كيف تتجاوز نفسك وتفكر خارج الصندوق؟


التفكير الإبداعي غير المألوف أصبح مهماً في ظل عالم سريع متغير، تتنافس فيه العقول والأعمال من أجل النجاح والتفوق والتميز، ونحن نعرض لك كتاباً جديداً وشيقاً (التفكير خارج الصندوق) لمايك فانس العميد الأسبق لجامعة ديزني، وديان ديكون رئيسة جمعية التفكير الإبداعي

لحل أي مشكلة في السوق العالمي سريع التغيير، تحتاج الشركات إلى العاملين غير المنغلقين في حدود الأنماط التقليدية للتفكير، الذي يمكنهم التوصل إلى المواقف المثالية عن طريق الحلول المبتكرة ، وهذا الكتاب يعرض لك كيف يمكنك أن تكون هذا الشخص.

ببساطة شديدة يعبر مفهوم (التفكير داخل الصندوق) عن التفكير بالطرق التقليدية المعتادة ، وكأنك داخل صندوق لا تخرج عن حدوده، في حين يعني التفكير خارج الصندوق استعارة التفكير الإبداعي الناجح الذي يعتمد على التدريب على الربط بين نقاط تسع موضوعة على هيئة صندوق والنقاط هي (الإطلاع- المشاركة- الإلهام –المنتج-الإبداع –الناس-المكان-التعاون-الاهتمام).

لماذا نسعى للتفكير خارج الصندوق؟

لنعيش ،لنكون لنبدع ، لنجدد، ولنحصل على الفائدة الاستراتيجية لمشروعاتنا مع عالم تسوده المنافسة بين الشركات ، وفي ظل العولمة واتساع قدرة الشركات وإمكاناتها ، فأصبح التفكير الإبداعي هو سبيل تحقيق النجاح ، والتميز . ويضرب المؤلف مثالاً للتأكيد على أهمية التفكير الإبداعي خارج الصندوق بقوله : إن التفكير خارج الصندوق هي الذي أنتج : السيارة والقطار والطائرة والمصباح الكهربائي والتطعيم ضد شلل الأطفال، والمصاعد ، وأجهزة التكييف وأنابيب المياه والتلفاز.

كيف دخلنا إلى الصندوق؟



اولاً نحب أن نشير إلى أن هناك أشخاص فكرت خارج الصندوق ، مفكرين متحررين ، كافح كل منهم –كما يجب علينا أن نفعل- من أجل التحرر من صندوق التفكير النمطي غير المنتج وهو تحدٍ مستمر حتى لا نظل محتجزين داخل الصندوق.

ويجب النظر من وجهات نظر مختلفة لبعض الأمور المهمة في حياتنا والتي تحدث فيها كثيراً مثل:

• التوتر

بكل وضوح هناك اختلاف كبير بين التوتر الذي يسبب الاكتئاب ، والتوتر الذي لا يسببه . ليس التوتر هو الذي يدمرنا بل إنه الاكتئاب .

يرى الخبراء أن الناس يسببون لأنفسهم مستويات خطيرة من الاكتئاب عن طريق القلق المفرط بشأن التوتر الذي قد لا يؤذيهم أبداً. عليك أن تقبل التوتر ، اعتنقه وقدره ، ولا تقاومه ولا تنكره ، فسنتعرض له شئنا أم أبينا ، فلن يتغير العالم من أجلنا ، ولن تتوقف فوضى المرور ، ولا صراعات الحياة المستمرة ، وإن كانت وجهة نظرك تسبب لك التوتر ، فاستمتع بها ، ولكن لا تكتئب ، واعلم أن التوتر بمثابة وقود يحركك ، ويدفعك للفعل والإنتاج ، ويجعلك تتعامل مع الحياة بإيجابية، ولكننا نتحدث عن التوتر المعقول غير الزائد عن الحد المرغوب.

