عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
قوة التخيل
التخيل من العمليات أو القدرات المعرفية الراقية والتي ينفرد بها الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى حيث يستمد من هذه القدرة قوة وأحلاما وأهدافا فمن التخيل والإبداع صنع الإنسان كل مبتكراته وإنجازاته.
والتخيل هو:
1- قدرتك على تصور الأشياء والأدوات تصورًا مرئيًا في مخيلتك.
2- عملية عقلية لاسترجاع صور حسية مختلفة وأحداث من الحياة الماضية وتضمينها وتشكيلها لصور ورسوم وأحداث جديدة.
3- قدرة الإنسان على رؤية وتشكيل الصور والرموز العقلية للموضوعات والأشياء والإحساس بها بعد اختفاء المثير الخارجي.
ولقد أشار الفلاسفة قديما إلى أهمية التخيل:
1- فقد ذهب أفلاطون إلى أن التخيل هو وظيفة العقل والجسد.
2- أما أرسطو فقد أكد على أن التخيل هو حركة ناشئة عن الإحساس وأنه فعالية دينامية.
3- كذلك أوضح الرازي أن التخيل هو الظن والاستدلال على الشيء بالشيء.
4- أما ابن سينا فقد قسم القوى المدركة عند الإنسان إلى خمس قوى وهي:
أ- القوة الخيالية.
ب- القوة الوهمية.
ج- القوة المفكرة (في الإنسان) أو المتخيلة ( في الحيوانات ).
د- القوة الحافظة.
ه- القوة الذاكرة.
تمكن ابن سينا من طرح نموذجه التالي ( المتميز بثنائية قوى الاستقبال – الحفظ المقترنة عبر القوة المتخيلة ) عن الحواس الباطنة وفيه:
(1) الحس المشترك يستقبل الصور المحسوسة من الأحاسيس الخارجية بينما تقوم القوة المصورة أو الخيال بحفظ هذه الصور.
(2) والقوة الوهمية تستقبل المعاني التي تقوم القوة الذاكرة بحفظها.
(3) وتقوم القوة المتخيلة بتركيب وتقسيم الصور المحسوسة ومعانيها مع بعضها البعض.
ويبدو أن ابن سينا كان يرى نشاط القوة المتخيلة على أنه نشاط عشوائي وغير موجه بذاته ، وربما حتى دون وعي. وبقدر كون القوة المتخيلة فعالة بالفطرة ، فلا يبدو أنها تتوقف عن النشاط ( العمل ) ولهذا نجد وظائفها تستمر بصورة الأحلام عند نوم الحيوان. ولهذا ففي حالة الوعي ، يكون لكل من القوة الوهمية أو العقل سلطة التحكم بوظائف القوة المتخيلة وفي حالة تحكم الأخير ( أي العقل ) فأنها لا تعمل بوصفها قوة متخيلة بل كقوة مفكرة.
ولهذا بينما توجد قوة متخيلة واحدة فقط في أي روح حاسة ، سواء أكانت حيوانية أم بشرية ، إلا أن هذه القوة المفردة ، في حالة الروح الإنسانية لديها مظهرين أو صورتين مختلفتين اعتمادا على كيفية النظر إليها من حيث جهة التحكم بها يعني تحكم العقل أم القوة الوهمية.
مهما يكن الأمر فإن أهمية وفائدة التخيل تنبع من عدة اعتبارات هي :
1- إن الفرد حينما يبدأ التخيل لا يعتمد على إدراكاته الحسية بل انه يعتمد أيضا على استخدام الرموز في مواجهة مواقف الحياة.
2- إن التخيل كان جزءًا مهما عند العرب خصوصا في الشعر وفي مجالسهم فقلد كان الخيال يذهب بهم بعيدا إلى مشارق الأرض ومغاربها وهو جالسون في خيمهم في الصحراء.
3- اهتم علماء العرب والعلماء الغربيون بالتخيل:
أ- فقد أوضح ” ابن سينا ” أن ما يميز التخيل هو إعادة الصور الحسية بعد غياب التنبيهات.
ب- أما ” الفارابي ” فقد أكد على أن التخيل قوة تحفظ رسوم المحسوسات بعد غياب المنبهات الحسية.
