هي ينسب فيها الفرد عيوبه و رغباته المحرمة و العدوانية أو الجنسية للناس حتى يبرأ نفسه و يبعد الشبهات عنها, فالكاذب يتهم معظم الناس بالكذب, و المرأة التي تحب جارها قد تتهمه بمغازلتها.
والإسقاط قد يؤدى إلى عدوان مادي في صورة جرائم, فمثلا الموظف الذي يحمل مشاعر عدوانية نحو رئيسه قد يسقط هذه المشاعر عليه و يتصور أن رئيسه يكيد له و يتربص به لكي يؤذيه و من ثم يبادر بالهجوم و الاعتداء عليه, و هكذا تدفع هذه الحيلة المضربين إلى نسبة ما في أنفسهم إلى الناس و التعامل معهم على هذا الأساس, و من ثم يقومون بارتكاب جرائم فعلية

ويقول عالم النفس مؤسس التحليل النفسي ،يشير الإسقاط أولا إلى حيلة لا شعورية من حيل دفاع الأنا بمقتضاها ينسب الشخص إلى غيره ميولاً وأفكاراً مستمدة من خبرته الذاتية يرفض الاعتراف بها لما تسببه من الم وما تثيره من مشاعر الذنب ،فالإسقاط بهذه المثابة وسيلة للكبت أي أسلوب لاستبعاد العناصر النفسية المؤلمة عن حيز الشعور ويضيف "فرويد"أن العناصر التي يتناولها الإسقاط يدركها الشخص ثانية بوصفها موضوعات خارجية منقطعة الصلة بالخبرة الذاتية الصادرة عنها أصلاً،فالإدراك الداخلي يلغى ويصل مضمونه إلى الشعور عوضاً عنه في شكل إدراك صادر عن الخارج بعد أن يكون قد لحقه بعض التشويه. إذن الإسقاط Projection آلية نفسية شائعة يعزو الشخص بوساطتها أو عن طريقها للآخرين أحاسيس وعواطف ومشاعر يكون قد كبتها بداخله. ونلاحظ أن هناك العديد من الأمثلة في حياتنا اليومية ونعايشها وندرك من خلالها سلوك الآخرين، ومن أمثلة ذلك أن الرجل الذي يخون زوجته كثيراً ما يتهم زوجته بالخيانة ويشك فيها كثيراً أو الزوجة الخائنة التي دأبت على كبت ميولها إلى اقتراف الزنا،تصبح على درجة مبالغ فيها من الغيرة بحيث تتهم زوجها بالخيانة ويمكن أن تحدث أوهام الاضطهاد من خلال الشعور بالذنب الذي يحمل الشخص على تخيل الآخرين وكأنهم يتكلمون عنه ويلقون بالاتهامات عليه. وهناك العديد من الأمثلة في حياتنا اليومية ويقول علماء النفس أن الأفراد الذين يستخدمون الإسقاط هم أشخاص على درجة السرعة في ملاحظة وتجسيم السمات الشخصية التي يرغبونها في الآخرين ولا يعترفون بوجودها في أنفسهم ،ويظن الكثير من الناس أن هذه الأستراتيجية أو"الحيلة الدفاعية"تقلل من القلق الناتج من مواجهة سمات شخصية مهددة،وتظهر هنا مرة أخرى آلية القمع او الكبت . وجد علماء النفس أن الأفراد العدوانيين الذين لا يدركون مدى شرههم الجنسي حيث يلاحظون ذلك في الآخرين. إن آلية الإسقاط هي آلية نفسية لا شعورية بحتة وهي عملية هجوم لاشعوري يحمي الفرد بها نفسه بإلصاق عيوبه ونقائصه ورغباته المحرمة أو المستهجنة بالآخرين،كما أنها عملية لوم الآخرين على ما فشل هو فيه بسبب ما يضعونه أمامه من عقبات وما يوقعونه فيه من زلات أو أخطاء ،فيقول الشخص في لا شعوره : أنا اكره شخص ما ولكني اقول هو يكرهني،هنا أريد أن اخفف من إثمي ومشاعري الدفينة تجاه ذلك الشخص ويقول علماء النفس إذا ما قارنا الإسقاط بالتبرير،وكلاهما حيل دفاعية يلجأ إليها الفرد فأننا نجد أن الإسقاط عملية دفاع ضد الآخرين في الخارج،أما التبرير فهي عملية كذب على النفس ويضيف علماء النفس أن الإسقاط إذا كان قائماً على شعور عنيف بالذنب أدى إلى حالة اضطراب البرانويا أو ما يصاحبه من هذاءات وهلاوس. ففي المرض العقلي"الذهان"يسقط المريض رغباته ومخاوفه على العالم الخارجي وفي الهذاءات يعتقد المريض أن زوجته تريد قتله لكي تسيطر على ثروته وترثه،ويعتقد أيضاً أن جميع الناس ضده ويريدون ان ينالوا منه،وهي مشاعر إسقاطية لا أساس لها في الواقع.
ومن أمثلة إسقاط المشاعر في حياتنا اليومية التي لا ندري هل تعيد التوازن إلى النفس أم تكشف خفايا وحقيقة الشخصية،فالفرد الذي يخاف من نزعاته العدوانية والجنسية يصيب شيئاً من التخفف من قلقه حين ينسب هذه النزعات العدوانية والجنسية إلى غيره من الناس،ولا شعوره يقول أنهم هم الذين يميلون إلى العدوان وهم الذين يفكرون بالاعتداء على الناس و..هم..لا أنا. كما يعتقد،وهو إسقاط مشاعر دفينة في النفس يلصقها الفرد بالآخرين،ويرى"فرويد"أن الإسقاط حيلة نفسية ينسب فيها الشخص سماته الذاتية وعواطفه وميوله لموضوعات بيئته من أشخاص وأشياء وإزاء ذلك يقول "فرويد" فالإسقاط لا يقصر على كونه حيلة دفاعية وإنما يفهم بالمعنى الواسع للفظه.....