• الإفراط

نادراً ما يكون هناك أي إنجاز عظيم دون إفراط ، قم بعمل الأشياء بشكل مفرط . ونحن لا نشير هنا إلى الإفراط في تناول الطعام أو الشراب أو العقاقير الضارة، ولكننا نقصد الإفراط في الفضيلة، فإذا كانت المرونة فضيلة ، فعلينا أن نزيد منها بقدر المستطاع ، أما إذا كانت رذيلة فعلينا التخلص منها.

• التغيير

ليس هناك سوء فهم أكثر من رد فعل الناس تجاه التغيير فمن الأمور المعروفة بين الناس أن الأشخاص لا تحب التغيير بل تقاومه ، والحقيقة أن الناس يحبون التغيير شريطة أن يجلب أملاً في شيء أفضل ، وعلينا أن نعرف جيداً أن الحياة بدون تغيير تعني التشابه والملل ، وجميعنا يتوقع تجارب جديدة تجلب التنوع والاتزان لحياتنا .

• شرك التفكير الإيجابي

كثير ما يكون التفكير الإيجابي بديلاً عن التفكير الواقعي . كيف؟ بادعاء أننا لا نواجه مشكلة، بينما نحن واقعون فيها، أو بادعاء وجود ما ليس موجوداً .

من المقولات الشائعة الايجابية والتي قد تدمر صاحبها يمكننا القيام بأي شيء نتصوره ، إذا آمنا تماماً ودوماً بإمكانية القيام بذلك.) وهذا صحيح جزئياً فالجزء غير الصحيح يمكن أن يضرنا فنحن نؤمن بأن الروح البشرية لا تُقهر ، ويمكنها أن تقوم عملياً بأي شيء ، ولكن المنطقيين يضيفون لهذا أننا لا نستطيع القيام بأي شيء خارج نطاق الحقيقة والمنطق فيجب أن توافق أحلامنا خطة عمل يمكن القيام بها، فالأحلام خطة عمل يمكن القيام بها، فالأحلام بعيداً عن الواقع وبعيداً عن خطة عمل تدمر صاحبها ومعنوياته.

• جاد جداً، رسمي جداً

قد لا يعني الضحك أن يكون الأفراد حمقى ، ولكنه يعني أن يستمتعوا بما يقومون بعمله ، والدعابة مهمة لأنها تجعلنا ننظر للمشكلة من وجهة نظر أخرى غير التي تظهر عليها في الحقيقة ، فهي تساعدنا على التفكير المتحرر. وهناك ما يسمى العلاج بالضحك. وعلينا أن نعرف أن دموع الفرح التي لا تُرى تغسل ما بداخلنا بكيميائيات معالجة، ولقد تحققت الأبحاث من قوة هذا العلاج ومن الفوائد الصحية الإيجابية للضحك...وفي نفس الوقت لا يمكن التأكيد على أن الضحك والدعابة في مكان العمل يكفيان.

قال جيم نيوتن مؤلف كتاب(أصدقاء غير عاديين) إن هنري فورد (مبتكر سيارات فورد الأريمية الشهيرة وواحد من أكثر ممن أثروا الإقتصاد الأمريكي)اعتاد أن يكتب نكاته ويأخذها إلى منزل (توماس إديسون) ليقرأها له، وقال جيم إن إديسون كان يحب الضحك الشديد ، لدرجة أنه كان يذكر نفسه دائماً في يومياته : ( عليك أن تلقي نكاتاً جيدة على العاملين بالمعمل).إن الإحساس الفني بالدعابة يعتبر الخيط المشترك بين العديد من المخترعين البارزين .الضحك والدعابة بكل تأكيد شائعان بين المفكرين المتحررين .

وإليك بعض الأفعال التي قد تجعلك محتجزاً داخل الصندوق : ( التوقف – الجهل – الصداقة المزيفة- الاستسلام للسيطرة – التعصب – الازدواجية- العدوانية – اللامبالاة- الكذب- الانطوائية- ادعاء معرفة كل شيء – التسرع- التكبر- قول أشياء بلا معنى-الحديث المبتذل- إساءة التوضيح).


