عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 23
خريطة إلى الكنز .. بداخلك
أود في البداية أن انوه الى أن الموضوع التالي بحاجة الى أن يكون القارئ صافي الذهن و لديه الوقت الكافي ( الكافي) الكافي ، حتى يتسنى له التركيز. لأن الموضوع التالي قد يكون نقطة تحول في الحياة.
اذا لم يكن لديك وقت ، أرجو تأجيل قراءة الموضوع.
كما احب أن اشير الى أنه تم تقسيم الموضوع الى فقرات حتى يسيطر القارئ على الافكار ،،،
ما وددت أن اضيفه هو ان العقل البشري له العديد من القوانين تحكم اداءه ( حوالي 600 قانون حسب علوم النفس) ، ولكي نستطيع أن نفهمها و نوظفها في تطوير انفسنا، لا بد من فهم مكونات و تركيبة العقل.
العقل مكون من جزئين ، الجزء الظاهر النشط و الذي يسمى العقل الواعي، و فيه يحدث الادراك الحسي مثل الشم واللمس و التفكير اللحظي و غيرها.
الجزء الثاني هو العقل الباطن ، و هنا مكمن الكنز و القوة الجبارة و مركز الأحاسيس و المشاعر، و هنا سبب تميز العظماء عن غير العظماء، و هنا ما ادى بالأنسان الى وصول القمر و الغوص في أعماق البحار، و هنا أيضا الحفرة التي ينتهي فيها مستقبل الكثير من الناس.
لا اريد أن اطيل الحديث ...
العقل الواعي يستطيع أن يفكر و يميز الأشياء و الألوان و الأصوات و الصح و الخطأ
كما أن العقل الواعي يستطيع أن يختار من بين الأشياء ، ، ،
أي فكرة تتكون في العقل الواعي النشط تؤثر مباشرة على محتوى العقل اللاواعي ( الباطن ) خصوصا مع تكرار الأفكار
أي معلومة تنفذ الى العقل الواعي عن طريق مداخل المعلومات
( النظر ، السمع ، اللمس، الشم، الذوق ) تؤثر في العقل الباطن و يأخذها كما هي دون زيادة أو نقصان، و ذلك لأن العقل الباطن لا يستطيع الأختيار و لا يمنطق الأشياء بل يقبلها كما هي من العقل الواعي ( و هنا خطورة الموضوع).
العقل الباطن لا يستطيع أن يختار بين الصح و الخطأ و انما يأخذ الأفكار كما هي من العقل الواعي ، سواء كانت صح أم خطأ ، سواء كانت خير أو شر، و العقل الباطن لا شعوري .
و لكن ::::: و لكن ::::: و لكن ::::
العقل الباطن هو مركز التحكم بالأحاسيس و الشعور و التصور و الذاكرة ، و هو مركز حفظ ما ترسمه من خيال عن الماضي و الحاضر و المستقبل سواء كان في الخير أو الشر كما هو دون تغيير ( العقل الباطن لا يختار و لكن يقبل ما يمليه العقل الواعي المفكر).
من الجدير بالذكر هنا أن العقل الواعي هو سيد العقل الباطن ، و لا يمكن للعقل الباطن أن يرفض أية فكرة أو تصور من العقل الواعي، بل يقبل فورا لأنه لا يمنطق الأشياء.
كيف يتم التفاعل ؟؟؟
الأفكار في العقل الواعي ، و التصورات في العقل الواعي ، و لكن حفظها يتم في العقل الباطن ،،، و بما أن العقل الباطن هو مركز التحكم بالأحاسيس ، فأن الأفكار التي تم تخزينها سوف تؤثر على منحى التحكم و بالتالي على طريقة العيش.
و من هنا، معظم الأمراض النفسية تنشأ عن عدم ادراك أن العقل الواعي و ما به من أفكار تنصب في العقل الباطن بدون تغيير، و العقل الباطن بدوره يتحكم بالشعور لأنه المركز للشعور و الاحاسيس و بالتالي بالمستقبل حيث أن الموضوع دائرة متكاملة
الأفكار تصبح أسلوب تحكم و بالتالي تصبح منهج حياة و مستقبل
مثال سريع ، علينا الحذر من المعلومات الواردة عن طريق السمع ، مثلا طالب في الجامعة يسمع أن المادة الفلانية صعبة جدا ...
السمع يصبح فكرة و الفكرة اذا تكررت فانها تنصب في العقل الباطن و هنا المصيبة حيث أن العقل الباطن يبدأ يهئ كل شئ لجعل المادة صعبة دون ادراك منا بذلك، مع أن المادة من الممكن أن تكون سهلة للغاية.
