إن توليك للمنصب الإداري الأول في حياتك المهنية يمثل انتصارا كبيرا، وهو علامة على أنك حققت إنجازات مهمة في مهنتك. إلا أن نجاحك في هذا المنصب يعتمد على حسن أداء الموظفين الآخرين، والذين كانوا سابقا زملاءك أو ما زالوا أصدقاءك. ولا بد أن كونهم أصبحوا مرؤوسيك أمر غريب بعض الشيء. فقد يكون بعض هؤلاء الموظفين ذوي خبرة أكبر من خبرتك أو قد يكونون أقدم منك في المؤسسة أو أكبر سنا، ولا بد أن بعضهم كانوا يرغبون بالمنصب الذي حصلت عليه، وأنهم شعروا بالامتعاض لأنهم أصبحوا مرؤوسيك. فلا تتوقع أن يفكر جميع هؤلاء الموظفين أو أن يتصرفوا مثلك.
إذا، ما الذي عليك فعله عند توليك منصبا إداريا لأول مرة في حياتك المهنية؟ إذا كنت محظوظا وكنت تعمل في مؤسسة ذات إدارة حكيمة وميزانيتها ضخمة وتزود موظفيها بالتدريب والاستشارات المهنية لمساعدتهم على التطور، فستكتشف وحدك ما عليك فعله وكيف تتعلمه. وفيما يأتي 3 استراتيجيات لمساعدتك على النجاح لدى توليك لأول منصب إداري في حياتك:

1. اهتم بمرؤوسيك: عندما تتم ترقيتك لمنصب مدير، فمن الطبيعي أن تزهو بنفسك وتشعر بأهمية إثبات قيمتك للآخرين، فقيمتك هي السبب في تنصيبك مديرا، إلا أن هذا هو تماما عكس ما يجب أن تفعله، إذ إن عليك أن تولي موظفيك الجدد اهتماما خاصا، وأن تظهر تقديرك لمهاراتهم ومواهبهم وجهودهم، وأن تفكر في احتياجاتهم ومشاكلهم، وعندما تفعل ذلك فإنك تسلك نصف الطريق نحو تجاوز العقبات التي تواجهك في عملك الجديد. حالما تتم ترقيتك، اعقد اجتماعات خاصة وفردية مع مرؤوسيك واحدا تلو الآخر واكتشف أهم ما يحفزهم، ودعهم يطرحون ما لديهم من أسئلة، ومن ثم ناقش رؤيتك الخاصة بالفريق وكيف سيكون كل موظف جزءا من تنفيذها. حين تتعلم التواصل مع موظفيك وتحفيزهم بطريقة ملائمة، فستتحول شيئا فشيئا إلى قائد كفء.

2. ساعد موظفيك وأرشدهم إلى طريق النجاح: إن إرشاد وتدريب موظفيك له فوائد جمة، ليس فقط لهم ولكن لك أيضا، فقد أظهر بحث أجراه مركز بحوث القيادة الإبداعية أن إرشاد وتعليم الموظفين يعود بالفائدة على المدير، فهو ينعكس على أدائه بشكل إيجابي. ومرة أخرى، فمن المهم أن تولي موظفيك العناية والاهتمام وأن تتواصل معهم بشكل دائم وتزودهم بالتغذية الراجعة البناءة والإيجابية بشكل دوري، وستجد أن هذا الأمر ينعكس على أدائك ويجعلك أكثر كفاءة؛ إذ إنك تكسب دعم موظفيك وتجمع المعلومات التي تحتاجها وتحدد نطاق سلطتك، وتعزز من مصداقيتك وتكسب احترام مرؤوسيك.

3. تحل بحس المسؤولية واثبت سلطتك على مرؤوسيك: حين تتولى منصبا إداريا فإنك تصبح تحت المجهر فورا وطوال الوقت؛ فموظفوك سيلاحظون كل ما تفعله أو تقوله ويفسرون كل ممارساتك بطريقة أو بأخرى، فهل أنت تولي أصدقاءك اهتماما أكثر وقدرا أكبر من الوقت؟ وهل فهمك لمجريات الأمور في المؤسسة غير واضح تماما؟ هل تعاني في محاولاتك لرسم الحدود مع الآخرين؟ كل هذه الأمور قد تشي بأنك لا تصلح كقائد، أو أنك تحابي بعض الموظفين على حساب الآخرين، وعليك أن تثبت مسؤليتك وسلطتك واضعا بعين الاعتبار أن هذا الأمر يعتمد عليك أنت وحدك وعلى كيفية تصرفك كقائد. ولكن على الرغم من أنك يجب أن تثبت سلطتك، إلا أنك يجب أيضا أن تحافظ على العلاقات الودية مع الموظفين، كما أن مدى ودية وإيجابية هذه العلاقات تعتمد على كلا الطرفين- أي أنت والموظف.
كما يمكنك أن تفعل كل ما بوسعك لتكون قائدا ناجحا، ولكن قد يظل بعض الموظفين غير راضين مهما فعلت. ولا يمكنك إجبار الناس على موافقتك الرأي أو على أن يفكروا مثلك، فلا يمكنك التحكم بأفكارهم ومشاعرهم. إن كل ما تستطيع التحكم به هو أفكارك وممارساتك أنت، وهذا ما عليك ا
لتركيز عليه بوصفك مديرا جديدا.