لقد اُختير تمرين صندوق النقاط التسع شعاراً لجمعية التفكير الإبداعي الأمريكية ، لأن الحل يمثل عملية التفكير الإبداعي. ومن المفيد دائماً أن نُذكر أنفسنا كيف بكل سهولة أن نقع ضحايا للعادات القديمة والتفكير المحدود ومن الشائع كذلك أن نجد أنفسنا محتجزين في الصندوق ، على الرغم من معرفتنا كيفية تحرير أنفسنا ، فالحياة تقيدنا بشكل طبيعي بقيود غير مرئية ، ولكنها منطقية.

تعليمات التدريب

ارسم 9 نقاط متجاورة في ثلاث صفوف رأسية بحيث تكون معاً صندوقاً والمطلوب منك هو أن تربط النقاط التسع دون أن ترفع القلم أثناء الربط وفق هذه الشروط:

- قم بالربط بين النقاط التسع مستخدماً ما لا يزيد عن أربعة خطوط مستقيمة.

- يجب ألا يمر الخط على أي نقطة أكثر من مرة.

- يجب أن يرسم الخط مرة واحدة ، وبشكل مستمر، ودون انقطاع.

- اترك القلم بعد رسم الخطوط الأربع.

والآن نسأل كيف نفتح الصندوق؟

بعبارة أخرى كيف نخرج من التفكير التقليدي ؟

هناك 3 وسائل إبداعية من أجل النجاح، وهي:

1.تدوين الملاحظات المصنفة.

2.التفكير في الحواس الخمسة.

3.استخدام الألوان

أولاً:تدوين الملاحظات المصنفة

بمعني تقسيم القضية أو المشكلة أو حلول المشكلة أو أي أمر تفكر فيه إلى عناصر مصنفة أولاً ، مثل تصميم لشركة ، ثم ضع الصفات الإيجابية والسلبية لها كل على حدة. وهذا له فائدة كبيرة إذ يتيح القفز من عنصر لعنصر بسهولة، أو من موضوع إلى آخر ، والنظر إلى نفس الشيء أو الفكرة من زوايا مختلفة، وتحليل الإمكانات المختلفة، والتفكير في بدائل حتى يمكن التوجه إلى العديد من الموضوعات على طول الطريق.

وطريقة التصنيف في عملية التفكير الإبداعي تنشئ الاحتفاظ الكامل والتنظيم المناسب للمواد،واستدعاء أسهل ، وصورة أوضح للموارد التي تتم دراستها، وهذا يرتبط بالتفكير الاستعراضي الذي يشمل الموضوعات المقترحة التالية:

1.النقاط الرئيسية : من خلال أي كتاب ستجد العديد من النقاط الرئيسية التي تستخدم كعناوين فرعية.بالنسبة لشكل التفكير الاستعراضي قد تحتاج إلى عمل قائمة بالنقاط الرئيسية لتسهيل التحديد والمراجعة.

2.الموارد: ويمكن للموارد أن تتخذ أشكال عديدة: كتب أو أفلام أو منتجات أو محادثات مع أشخاص واسعي الإطلاع ، أي كل أنواع المواد والمعلومات التي تساهم وتتعلق بالمستويات الرئيسية التي حددتها.

3.التوصيات:فور أن تبدأ المستويات الرئيسية في الظهور، يظهر السؤال: ما الذي سأصنعه بتلك المواد؟ ضع مقترحات وإجابات على هذا السؤال.

4.التعريفات: ما الذي تعنيه بعض الكلمات المحددة ضمن إطار استخدامات وتفسيرات خاصة؟ من المهم تدوين التعريفات الجديدة عند إثارتها كمرجع وإدراك إضافي .

