اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	233.jpg 
مشاهدات:	20 
الحجم:	15.4 كيلوبايت 
الهوية:	4501



اللباقة هي ميزة جميلة وهي من الميزات التي يجب أن يتحلى بها أي شخص ، ولا يستثنى منها أحد ، واللباقة هي القدرة على الإحساس بمشاعر وأفكار الآخرين والتجاوب معها والتصرف بما تقتضيه هذه الاتجاهات وبما يجعل من التفاهم معهم سهلاً و محبباً .
وتتضمن اللباقة العديد من الأشياء مثل إظهار الود والتعاطف مع الآخرين ، وعدم الحديث عن نفسك بالحديث عنهم ودفعهم دفعاً إلى إظهار مشاعرهم والشعور بأهميتهم بالنسبة لك .

كما تتضمن اللباقة توجيه دفة الحديث إلى الاتجاه الذي يرغب فيه الآخرون ويجدون فيه متعه وإثارة كالحديث عن الدراسة أو ما تعلم من مهارات جديدة أو عن نوع من أنواع الرياضة ، أو بما يتعلق بالعمل مثلاً ، وتظهر براعتك هنا عندما تجعلهم يتحدثون بحماس وتنطلق ألسنتهم بما في صدورهم رغم أنهم كانوا في البداية متحفظين . الشيء الهام هنا أن تعرف كيف تطرق على الأبواب الصحيحة وتداعب الأوتار الحساسة لديهم ، وربما كان هذا المجال الذي يتحدثون فيه لا يستهويك ولا يثيرك ولكن شعور الآخرين بأنك تشاركهم أفكارهم ومتعتهم يجعلهم يتقبلون منك كثيراً ويمهد لك السبيل لما تتطلع إليه من أعمال .

ومن أهم مقتضيات اللباقة أن تعرف جيداً كيف تتجنب إيذاء مشاعر الآخرين والابتعاد عن كل ما يبعث على إثارة الحزن أو الضيق أو القلق في نفوسهم ، فإذا ما وقعت دون قصد في موقف حرج فإن عليك أن تتصرف بطريقة لبقة وتحول اتجاه الحديث إلى ناحية أكثر بهجة وإشراقاً أو أقل إثارة جدل أو قلق .

وسوف أضع لك تسع طرق لاكتساب اللباقة يمكنك أن تتدرب عليها تدريجياً وأن تحاول النجاح في تطبيقها .. وثق تماماً أن كلا منها يحتاج إلى بعض الجهد والصبر خاصة إذا كان سيغير شيئا من عاداتك الراسخة منذ زمن طويل ، ولكن في نفس الوقت يقربك كثيراً من النجاح ويكسبك قلوب الآخرين ، فعلى سبيل المثال فإن من مقتضيات اللباقة أن تستمع للآخرين أكثر مما تتكلم معهم ، وأن تجعلهم يتحدثون عن أنفسهم أكثر مما تتحدث أنت عن نفسك ، وقد تكون من الذين يكثرون من الحديث عن أنفسهم ولا يسعك أن تدع الآخرين يكملون حديثهم لأنك دائم المقاطعة لهم ، فإن الأمر يتطلب منك بعض الجهد وترويض النفس على الصبر حتى ينتهي الآخرون ، وغير ذلك من طرق اكتساب اللباقة التي قد تجد بعض الصعوبة في تطبيقها في البداية.

والآن إليك تسع طرق لاكتساب اللباقة والتميز :

1-
اجعل همك دائماً أن تروى للآخرين ما يلذ لهم مما سمعت أو قرأت ، ولا تهمل المجاملات العابرة ، ولست أقصد النفاق ، و إنما المديح المخلص الصادق .

2-
اجتهد في أن تذكر الأسماء و الوجوه ، و الأغلب أن الذين لا يفتؤون يقولون : " إنني لا أستطيع أن أتذكر اسم هذا الشخص " هم في الواقع أكسل من أن يحاولوا اكتساب اللباقة ، فلدى كل إنسان المقدرة على تثبيت الأسماء والوجوه في ذهنه ، ولكن الرغبة القوية في تحقيق هذا ينبغي أن تتحقق أولاً ، وعلى التدريب الباقي.

3-
إذا وضع الناس ثقتهم فيك فانهض بها ، ولا تروج شيئاً مما أسروا به إليك أو من الإشاعات التي قد تضر بهم .

4-
التزم ما أمكنك ضمير المخاطب " أنت " ، في مناقشاتك ، وحين ينمو اهتمامك بالآخرين ستجد نفسك مدفوعاً إلى الإقلال من ضمير المتكلم أنا وكل ما يعود عليه أو يتصل به .

5-
لا تسخر من الآخرين ولا تستهزئ بهم ، بل على العكس اجعل همك أن تشعرهم بأهميتهم .

6-
اكتسب المقدرة على القول المناسب في الوقت المربك ، والمراد بهذا أن تمحو الإحساس بالنقص من نفس الشخص الآخر و تشعره ( أننا جميعاً في سفينة واحدة ) .

7-
إذا اتضح لك أنك مخطئ فسلم بذلك ، فأفضل الطرق لتصحيح خطأ ما أن تعترف به بكل شجاعة و صراحة .

8-
استمع أكثر مما تتكلم ، وابتسم أكثر مما تتجهم ، واضحك مع الآخرين أكثر مما تضحك منهم ، وتوخ دائماً ألا تخرج عن حدود اللباقة والأدب العام .

9-
لا تنتحل قط العذر لنفسك قائلاً : " لم أكن أعرف " ؛ فالجهل بالقانون لا يعفي من عقاب خرقه ، والشيء نفسه ينطبق على اللباقة ، فطبيعي أن الجاهل باللباقة يؤذي المشاعر بغير علم ، وأن الشخص الأناني يجرح بغير إدراك ، ولكن ما جدوى الاهتمام مادامت النتيجة واحدة ؟ واللباقة بعد هذا أمر لا غنى عنه ، حتى لقد وصفها العديد من الأطباء ، والمهندسين ، والأساتذة .. الخ ، قائلين : " أن الموهبة شيء عظيم ، ولكن اللباقة شئ أعظم " .


ولن نتجاوز حد الاعتدال إذا قلنا أن القواعد السابقة تعتبر بحق هي القواعد الذهبية في اكتساب اللباقة ، ويكفي للتدليل على ذلك أن تتذكر أحد الأصدقاء أو زملاء العمل الذي يتحدث عن نفسه دائماً مستخدماً ضمير المتكلم ( أنا ) ، وذلك لكي تدرك مدى النفور الذي تحدثه هذه الكلمة في نفوس الآخرين .


نصيحة ختامية هامة : احذر أن تكون في حديثك كاذباً ، أو مخادعا ، أو أن تعتبر هذا الأسلوب نوعا من أنواع الاستغلال ، ولكن اجعل هذا الأسلوب كي تتقرب من الآخرين وتكسب ودهم واحترامهم لك ، وكي تدوم المودة والألفة بينكم .

وفقنا الله وإياكم لكل خير ، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد .