الأفكار التافهة


هنا تكمن أهمية قاعدة " النتائج تعتمد على المدخلات ". ونظراً لأن حدسك المبني على الخبرات السابقة يعتمد على قاعدة البيانات الأساسية لخبرتك، فإنه سيتأثر بكم وكيف تلك الخبرة. وبالتالي فكلما كبر الإنسان، على سبيل المثال، فإنه قد يصير أكثر حدساً، ومعتمداً في ذلك على الكثير والكثير من الخبرات.

وعلى العكس، فإن رؤى الطفل الصغير، بالرغم من أنها غالباً ما تكون خيالية، إلا أنها ستعتمد أكثر على التاّلف ما بين الزمان والمكان الحاليين، أو على خبراته السابقة المحدودة. إن "حكمة" الإنسان المتقدم في السن، والتي عادة ما تتمثل في طبيعة حدسية، تعكس وفرة من مثل تلك الخبرة، بتنوعها وجودتها وكمها الكبير. وكذلك فإن الشخص الذي يقرأ كتباً تافهة، عادة ما سيحظى بأفكار تافهة، ذات طبيعة تعكس ما يمتلئ به عقله. وبنفس الطريقة نجد أنه من خلال مرافقة الأشخاص الأذكياء المتحفزين، فسيكون الاحتمال الأكبر أننا سنحظى بأفكار تعكس جودة ما أدخلناه في أذهاننا. أفكار جيدة تدخل،


أفكار جيدة تأتي: أفكار تافهة تدخل، أفكار تافهة تأتي. وهكذا فبوسعك التأثير في جودة أفكارك من خلال المدخلات التي تسعى إليها وتسمح لها بالدخول إلى خبرتك. فالمسألة هنا لا تتعلق بمعدل الذكاء، وإنما قد يكون هناك حاجة لتعديل فطري للعادات وأسلوب الحياة.

توسيع عقلك
ترتبط قاعدة "النتائج تعتمد على المدخلات" بشدة بالفكرة الأكثر ضرورة، والمتمثلة في امتلاك مجال واسع من الاهتمامات والتجارب لتكوين أساس لأفكارك. ولقد برزت بعض المظاهر الرائعة لهذه القاعدة في بحثي الذي أجريته مع الرؤساء التنفيذيين لبعض الشركات.

وتعارضاً مع تلك الفئة من مدمني العمل النمطيين، فإن أولئك الأناس الأكثر إبداعاً يبدو أن لديهم اهتمامات واسعة خارج نطاق حياتهم المهنية العادية. وقد تتمثل هذه الاهتمامات في الفنون، أو في هواية أو تسلية، أو ربما تحدث من خلال التكيف الاجتماعي مع فئة مختلفة من الناس أكثر مما قد يحدث في وظيفتهم في العادة. فالرؤى التي يتلقونها، عادة ما تكون ناتجة عن عمق تعرضهم للعالم الخارجي أكثر من مجرد كونها ناتجة عن خبرتهم الطويلة في تلك الوظيفة أو العمل.


أما الكيفية التي تحدث بها عملية توسيع العقل فتختلف من شخص لآخر. فعلى سبيل المثال قد نجد أن الشخص الانطوائي يقرأ بنهم، في حين أن الشخص الانبساطي يعتمد على التحدث مع الآخرين، وإعطاء مزيد من الاهتمام لعلمه وأفكاره وخبرته.

أما مثل أولئك من المفكرين الشموليين فإنهم غالباً ما يكونون قد تلقوا تعليماً موسعاً، حتى ولو كان الكم الأكبر من خبرتهم ناشئاً عن تعليم الذات. وبطريقة مماثلة نجد أن الكثير من الاختراعات والاكتشافات العلمية المهمة قد أتت من أناس يعملون في نطاق بعيد عن الاتجاه السائد في التفكير، سمهم الثائرين، إذا أحببت، داخل نطاق عملهم. ويوحي لنا كل هذا بأن الأساس الواسع للخبرة والمعرفة وليس المتعمق هو الذي ينشئ الإبداع والأداء الراقي.


ومن خلال هذا الاستخدام، فإن أي شخص . فإن أي شخص . بمقدور أن يصبح أكثر إبداعاً، ويرجع هذا إلى أن كم وكيف ما تدركه عن طريق حواسك يعد داخلاً

هذا إلى أن كم وكيف ما تدركه عن طريق حواسك يعد داخلاً إلى حد كبير في نطاق سيطرتك. فبوسعك أن تختار هواياتك وكل ما يسليك، ونوعية ما تقرأ وكمه، ومن تصاحب، وإلى أين تسافر، وما إلى ذلك . كما بوسعك أن تحدد ماهية ما ستشكله خبرتك الشخصية : نميمة، وتفاهات من ناحية، أم صفوة ثقافتك والثقافات الأخرى الناشئة عن تاريخهم، وفنهم، وأبهم، وعملهم من الناحية الأخرى.


أما الخطأ الكبير الذي قد نقع فيه جميعاً فيتمثل في الاستخفاف بأي وقت لا يتم قضاؤه في تحقيق أهداف محددة، عادة ما تكون قصيرة الأمد، سواء كانت عملية


أو شخصية. لكن المخ الأيمن يساهم بشكل كبير في المجالات التي لا نتمتع فيها بعقل إبداعي. فالفوائد غير المباشرة الناتجة عن أسلوب حياة أكثر ثراءً واسترخاءً لايتم تقدريها حق قدرها.

ارجع إلى كتابي The Right Brain Time Manager، والذي تناول بتفصيل أكثر كل ما يدور حول " الجانب الاَخر" من إدارة الوقت. لذا فالكثير من المديرين الذين قابلتهم وكانوا على درجة كبيرة من التنوير، كان بمقدورهم تحويل أفكارهم الحدسية إلى نتائج عملية ملموسة، لذا فلقد كان يتم مكافأتهم بشكل أكبر نظراً لاستغلالهم للوقت . لذا فعليك أن تكون متقبلاً ومتفتحاً لطرق جديدة للتعامل مع الأشياء، والناس، والثقافات، و الآراء . فهذا هو ما ينشئ كماً من الخبرات الثرية التي يعتمد العقل الحدسي عليها ويحدد من خلالها جودة ما ينتجه.


هناك الكثير الذي يمكنك القيام به لتطبيق الدروس المستفادة من قاعدة " النتائج تعتمد على المدخلات" :

  • وسع من هواياتك واهتماماتك.
  • أنشئ أسلوب حياة أكثر ثراء وتنوعاً.
  • انتهج خبرات وتحديات جديدة.
  • قابل أناساً جدداً، من خارج العمل وكوّن على الفور دائرة من الصدقات.
  • شاهد أماكن جديدة . اذهب إلى المناطق النائية.
  • اقرأ الكثير، لكن تخير ما تقرؤه.
  • عرّض نفسك لتجارب جيدة. فالخبرات المكتسبة بطريقة غير مباشرة كالتليفزيون قد تكون جيدة، لكن عليك ثانية أن تتخير ما تشاهده. ثق بأفكارك، سواء كانت مبنية على خبرة مسبقة أو لا.
  • ا تسأل عن الأسباب والتفصيلات قبل أن تتصرف وفق حدس أو شعور داخلي.
  • طبق الأمر أولاً على الأمور الصغيرة ؛ فلا تبع شركتك أو تطلق زوجتك بسبب شعور داخلي عارض.
  • احذر من الهوى والتفكير الرغبي < الذي لا يستند إلى أهداف واقعية مصاغة جيداً.