5.التطبيقات: إن الأفكار والمفاهيم التي تنشأ في إطار واحد قد تكون لها تطبيقات مفيدة في مجالات أخرى لم تفكر بها . ويمكن أن يكون تطبيق المفاهيم الإبداعية عملية فعالة بمفردها يقوم تدوين الملاحظات المصنفة بتقديم طريقة لتقسيمها بغرض المتابعة .

6.الخلفية: من المفيد تدوين الملاحظات بصرف النظر عن الخلفية أو أصل الأفكار أو المفاهيم التي تتعامل معها ، ويمكن تحقيق هذا بشكل أفضل من خلال: القصص والأمثلة واللمحات الشخصية، والمبادئ والإيضاحات.

7.متنوعات: هناك دائماً الأفكار والمواد التي لا تناسب الفئات الأخرى ، ولكن هذا لا يعني أنها غير مهمة، بل يجب تدوينها من أجل مدخلات مستقبلية ممكنة.

ومن الممكن أن تضيف للنقاط السابقة وفق أفكارك وعملك.

أما الوسيلة الثانية للخروج من الصندوق:

ثانياً: الإحساس المتزامن: التفكير في الحواس الخمس كلها

من المهم أن تعرف أن الناس لا تركز على حاسة مفردة في أي وقت محدد ، على الرغم من أن مجرد حاسة واحدة من الممكن أن تعمل على مستوى الوعي،فإن الحواس الأربع الأخرى تعمل على مستوى اللاوعي . فعند التفكير في بناء وتصميم مدخل عالم (والت ديزني) الشهير بأمريكا كانت مجموعة العمل تفكر في (البصر) وكيف يبدو المدخل ، وفي نفس الوقت في شعور الزائر تجاهه . وأدركت مجموعة العمل أنه لا يجب التفكير في مدخل المجمع على أنه مكان للدخول فقط، ولكن كتجربة مهمة للحواس الخمس، وحاولت تحفيز خيالها ، كي ترى الصور والأفكار المبدعة عندما يفكرون فيها. ويعني الإحساس المتزامن التفكير بشكل متزامن من خلال الحواس الإضافية للبصر والسمع والتذوق واللمس والشم. ومثال لتوظيف الإحساس المتزامن بصورة إبداعية هو تصميم مطعم بحيث تنتشر رائحة الحبهان والقهوة الطازجة عبر فتحات تكييف الهواء في المطعم لإثارة حاسة الشم، مع تشغيل أنغام الموسيقى لإثارة حاسة السمع ، كما تم إثارة حاسة البصر من خلال استخدام إضاءة مرتعشة على النوافذ، وهذا يحقق مبدأ الإبداع الذي يقول : ( الإبداع هو صنع الجديد وإعادة تنظيم القديم بطريقة جديدة).

ثالثا: استخدام الألوان

ينصح مؤلف الكتاب بالحصول على قلم ذي أربعة ألوان، أحمر وأزرق وأخضر وأسود، فاللون يُعد بعداً رائعاً كحاسة البصر في عملية الإحساس المتزامن . وعلى الرغم من أن الجميع يقدرون تنوع الألوان في الحياة إلا أن كل شخص يحب لون معين،ولا يزال يصر على الكتابة باللون الأسود أو الأزرق الغامق ، ولكن لقد حان الوقت للتخلي عن تلك العادة المحدودة ، والبعد عن التقليدية ، وعليك أن تستخدم كل الألوان المتاحة.


معادلة النجاح ذات النقاط التسع

المشاركة + الإطلاع+ الإلهام + الناس+ المكان+المنتج+التصور + الطريقة= الاهتمام والتعاون والابتكار

وقد توصل الكاتبان إلى المعادلة من خلال خبراتهما الناتجة من خلال علاقاتهما بالعملاء المختلفين حول العالم، وعلاقاتهما بالأفراد ذوي الإبداع المتميز في كل تخصص تقريباً. وقد تم تطبيق كل عنصر من العناصر التسع للمعادلة في مشروعات مع شركات كثيرة شهيرة وناجحة مثل جنرال إلكتريك، وجونسون، وAT&T ، وأبل للكمبيوتر.