ج- أما ” هيوم ” فقد أشار إلى أن التخيل يساعد على تكوين صورة للموضوع تكون غير موجودة في الواقع وأنه وسيلة بين الإحساس والتفكير.
4- تعلم المهارات تخيل قيامك بالفعل وأنت تقوم بمهارة ما تود اكتسابها ، فإن ذلك يثير نفس العضلات والأعصاب وخلايا المخ في جسدك ، وبالتالي يمكنك تعلم أو تحسين أية مهارات بأن تتخيل نفسك تفعلها بالمثل عندما تقوم بها في الواقع.
5- تغيير الذات بسهولة وهذه تعتبر من أعظم فوائد التخيل.
فقد توصل العلماء إلى مبدأين مهمين:
المبدأ الأول:
أننا قبل فعل أي شيء ينبغي أن يشكل عقلنا صورة ذهنية لما نبغي أن نفعله ( مثال: قبل أن تسير في الغرفة يتخيل عقلك أنك تسير فيها بالفعل.)
المبدأ الثاني:
أنه بمرور الوقت تصبح معظم المواقف والتصرفات تلقائية طبقًا للصورة التي ثبتت في أذهاننا.
هذان المبدآن يفسران لنا السر وراء فشل أغلب الناس في تغيير عاداتهم السيئة ، ألا وهو استمرار صورة هذه العادة السيئة في مخيلته ، فيتصرف وفقًا لهذه الصورة.
فالذي اعتاد التدخين هناك صورة في مخيلته أنه بعد الأكل يشرب السيجارة.
والذي اعتاد الغضب عند حدوث تصرف معين يتصرف كل مرة نفس التصرف ويغضب ، لأن هناك صورة في مخيلته تدفعه إلى ذلك.
والذي نريد أن نصل إليه أنك لا تستطيع تغيير سلوكياتك السيئة حتى تغير أولاً الصورة اللاشعورية التي في مخيلتك والاستمرار في التصرف طبقًا لهذه الصورة الذهنية.
ويمكنك استخدام قدرة التخيل كنوع من المصارعة الذهنية لتغيير صورة رد الفعل تلقائيًا غير المرغوب فيه إلى رد فعل إيجابي وسلوك مستحب.
مثال:
إذا كنت مثلاً تعاني من الإحباط إذا زاد عليك ضغط العمل ، وتريد أن تكون سعيدًا وواثقًا من نفسك أنك ستنهي جميع أعمالك في ساعات الضغط ، فأكثر من تخيل هذه الصورة الجديدة حتى تثبت في الذهن وتتلاشى الصورة القديمة .
تمارين التخيل:
أجلس على كرسي به دعامة لرأسك،أو أرقد على ظهرك في مكان هادئ لايمكن إزعاجك فيه.تأكد من أنك لست دافئاً أو بارداً أكثر مما ينبغي.أغمض عينيك.
خذ نفساً عميقاً، واجعل الهواء يملأ رئتيك ببطء بحيث يتمدد صدرك وبطنك.دع الهواء يخرج ببطء وبشكل كامل .استمر في التنفس بهذا الشكل :ببطء وعمق.
ركزت انتباهك على قدميك.بينما تأخذ شهيقاً،أنتبه لأي توتر في قدميك،وبينما تزفر،تخيل التوتر يندفع متدفقاً نحو الخارج.ستشعر بقدميك دافئتين ومسترخيتين.
قم الآن بالتركيز على بطنك،وقصبتي ساقيك،وركبتيك.وبينما تأخذ شهيقاً ببطء، لاحظ أي توتر في تلك المناطق.دع هذا التوتر يخرج بينما تزفر ببطء،وتغرق في الاسترخاء.
اتبع نفس الخطوات السابقة وذلك بنقل احاسيس الاسترخاء الكامل على كافة اجزاء جسمك بالتركيزعلى الفخدين وارخاء عضلاتهم الكبيره،ثم منطقة البطن،واسفل الظهر،ثم عضلات الصدر ومنطقة أعلى الظهر مع الاكتاف.
الآن حول انتباهك إلى ساعديك خذ شهيقاً،واستشعر أي توتر في أصابعك،دع هذا التوتر يتدفق خارجاً.
