مدار السعادة تدور حول أربعة أركان مرتبطة ارتباطاً كاملاً بالإنسان .. وهي .. القلب والعقل من جهة .. والروح والجسد من جهة أخرى .. فالقلب .. السعيد الذي لا يحوي غلا ولا حسداً .. مليئاً بالطمأنينة والسكينة والهدوء .. مخموم كما قال عنه عليه الصلاة والسلام أي نظيف من كل ما يدنسه .. وفي قصة الرجل الذي يقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام أنه من أهل الجنة دليل على صعوبة العمل رغم عدم الجهد الجسدي الذي فيه .. فهو ليس من أهل الليل ولا بصاحب عبادة ومشهور بها .. إلا أنه لا يجد في قلبه على أحد من المسلمين .. ولذا .. يقول تعالى : " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " والقلب .. على صغر حجمه " بقبضة الكف " إلا أنه المتحكم بكافة أعضاء الجسد .. كما يسمى بالملك ... لقوة أوامره على بقية الأعضاء .. لذا حين يصلح الملك تصلح الرعية .. فالخطوة الأولى للوصول للسعادة .. تعاهد القلب .. وتنظيفه مما فيه .. ومعالجة أمراضه .. كالحسد والغل والضغينة وكافة أعمال القلوب الممرضة .. أما العقل .. فيشكل الوزارات في الدولة .. كافة أمور الوزارات لديه .. فهو المتحكم والمدبر ومصرف الشئون في دولة الجسد .. ولذا حين يكون العقل بليداً متغابياً ثابتاً في مكانه .. يدب في أركان الدولة الفساد ولا يكاد ترتقي لتصل لما تريد .. معاهدة العقل بالتغذية .. من خلال الإطلاع والقراءة والتفكير والتأمل والتدبر .. بلادة العقل تأتي من خلال إهماله وعدم إطلاعه وتطوير ملكاته .. ولذا .. في القرآن الكثير من الآيات التي تلفت الانتباه للعقل وتشير إلى عدم إهمال التفكير وإشغال الذهن بآيات الله الكونية والقرآنية .. لآيات لأولي الألباب .. أفلا تعقلون .. لمن كان قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .. إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون .. وغيرها من الآيات الكثير .. والتي تنبه لمهمة العقل في تحقيق الهدف والوصول للمطلوب .. في الجهة الأخرى .. جهتين مرتبطان ببعضهما .. الروح والجسد .. أما الروح .. فمدار السعادة في سعادتها .. وإسعاد الروح يكون من خلال الطاعات .. قراءة قرآن وذكر الله والمحافظة على الصلوات والاهتمام بالتدريبات الخاصة بتربية النفس وتطويرها وتغذية الروح .. وأما الجسد .. فالاهتمام بتغذيته وتمرينه رياضياً وأخذ الراحة الكافية له وعدم إجهاده بأعمال تفوق طاقته .. تلك باختصار أركان السعادة الأربعة ..