وعادة ما يحدث الفشل في العمل والحياة الشخصية عندما يفقد الناس التركيز، ولقد أدركنا بشكل فطري أنه بدون التركيز والاتجاه، فإن الطاقة والموهبة والقدرة تكون ضعيفة.إن أكثر الأفراد فاعلية يعرفون قيمة تركيز مواردهم على أهداف ونقاط محددة، وعلى الرغم من أن معظم الناس يدركون هذا المبدأ، فلا يزالون يفشلون في توجيه جهودهم تجاه هدفين أو ثلاثة من الأهداف الرئيسية مجتمعة، ولذلك فإن معادلة النجاح مصممة لمساعدة العاملين على تحديد الهدف. والمقصود بالتركيز هو أن تركز على المشروع الذي في يدك، وهذا يسمى (تحديد نطاق البحث)، وعملية التحديد هذه تساعد على تجنب ضياع الوقت والطاقة والموارد الثمينة. والهدف النهائي من المعادلة هو الاهتمام والتعاون والابتكار أو الإبداع. ونوضح عناصر هذا الهدف في الآتي:

• الاهتمام:

بمعنى أن تهتم باحتياجات الناس، ومنهم عملاء مشروعك، وللاهتمام أهمية كبيرة، فالمهتمون يشعرون بحق بإحساس شديد تجاه الاحتياجات البشرية، ويلاحظون ما يجب القيام به لتصحيح المشاكل. كما أن الإصرار على القيام بالصعب يأتي من الإحساس بالاهتمام العميق باحتياجات البشرية، وأيضاً بالنجاحات التي حققتها البشرية. علاوة على أن الاهتمام يؤدي لتحفيزك للقيام بالعمل والنجاح فيه.

• التعاون
استأصل البيروقراطية التي تخنق التعاون والمشاركة: قالها جاك ويلسن

رئيس شركة جنرال إلكتريك.

التطور في النظرة للقيادة في العمل أدى إلى مزيد من التعاون، والعمل من خلال فريق العمل، فلا يوجد من هو ذكي بما يكفي للعمل بمفرده. ونذكر هنا بما يكرره دائماً العالم المصري أحمد زويل الحاصل على نوبل في الفيزياء بأن العمل وسط فريق هو ما ساعده على الحصول على الجائزة الرفيعة، وما يقترحه دائماً على الشعوب العربية كي تتقدم من العمل ضمن فريق بدلاً من تشتت الجهود، والعمل الفردي، فالعمل وفق هدف مشترك يعمل عليه أبناء الشعب الواحد بشكل جماعي يحقق لهم التقدم، وبما أن العمل الجماعي أصبح ضرورياً أكثر وأكثر فإن روح التعاون أصبحت ضرورة لا غنى عنها.

• الإبداع

لم تعد نفس الحلول القديمة مفيدة في الوقت الحاضر، فقد بدأ الناس يملون سريعاً من التكرار والصور المقلدة، فالمكان الذي يفتقر إلى الإثارة أو الخيال أو الإبداع أو مصادر الترفيه يكون كئيباً بل فاقداً للحياة.

إن الاختراع والتجديد والأصالة هي قوام الحياة لأي شركة أو مؤسسة أو حكومة.وقد لا يعني هذا ابتكار منتجات جديدة بقدر ما يعني ابتكار طرق جديدة لتسويقها.

وبدون ترسيخ أساس من الاهتمام والتعاون والإبداع الحقيقي، فلن تجد ما تعتمد عليه باقي معادلة النجاح. فالمكونات الثلاثة هي الطريق التمهيدي في طريق أي فرد للنجاح، وبدونها لن يكون لديك ما تعتمد عليه. قد يتخذ بعض الناس طرقاً مختصرة للنجاح لكنهم عادة يفشلون.

