قدمت مؤلفة كتاب The Stress Management استراتيجيات للتكيف مع التوتر وإدارة الضغوط، وتحقيق الصحة والسلام الداخلي. وأشارت إلى أن النظام المناعي للجسم يتناغم مع المخ ويستجيب للرسائل السلبية أو الإيجابية التي يرسلها، وهو ما يؤكد الترابط الوثيق بين الصحة النفسية والجسمية للإنسان. وتقترح الكاتبة بعض الاستراتيجيات التي تعزز القدرة على التعامل مع الضغوط، وخاصة لمن يعملون في مستويات الإدارة الوسطى والعليا، والذين أثبتت الدراسات أنهم يقعون ضمن الفئات الأكثر ضغوطا وتوترا. ومن هذه الاستراتيجيات؛ القدرة على احتمال التوتر والسيطرة عليه، والثقة بالذات، والقدرة على مواجهة التحديات، وهو ما يعني التفاؤل بإمكانية تحقيق الأهداف مهما صعبت، بالإضافة لممارسة الرياضة، والاسترخاء والتأمل، والتغذية الصحية، والتخلص من الأفكار السلبية عن أنفسنا وقدراتنا، واستبدالها بالأفكار الإيجابية. كما أن المشاركة في الأعمال التطوعية تجعلنا أكثر صحة جسديا، ونفسيا، وروحيا. حيث أكدت دراسة أجريت على 3300 متطوع أن 95 في المائة منهم شعروا بحالة مزاجية مرتفعة، وبإحساس أقوى بقيمة الذات، والرغبة في التواصل مع الآخرين، والسعادة والتفاؤل، إضافة للتخلص من الأعراض النفسية والجسدية. وفي هذا الإطار، تقترح الدكتورة نبيهة جابر لمواجهة الضغوط؛ تجنب الأشخاص الذين يسبب وجودهم التوتر والضغوط، وكذلك المشاركة الإيجابية في المجتمع، والاستثمار الجيد للوقت، وتعديل مقاييس الكمال بالتوقف عن جلد الذات بالشعور بالفشل كلما أدينا عملا، وحصلنا على تقييم قد لا يرضينا! إن ما تقدم من حلول ونصائح علاجية لإدارة ضغوط الحياة اليومية ليست إلا نتاجا لدراسات علمية، وتجارب إنسانية قابلة للأخذ والرد، وقد تحقق نجاحا في مجتمع ما، لكنها ليست بالضرورة ستنجح في مجتمع آخر. ويفرض المنطق الأخذ بما يفيد من هذه الدراسات، وتطبيقها بواسطة متخصصين أكفاء، دون إغفال لروافد أساسية لا غنى عنها لأي مخلوق، جاء بها القرآن الكريم، وسنة نبينا عليه السلام. ولنتأمل قوله تعالى: « الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب» (الرعد: 28). وقوله عليه السلام: «ما أصاب أحدا قط هم ولاحزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا» (أخرجه أحمد وصححه الألباني). وهذا المعين الرباني الذي لا ينفد، علاج فعال ومجرب، أثبت نجاحه على مر العصور، وهو باق ما بقي الدهر، وصالح لكل زمان ومكان، ولكل مجتمع.