انتقل إلى رقبتك واستشعر كل التوتر الموجود هناك بينما تأخذ شهيقاً.ازفر و دع التوتر يخرج من رقبتك.إذا كنت لاتزال تشعر بأن رقبتك مشدودة,فقم بتدوير رأسك،ثم خذ نفساً عميقاً لكي ترخي رقبتك بحق.
الآن حاول ارخاء عضلات رأسك بالكامل :الآن ركز على عضلات وجهك بينما تستنشق : لسانك ،وفمك ،وخديك ،وجبهتك،وما حول عينيك.تخلص من أي شعور بالتجهم أو العبوس بينما تزفر.
واخيراص أفحص سريعاً جسمك كله،لاحظ أي مناطق لاتزال متوتره قليلاً،ودعها حتى تسترخي تماماً بينما أن مستمر بالتنفس ببطء.
والآن بعد الدخول في الاسترخاء الكامل نبدأ بالتخيل ..وقد تجد في البداية أفكاراً مشوشه قد تقفز إلى عقلك بينما تحاول التخيل،ذلك أمر طبيعي لاحظ ماهي تلك الصور والأفكار وأصرفها عن ذهنك،وأعد تركيز عقلك على المادة التي خططت لتخيلها.
1- سوف تركز في هذا التمرين الأول على إحساس واحد فقط في كل مره،مع تخيل أشكال وألوان بسيطه.
ستقوم أولاً بتمرين بصيرتك الداخلية:أغلق عينيك وتخيل دائره سوداء على خلفيه بيضاء.أجعل الدائره كاملة الاستدارة وكاملة السواد.اجعل الخلفيه على أكبر قدر ممكن من السطوع والبياض.حرك رؤيتك الداخليه حول الدائرة.شاهد استدارتها الكاملة وشدة وضوح الخط الفاصل بين الأبيض والأسود.
والآن غير لون الدائرة إلى اللون الأصفر واجعله ساطعاً جداً مع الاحتفاظ بلون الخلفيه بيضاء ساطعه.
والآن دع الدائره الصفراء تتلاشى واستبدلها بمربع أخضرداكناً.اجعله مربعا تماماً وليس مستطيل أومتوازي أضلاع.
والآن أمسح المربع واستبدله بمثلثاً أزرق متساوي الاضلاع،تخلص من المثلث وقم برسم خط أحمر رفيع اجعله ساطعاً ،أفحص خلفيتك وتأكد من أنها لاتزال بيضاء.
والآن أطلق العنان لخيالك لبرهة،وقم بعمل سلسلة من الاشكال المتغيرة بألوان عديده مختلفة.
2- الجزء التالي من التمرين سيركز على (الصوت)، أغلق عين العقل،واجعل الاشكال والألوان تختفي،تخيل أنك في ضباب لاترى شيئاً فقط كلك أذاناً صاغية.
أولاً -أسمع جرساً ،دعه يرن مراراً وتكراراً، مانوع هذا الجرس ،جرس الباب ،سيارة،سفينه،أم ماذا؟
-إسمع الآن جرس إنذار من بعيد،وكأنه صوت نفير عربة إطفاء على بعد نصف ميل.أجعله يعلو ويقترب أكثر فأكثر حتى تضطر أن تضع يداك على أذنيك العقليه..لاحظ أقترابه منك..االآن اسمعه يتلاشى مرة أخرى يبتعد عنك حتى لايعود من الممكن سماعه.
-والآن اسمع مياه المحيط المتلاطمه على شاطئ صخري،اسمع تلاطم الامواج بينما تتكسر بشدة على الشاطئ اسمع صوت الدمدمة والجلبه بينما يتراكم الزبد الأبيض على الصخور،اسمع صوت التدفق بينما تبدد الأمواج نفسها أخيراً فوق رمال وحصى الشاطئ.أضف إلى ذلك صيحات بعض طيور النورس.
-والآن أنصت بأهتمام ،واسمع والدتك وهي تنطق اسمك.اسمعه بنبرات حب، ثم نبرات غضب بعد ذلك.حاول أن تسمعه بسخط وسعاده وحزن.افعل نفس الشئ مع اصوات آخرين في حياتك والدك أصدقائك.