وعودة لبقية عناصر معادلة النجاح، نجد المعادلة تحتوي على ما يلي:

• المشاركة

• كيف تحقق المشاركة؟

شارك أنت الآخرين أولاً أنشطتهم وأعمالهم وستجدهم يشاركونك بعدها خاصة وأن الناس بشكل طبيعي ترغب في المشاركة، وجزء من مجموعة وكونك مشاركاً يحقق رغبة الآخر في المشاركة والاهتمام هو نتاج المشاركة أو على الأقل أحد أجزائها.

• الاطلاع
عليك أن تعرف شيئاً لتقوم بعمل شيء ما فالمعرفة والمهارة والقدرة يمكن تطويرها فقط عندما نكون مطلعين.وعادة ما يكون العمل بدون معلومات أمراً غير مسئول، وهناك تصنيف مشهور للمعلومات التي تميز البيانات، وهو:

1.من الجيد أن تعرف.

2.إنك بحاجة إلى أن تعرف.

3.إنك بحاجة إلى أن تعرف بشكل إيجابي وقاطع.

وننبه إلى أن الأفراد المطلعين لديهم: الحقائق ليتصرفوا، والمعرفة لينجحوا.

• الإلهام

ما هو الإلهام؟ هل هو المظهر الجيد ؟ الجاذبية الشخصية؟ الحضور الذهني؟ المستوى الاجتماعي؟السمعة؟ إن كل هذه الصفات هي أجزاء منه، لكن القدرة على إلهام الآخرين أكثر من ذلك، بل تتعدى مجرد الحصول عليه. ويصلنا الإلهام من خلال من يحققون النجاح الهائل والأهداف الجديرة بالاهتمام في حياتهم لصالح الآخرين، ويصلنا من أصحاب القيادة الجادة الذين يتغلبون على المصاعب.فنحن نسعد عندما يقوم شخص ما بعمل يجعل الحياة أفضل وأجمل للآخرين.إن الإلهام الحقيقي ينتج من إنجاز الأفعال أو من إبداع شيء جديد، أو من إحياء شيء قديم يفيدنا بشكل مباشر أو غير مباشر، فالإبداع يخلق الإلهام، والعكس صحيح.

• الناس

لقد أصبح للتطوير والتدريب الأهمية القصوى في المؤسسات وذلك لأن المطلعين والمتعلمين يميلون إلى التعاون. فتطوير الأفراد له أهمية كبيرة في تطوير أي مؤسسة، ولا ينبغي على الشركات أن تخاف من الإنفاق على تدريب أفرادها.

• المكان

إن مكانك هو بيئتك، والتحدي الحقيقي هو أن تثري بيئتك بقدر الإمكان، فإذا كنت قائداً، فإن التحدي الذي يواجهك يتضمن إثراء البيئة التي يعمل فيها الأفراد الذين تقودهم، والمقصود ليس فقط بيئة العمل الخاصة بك، ولكن البيئة التي تعيش فيها، وهذا يتضمن منزلك، ومنازل كل من يعملون في مؤسستك، إننا جميعاً يجب أن نعيش ونعمل في أماكن خصبة.

• المنتج

إن ابتكار نماذج وأصناف وخدمات يبدأ من تغيير العملية الإنتاجية، فإذا رأينا حاجة ما،أو مشكلة أو فرصة، فعلينا أن نتحرك للتعامل معها، فكلما زدنا نجاحاً في إبداع الحلول لإشباع الحاجة ولحل المشكلة ولاقتناص الفرصة، كلما أصبحنا أكثر إلهاماً.

إن تطوير المنتجات أو الخدمات الجديدة، أو تحسين المتواجدة منها لدينا، يتطلب أفراداً ملهمين، يعرفون كيف يفكرون بتحرر، فالمنتجات الأصلية يتم ابتكارها عندما يعمل ويعيش الأفراد المهرة في بيئات إبداعية.

