هل فكرنا يوما في نوع الأسئلة التي نطرحها و نحن نخاطب أنفسنا؟ هل بإمكاننا تخيل مدى قوة ما نتفوه به؟ أم لا؟
هذا المقال يهدف إلى تبيان تأثير طبيعة الأسئلة على حياتنا. فلما نواجه تحديا في جانب معين من الحياة، غالبا ما نوجه لأنفسنا سؤالا. هذا السؤال يمكن أن يكون إيجابيا أو سلبيا. على المستوى المالي، مثلا، هناك من يعبر على ضائقته المالية بالسؤال التالي: لماذا أنا بالذات من تحدث له كوارث مالية؟ أو ربما السؤال التالي: لماذا أنا تعيس الحظ دائما؟ هذه الطريقة السلبية في طرح السؤال تعطي شعورا من نفس النوع لأن العقل اللاواعي يرد في هذه الحالة على شاكلة: لا يحالفك الحظ لأنك غبي أو لا فائدة منك، فتجد الشخص يزداد حنقا و ضيقا و يجذب إليه ضغطا أو صداعا وقد يفجر شحناته السلبية على الزوجة و الأولاد و تصبح حياته جحيما لا يطاق، و الأخطر في الأمر أنه غالبا ما يصل إلى مرحلة أخرى و هي الندم. هذا الشعور بالندم يسببه كذلك طرح أسئلة من نوعين، إيجابية أو سلبية. إن كانت إيجابية كأن يسأل نفسه: كيف يمكنني أن أضع فاصلا بين تحدياتي المالية و حياتي الاجتماعية؟ يتمكن الشخص من إنقاد الجرة، أما إن كانت سلبية على شكل: لماذا لا يستطيع من حولي تفهم وضعي، فسيغرق في دوامة يستمر تأثيراتها لمدة.
كما ترون، فسبب كل هذه المتاهة هو السؤال الذي طرحه هذا الشخص منذ البداية، وهو: لماذا أناب الذات؟ و لو أنه غير السؤال و خاطب نفسه قائلا مثلا: ما الذي يمكنني أن أقوم به للحيلولة دون تكرار حدوث الضائقة؟ أو: كيف يمكنني أن أخلق فرص جديدة بالبحث عن بدائل؟ لما وصل إلى ما رأيناه أعلاه. و لا ينطبق الأمر فقط على الناحية المالية بل يمتد ليشمل جوانب أخرى (كالجانب العاطفي، الروحي، العلمي...)
إذا، ماذا تعلمنا؟
أولا، إن الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا لها قيمة كبيرة، فلنختر الأسئلة الإيجابية.في هذا الصدديقول جورج برناردشوعن الأسئلة:
"بعض الناس يرون الأشياءكماهي عليه في الواقع ويقولون 'لماذا؟' إنني أحلم بأشياءلم تحدث قط وأقول، 'لم لا؟'"..
ثانيا، لنربي صغارنا على طرح الأسئلة التي تدفع بهم نحو التميز.
ثالثا، لنطرح عليهم السؤال الذي أورده أنطوني روبنز في كتابه "أيقظ قواك الخفية" و هو: 'ماذا تعلمت هذا اليوم؟' و ذلك نهاية كل يوم.
و أخيرا، إذا كانت الأسئلة تحدد جودة حياتنا، فالكلمات ترسم ألوانا زاهية عليها، و هذا ما سنراه في مقال اخر قادم بعنوان: "الكلمات... ألوان الحياة".