3-يتعامل الجزء التالي مع حاسة (اللمس).تخيل أن الضباب العقلي اصبح أكثر كثافة من أي وقت مضى.إنك لاتستطيع الرؤية.وأذناك مسدودتان بالقطن بحيث لايمكنك أن تسمع شيئاً،كل ما يمكنك فعله هو الشعور تخيل أنك جالس على كرسي خشبي صلب اشعر بالظهر والقاعده وهما يضغطان على جسمك.تخيل أن سطح منضدة خشبية أمامك.ابسط يديك ذهنياً واستشعر السطح المنبسط الصلب والحافة.
-والآن تخيل أن هناك أشياء عديده على الطاولة،مد يدك واكتشف الشئ الأول.أنه لوح صغير من ورق السنفرة الخشن مساحته ثلاث بوصات تقريباً.استشعر الجانب الخشن والجانب الاملس،مرر اصابعك عليه واستشعر بحق الخشونه في ناحيه والجانب الاملس من ناحية آخرى.اثن الورقة بين يديك واشتشعرها وهي تقاوم الانثناء،استمر في الثني إلى ان تنثني إلى نصفين.
-ضع الورقة جانباً وخذ قطعه ناعمه وسميكة من القماش المخملي في نفس الحجم استشعر مدى نعومتها،ارفعها إلى وجهك،ومررها على عينيك المغمضتين ،هبوطاً نحو خدك ثم شفتيك،لف القماش ثم افردها وضعها على الطاوله.
-والآن ابسط يديك وتخيل أن أحداً وضع مقداراً ضئيلاً من الغسول فيها.افرك يديك معاً ذهنياً،وقم بكسائهما كاملتين بالغسول .استشعر الانزلاق والبروده أولاً ، ثم الدفئ والراحه ثانياً.
-استمر بأكتشاف حاسة اللمس لديك،حاول أن تغطس يديك في ماء دافئ.اجعل الماء أكثرسخونة،وأكثر برودة.تخيل أنك تلمس بشرة دافئه لشخص حي.
4- الجزء التالي من التمرين يركز على حاسة( التذوق).تخيل أنك لاتزال غير قادر على الرؤية أوالسمع،والآن أصبحت غير قادر أيضاً على الشعور بأي شئ.كل مايمكنك فعله هو التذوق،تخيل حبيبات قليله من الملح على لسانك، دع طعم الملح يملأ لسانك،ويجعلك تفرز اللعاب وتبتلع.
والآن قم بتغيير الملح إلى قطرات من الليمون الحامض ،ركز الشعور على الطعم اللادع،اشعر بفمك بالكامل يتغضن.
والآن أجعل طرف لسانك يلمس صلصة حارة للغاية،اشعر بالحرارة المتبلة الشديده تحرق لسانك.
والآن هدأ الطعم اللادع بقليل من آيس كريم الفانيلا:حلو وبارد ولذيذ ،تذوقه بحق.
5- والآن ستركز على حاسة (الشم) لديك.اغلق كل حواسك الآخرى وتخيل رائحة ديك رومي.عايش لذة الدخول للمطبخ ،أو فتح باب الفرن،وشم هذه الرائحه الغنية.
والآن افعل نفس الشئ مع العطر،أوعبير الزهور المفضله لديك.دع الرائحه تغمر أنفك المتخيله،واصل ذلك مع روائح آخرى تحبها،أو حتى الروائح التي لاتحبها:الخبز الطازج،هواء المحيط،القش المحصود حديثاً، الطلاء الحديث،الغراء…
تذكر أن مكان وجودك:الغرفة،والأثاث، الضوء في الغرفة وهكذا..أفتح عينيك عندما تكون مستعداً،وأعد توجيه نفسك قبل نهوضك.قد تصاب بقليل من الدوار إذا كانت هذه الجلسه طويله،أوشديدة القوة بالنسبة لك.
قم بتحليل تجربتك.هل كانت حاسه ما أسهل من الحواس الآخرى؟إن الصور المرئيه لدى أغلب الناس هي الأكثر قوة،في حين أن الأصوات تحتل المرتبة الثانية.لايهم حقاً أي الحواس تجدها أسهل من حيث التخيل .استفد من موطن قوتك وركز على الحاسه التي تأتي لك بسهولة أكبر،وحاول تطوير باقي الحواس.
المفضلات