وبهذا نكون عرضنا المكونات التسع لمعادلة النجاح. ويبقى أن ندمج التصور معها لجعل المعادلة تنتج الاهتمام.

• التصور

إن تصورنا هو تعبير عن أهدافنا وطموحاتنا وأغراضنا، إنه ما نرغب في القيام به أو إنجازه، وطريقتنا هي تعبير عن كيفية القيام بهذه الأشياء، لذا يجب أن تكون الطريقة حقيقة في تصورنا.

7 خطوات للخروج من الصندوق

وهي مرحلة إبداعية لتطوير المشروع، كما أنها هيكل يضمن الخطوات المناسبة لتنفيذ المشروع قد تم التخطيط لها مسبقاً، وليس في منتصف العملية، وهذه الخطوات هي:
1.الخطة الرئيسية

2.تطوير الفكرة.

3.الاتصال.

4.التنظيم.

5.الاسترجاع.

6.لوحات البيانات(لوحة الإيضاح).

7.مشاركة الأفكار.

أولا: الخطة الرئيسية

وهي الخطوة الأولى وتتضمن: إلقاء نظرة عامة على كل أهداف ومتطلبات، ونتائج المشروع، إنها تقدم الأساس الذي يعتمد عليه كل شيء آخر.وهي توضح المتطلبات الإجمالية للوصول إلى نتيجة نهائية مطلوبة ومحددة، إنها توجه الأفكار وتقدم السيطرة الكاملة على المشروع.إن هذه الخطة الرئيسية سيستمر عرضها كلما حدث تغيير، وسيُعاد تشكيلها في مرونة كلما تطور المشروع.وعلى أحد أفراد الفريق أن يظل مسئولاً عن إبقائها دائماً أمام المجموعة،فيجب أن تكون مرئية بكل سهولة ولا يجب أن تُوضع في خزانة وتنسى مثل باقي خطط العمل، بل يجب أن تظل معروضة بشكل مثالي في مركز الفريق حتى تكون أكثر فاعلية.

ثانياً: تطوير الفكرة

يتعلق تطوير الفكرة بالتوسع التام في الفكرة التي تكونها الخطة الرئيسية، ويتم عرض الأفكار الناتجة عن الخطة الرئيسية على لوحة تطوير الفكرة، وسوف يكلف أحد أفراد الفريق بمسئولية التأكد من عرض الأفكار بطريقة مفصلة ومطورة.

ثالثا: الاتصال

يعد الاتصال ضرورياً للتعبير عن تفاصيل المشروع الرئيسي أو أي حدث أو نشاط آخر،وعادة ما تقوم خطة الاتصال بتوجيه الأسئلة التالية والإجابة عليها:

- من الذي يحتاج إلى معرفة؟

- ما الذي يحتاجون إلى معرفته؟

- متى يحتاجون إلى هذه المعرفة؟

- ما الوسيط الأفضل لتوصيل المعلومات؟

إن لوحة الاتصالات يمكن استخدامها فيما بعد كقائمة لضمان القيام بالاتصالات، ويجب أن يُكلف أحد أفراد الفريق بمسئولية التأكد من القيام بالاتصالات المناسبة، فالاتصالات الجيدة تضمن المشاركة والمساهمة والإدراك الكامل.

رابعاً: التنظيم

يعد التنظيم أمراً ضرورياً لضمان عدم تجاهل أي تفاصيل، ومن ثم يحتاج تنفيذ المشروع إلى تنظيم التفاصيل حتى لا يُنسى أي منها.إن خطة التنظيم تعد يدي المشروع وقدميه، وتجيب على الأسئلة التالية:

- ما الذي يجب القيام به؟

- من الذين يقومون به؟

- ما موعد الانتهاء منه؟

- ما هو التدريب وما هي استراتيجيات التطوير المطلوبة؟

يجب أن يُكلف أحد الأفراد بالفريق بمسئولية تجديد لوحة التنظيم والتأكد من صحتها، فقد تتغير الأدوار من وقت لآخر، ولهذا فإن أصحاب هذه الأدوار يجب أن يكونوا على علم بهذا التغيير لتجنب الارتباك والوقوع في الخطأ.

