السؤال الأدق و الأكمل لماذا أحتاج أن أقنع الآخرين ..
كثير من الناس يظل يحفر الصخر سنين طويلة حتى يقنع أهله بفكره
أو يقنع زميله برأيه أو حتى يقنع المجتمع بفائدة رؤاه
والحقيقة أننا لا نحتاج للإقناع أبدا و قد يكون هذا غريبا نوعا




علينا قبل كل شيء أن تتواجد في دواخلنا ما يدعى بالقناعة و هي أساس الاقتناع
أما الإقناع فهو فعل غير ضروري أبدا في سياقات من حياتنا المختلفة




أجد أن هناك من البشر من يفني عمره كله ليوصل فكرة و ليقتنع بها الآخرون
ويكون في هذا قد أضاع من الأوقات والجهود ما الله به عليم



نحن ننشر القناعة ولكن لا نقنع ..
لا يمكن لإنسان أن يقنع إنسانا آخر ولكن يمكنه أن يوجد ويستحدث قناعة في نفس غيره
فعملية نقل أفكاري ليست محاولة للإقناع بل محاولة لنشر قناعاتي الشخصية
التي قد يتفق معها بعض الناس و قد يعترض



الموضوع كله يعتمد على ردة فعلك من عدم اقتناع من حولك بأفكارك ..
كثير من الناس يغضب ويحزن و ربما توقف عن نشر ما يريد إيصاله
متعللا بأن المجتمع لا يفهم لا يعي و في الحقيقة أنت لست مأمورا بإقناع الآخرين
ولكن تحتاج لإبلاغهم و إعلامهم بما يجول في رأسك من أفكار مفيدة
و اترك الباقي لهم فإن اقتنعوا لله الحمد والمنة والفضل يعود إليه
و إن لم يقتنعوا فهذا ليس عملك ولا شغلك الشاغل



لاحظ معي قول الله تعالى " فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلاّ البلاغ ) الشورى / 48)"
وقال "إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب"فحدد لنبينا صلى الله عليه وسلم الطريق و قال فقط بلغ و أيضا قال الله تعالى "
فاصدع بما تؤمر " تكلم ..تحدث ..بلغ .. وصل .. ولم يقل غير أو أقنع أو أجبر ...



لا تضع وقتك في إقناع الآخرين .. المغيرين .. المثقفين .. القادة ..
بعضهم لم يستمع أحد لكلامهم في حينها و لكن عملت القناعة دورا على مر السنين
و اقتنعت أجيال قادمة بما كان يطرح بالماضي




إن كنت تحمل فكرا .. اكتب .. انقل .. علم ..وصل .. و ستجد النتائج
لا تتوقف من أجل أحد اعترض أو لم يقتنع هذه حال الدنيا لا يوجد شيء في الحياة يتفق عليه الجميع
حتى خالق هذا الكون اختلف الناس فيه..





ابتعد عن الإحباط ..
وافعل ما عليك فعله
و اترك الباقي يعمل لوحده
و يتفاعل فذوبان الجبال الجليدية في البحار المتجمدة قد يحتاج لمئات السنين حتى يذوب وينصهر داخل الماء
و يكون وحدة واحدة




اطرح ما يقتنع به وعيك
واترك الأمور تحدث
ولا يكون همك الناس فتتأخر ويتأخر مركب إبداعك