تطور الموضوع، كان مجرد قول، تكرر الحديث ، فأصبح فكرة ، الفكرة نزلت الي العقل الباطن ، بناء على الفكرة السلبية يبدأ العقل الباطن بالتحكم بالأحاسيس. ولا يقف العقل الباطن عند حد الفكرة ، بل يفتح لها افاقا جديدة بنفس الاتجاه سواء سلبي أو ايجابي ، و تأكيدا على ذلك:
عندما تفكر بقضية معينة اليوم ،، غدا فكر بنفس القضية و ستأتيك أفكار لم تكن في اليوم الاول ، أي أن العقل الباطن يفتح افاق جديدة للأفكار
أمثلة اخرى:
لنأخذ مثال على الانسان الخجول
الانسان الخجول هو انسان طبيعي لا ينقصه شئ على الاطلاق ، و قد يكون ذكي جدا ، و متدين و كل الصفات الحسنه فيه ، و لكن يعاني من خجل مرضي سببه أنه سمع لعدة مرات أنه خجول و اصبح ما سمعه أفكارا و بالتالي منهج حياة و صورة ذهنية مرسومة عنه في عقله الباطن.
السبب هو أن الصورة الذهنية المرسومة في عقله الباطن توحي له بأنه خجول و بالتالي لأن العقل الباطن لا يعرف يختار، في كل موقف يستدعي أن يكون الشخص خجول ، يقوم العقل الباطن بالتحكم بالجسم و الملامح لكي تظهر تماما كما هي مرسومة بدقة ( فتظهر علامات الاضطراب و احمرار الوجه و غيرها من الصفات المشهورة لدى الخجولين ) دون أن يستطيعو أن يوقفوها لأنها أوامر من العقل الباطن المبرمج من قبل العقل الواعي، ( مع التذكر أن العقل الباطن لا شعوري و لا نستطيع أن نجعله يتحكم فورا كما نشاء بل يجب تدريبه و برمجته أولا).
مثال اخر
الانسان العصبي:
كل موقف يستدي منه أن يعصب تجد العقل الباطن يستجيب بكل أمانه لتعليمات الصورة الذهنية المرسومة عنه و يتحكم بالصوت و نبرة الكلام و ملامح الوجه و عضلات الجسم لكي تشكل ملامح الشخص العصبي ، و كما قلت هذه أوامر العقل الباطن الى الجسم و هي لا شعورية.
لقد أطلت كثيرا، أرجو المعذرة ، سوف أكمل في موضوع لاحق... يتبع
الموضوع التالي باذن الله سوف يكون حول كيفية تغيير الصور الذهنية و الافكار التي تم حفظها في العقل الباطن ، أي اعادة برمجة العقل الباطن بأفكار سليمة ، و بالتالي حل الكثير من المشاكل في حياتنا.
استكمالا لما سبق، أود أن أعيد التأكيد على حقائق و ذلك لأهميتها:
العقل مكون من جزئين ، العقل الظاهر ( الواعي ) و هو الجزء المفكر ، و فيه تنشأ الأفكار سواء كانت سلبية أو ايجابية ، حيث تنشأ الأفكار بطرق متعددة منها السمع والنظر و القراءة و غيرها .
الجزء الثاني و هو العقل الباطن ، و هذا الجزء يحفظ المعلومات و الأفكار و يتحكم بالجسد و اسلوب الحياة لا شعوريا بناء على الأفكار الواردة من العقل الواعي دون أية تغيير
في الحقيقة أن العقل الباطن هو أعظم هدية و هبها الله للأنسان
( يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك ) ، هذا العقل الباطن يستطيع أن يقوم بما تعجز عنه أقوى كمبيوترات العالم ،،، لماذا ؟
مهما بلغ الكمبيوتر من قوة مثلا فهو يستطيع أن يميز عدد محدد من الألوان، و لذلك عندما نشتري كرت شاشة للكمبيوتر نختار اذا كان يدعم 64 مليون لون تقريبا أو 32 مليون لون ، لكن عقلك يستطيع أن يحفظ عدد لا نهائي من الألوان و الأصوات و الروائح و الأطعام و غيرها الكثير التي نحتاج كمبيوترات بمليارات الدولارات لتقوم بجزء يسير منها.
عقلك الباطن هو أكبر من أي مؤسسة أو حكومة أو دولة أو كيان عرفته البشرية ، لماذا ؟
لأن العقل الباطن مسؤول عن توصيل الغذاء و الماء والهواء لكل خلية من خلايا جسمك ( و عددها بالمليارات ) حتى لو كانت على راس أبعد شعرة على الجسم ، و بنفس الوقت مستمر في ادارة دقات القلب و التنفس و المعدة و أداء كل خلية في الجسم ، و هو مستمر في ذلك دون أن نشعر طالما أن الله عاطينا روح و أجلنا لم ينتهي ، و فوق كل ذلك يقوم بحفظ الاسماء لنا و الارقام و المعلومات ، فهو مسخر لخدمتنا ، و الله أعلم ما يقوم به من و ظائف لم يكتشفها الانسان بعد.
اجمل التحايا
المفضلات