خامساً: الاسترجاع

يعد الاسترجاع طريقة لاستخدام الأفكار السابقة، والمشروعات الأخرى التي لم تصل إلى المزيج النهائي أي التي لم يتم تنفيذها.فكون هذه الفكرة لا تصلح لمشروع معين لا يعني أنها لا تصلح لمشروع آخر، فمن الممكن أن يكون استرجاع الأفكار التاريخية والفكرية نقطة انطلاق لأفكار جديدة، وعلى أساسها نقوم بعمل سبق القيام به،فبعض الشركات لديها مراكز صناعية أو أرشيف لحفظ الأفكار من الضياع فشركة والت ديزني فضلاً عن امتلاكها مراكز أرشيفية، فلديها أيضاً موظفو أرشيف يعملون طوال الوقت. ويجب أن يكلف أحد أفراد الفريق بمهمة الحفاظ على المعلومات، وإمكانية الدخول إلى المعلومات الأخرى الضرورية.فليس هناك سبب لضياع أي فكرة في ظل وجود معالجات التخزين الإلكترونية المعقدة حالياً.

سادساً: لوحة الإيضاح

وهي الشيء المرئي في نظام السيطرة الذي يسمح لكل فرد أو فريق أن يهتم بالنشاطات اليومية.وتتكون لوحة الإيضاح من خمسة مجالات رئيسية وهي:

- ما يجب القيام به

- ما يتم القيام به

- ما تم القيام به

- المدخلات

- المهام المعلقة

وتعني المهام التي يجب القيام بها تلك التي تحتاج إلى تنفيذ،أما المهام التي يتم القيام بها فهي المهام الحالية.

إن إتمام التقرير يبقي الأفراد على علم بالتطورات الجديدة، حيث يتم إرسال ما قد اكتمل على أنه تم القيام به، وهذا يحافظ على الأفراد مطلعين باستمرار.

من الممكن أن يدخل الأشخاص الآخرين الذين يرون ألواح الإيضاح معلوماتهم عليها لمراجعتها، وكذلك يضع أي فرد يهتم بالمشروع أفكاره على نفس البطاقة أسفل المهام المعلقة التي سيتم التعامل معها.

إن النتائج تخلق مهام تتطلب الفعل، وكذلك تقدم أسلوباً سريعاً وفعالاً لنقل التفاصيل يومياً، ومرة أخرى يجب أن يكلف أحد الأفراد بالمحافظة على تحديث لوحة الإيضاح،فعندما نستخدم ألواح الإيضاح بشكل جيد فإنها تحل محل الاجتماعات والتقارير، ويمكن تكرارها بسهولة من خلال شبكة المعلومات الإلكترونية.

سابعا: مشاركة الأفكار
وهي تساعد على توليد الأفكار عن طريق الجمع المقصود بين الأفكار غير المترابطة ظاهرياً على شكل علاقات هادفة،وعادة ما توجد أفكار غير مترابطة وتكون جيدة في ذات الوقت،فإذا لم نقم بشكل هادف بالجمع بين الأفكار غير المتصلة فقد لا نكتشف أبدًا العلاقات والمشاركات القيمة، ويجب على أحد أفراد الفريق أن يقوم بشكل دوري بمتابعة عملية مشاركة أفكار الفريق للتأكد من عدم افتقاد الاتصالات الحيوية، وسوف تساعد تلك العملية الفريق على خلق التعاون والتفكير الحقيقي وتحقيق الأفكار الأفضل، ولا تتم المشاركة فقط من خلال الأفكار في المشروع أو الاسترجاع الأرشيفي، ولكن أيضاً من خلال المشروعات المتداخلة.