لكل شخصية طبعها






قارئنا العزيز سنقوم بتعريفك إلى طباع كل شخصية وكيفية التعامل معها, وسنبدأ بالشخصية القيادية التي تنال عند الجميع أكبر قدر من الاحترام والتقدير, وهي من تولي القيم الاجتماعية احتراماً كبيراً, ومن السمات المميّزة لهذه الشخصية النزاهة والشرف, أي إنها ذات ارتباط كبير بالقيم والمبادئ, والذكريات بالنسبة إليه لا تمحى سواء أكانت رائعة أم العكس, وصاحب هذه الشخصيّة مخلص للجميع لا يعرف الغدر, ودائماً يقوم بالتخطيط السليم لمستقبل أعماله حتى ولو كان على المدى الطويل.


هو شخصٌ يحبُّ النجاح بكل المجالات, ويعشق السلطة والقيادة, ولا يخلو الأمر من الشعور الدائم بالكبرياء عند بعض الناس وحبّه لاستعراض الجوانب المادّية لديه التي تكون دليلاً على نجاحهم وتفوّقهم.




وأفضل الطرق من أجل التعامل مع هذا النوع من الشخصيات هي عدم الانزلاق في خانة المرؤوسين, ونُفهمهم بأن علاقتنا معهم هي علاقةٌ إنسانية قائمةٌ على الحب والثقة والتعاون والأفكار المتبادلة دون تعنّت بالرأي, وأنَّ هذه العلاقة ليست قائمة على إعطاء الأوامر من طرف والاستجابة من الطرف الآخر.


وليس من الضروري الدخول في مواضيع توترهم وتظهر جانبَ العِداءِ في نفوسهم نحونا.




أما الشخصية الجذّابة فهي موجودة في كل مكان, وهي شخصية تتميّز بالمرونة وتنوّع الأفكار وهي شخصيّة متسامحة وتقبل إعادة النظر في كثير من المواقف, وصاحبها يحبُّ الاختلاط بالآخرين, عنده حيّز كبير للإبداع, ولكن من العيوب التي يتميّز بها هي أنه غير دقيق بمواعيده وبشكل عام هو غير منظم, والطريقة المُثلى للتعامل مع هذه الفئة من الشخصيات أن نتعامل معهم بمنطقهم هم وليس بمنطقنا نحن, وتكون هذه العلاقة قائمة على أساس التسامح والمرونة, ولا داعي للتعامل الروتيني معهم لأنهم بطبعهم يميلون إلى البساطة في تعاملهم مع الآخرين.




أمّا بالنسبة إلى الشخصية الانفعالية فيجب علينا التمييز أوّلاً بين الانفعال والعصبية, فهذه الشخصية بحاجة إلى حذر شديد في التعامل معها لأن صاحبها يتميّز بسرعة الغضب وعدم الصبر والحساسية وقسوة القلب وجفاف العاطفة ويكون متصلّب الرأي ويثور لأتفه الأمور ولا يسيطر على انفعالاته, وانفعالاته تعدّ نوعاً من التعبير, ويستخدمون كثيراً من العبارات القوية مثل أكره, أحب, مرعب, مخيف, أنا, مدهش..




أمّا عن طريقة التعامل معهم فكما قلت يجب توخي الحذر الشديد, لأنَّ هذه الشخصيّة في أغلب الأحيان لا تدرك ما تقول أو ما تفعل..!




ومن الأفضل تركهم يعبّروا عن أفكارهم وآرائهم بطريقتهم دون أن نقاطعهم أو نظهر لهم عدم الاكتراث بهم, بل يجب أن نشعرهم بأهميتهم وبكيانهم, ولا نتعامل معهم بالمؤثرات الحسية وأن نحترم انفعالاتهم أياً كانت, ويجب علينا توقع ردّة فعل سريعة لأمور قد لا تستحق الانفعال, ويجب أن نحترم هذه الانفعالات.




وشخصيّة الأناني سهلة الكشف بالنسبة إلى باقي الشخصيات، فالأناني مصاب بحب الذات وحب الظهور. يحب توفير المال, ويميل إلى الانعزال عن الناس في حياته ويتّجه إلى الغيرة في حبّه وفي صداقاته, ويكره مقاسمة أو إعارة أي شيء يخصّه, ويهتمّ بالحصول على مزيد من المال أو مزيد من المراكز في السلطة أو حتى مزيد من التحصيل العلمي, أمّا الوقت فهو مقدّس بالنسبة إليهم.




أما عن طريقة التعامل معه فأفضل الأساليب هي وضع حد لأنانيته وعدم فتح الطريق أمامه ليستمر في أنانيته, أو حتّى يستمر في نشوته باقتناص حقوق الآخرين, ويجب أن نشرح له دائماً الذي هو له وما هو عليه أي توضيح الحقوق والواجبات, وأن لا نأمن لسرٍ في أحشائه ولا نثق به بأي شكلٍ من الأشكال.