من إحداث تغيير ما".
"لقد حاولت من قبل، دون أن أحقق أي نجاح".
"أنا خائف من الرفض".
فإذا كنت خائفًا من حدوث مثل هذه الأشياء، فكل ما تحتاج فعله هو استخدام طريقة "كيف" – وهذا، ببساطة، يعني استبدال "لا أستطيع" بطرح هذا السؤال:

كيف أستطيع أن أفعل ذلك؟

ومع العودة إلى المثال الأول، إذا اقترح شخص ما عليك أن تقوم بعمل سباق جري أو مشي لجمع التبرعات، وكنت أنت متحمسًا لهذه الفكرة، فإنك بدلاً من أن تقول "لا أستطيع، فأنا غير كفء لذلك"، ينبغي أن تتوقف لتطرح هذا السؤال:

كيف أستطيع أن أكون كفئًا لذلك؟
ركز على إيجاد إجابات لهذا السؤال، ثم بعد ذلك تصرف وفقًا لها.
وبالمثل، إذا أردت أن تحدث تغييرًا مهنيًا في حياتك، فبدلاً من أن تقول: "لا أستطيع" غير طريقتك وفكر في الأمر بأسلوب السؤال:

كيف يمكنني القيام بذلك؟
في الواقع، يجب أن تطرح على نفسك هذا السؤال، كلما سمعت نفسك تقول: "لا استطيع:. وفي اللحظة التي تفعل فيها ذلك، هناك أمران سوف يحدثان: الأمر الأول، هناك جزء من اللاوعي يتقبل بالفعل إمكانية انك "تستطيع". والأمر الثاني، سيتغير تركيزك؛ فهذه الطريقة ستجعلك تفكر في الخيارات والطرق التي تمكنك من التغلب على العقبات التي تدعي أنها تعترض طريقك.