تلك الشركة أتت به لمدة اسبوع ودفعت له مبلغاً كبيراً فقط لكي يختار لها ... لأنها تعلم أن من يتم اختياره من قبله فإنها حتماً لن تواجه أي مشاكل معه في المستقبل ... ما هو السر في إختياره للمتقدمين ؟؟؟ كيف يعلم من الأسلوب فقط أن هذا الموظف يستحق الإختيار بعكس غيره ؟؟؟ لا أعلم ... ولكني أعلم أن الشركة لم تقدم على ذلك إلا وهي تعلم جيداً ما تفعله ...
في فرع من فروع الشركات العالمية الكبرى الموجود في الرياض تقدم أحدهم لطلب وظيفة ... كان معه من المتقدمين 15 شخصاً آخر بنفس المؤهلات ... دخلوا على مدير التوظيف واحداً واحداً وخرجوا جميعاً وجاء دوره هو ولم يبق سواه ... دخل على مدير التوظيف وكان إمريكي الجنسية جالساً يقرأ إحدى الكتب فتقدم إليه وعرفه بنفسه: إسمي فلان وقد أتيت للتقديم على الوظيفة التي أعلنتم عنها ... نظر إليه المدير نظرة استحقار ولا مبالاة وأخذ يمرر عينيه عليه من أسفله إلى أعلاه عدة مرات ثم رجع يقرأ الكتاب مرة اخرى ... فاستمر المتقدم واقفاً ينتظره وبعد فترة إنتظار كرر عليه: إسمي فلان وقد أتيت للتقديم على الوظيفة التي أعلنتم عنها ... فلم يلق له المدير أي اهتمام بل رفع نظره إلى احدى اللمبات وقال: هذه اللمبة تزعج عيني ولا أستطيع القراءة بإرتياح بسببها وأريدك أن تصلحها ... نظر المتقدم إلى تلك اللمبة فوجد إضائتها غير مستقرة فخرج من المكتب وبحث عن أي عامل هناك وعندما وجد أحدهم طلب منه سلماً ولمبة جديدة فأعطاه العامل ذلك ... أخذها ودخل إلى المكتب من جديد وقام بتغيير اللمبة فأصبحت إضائتها معتدلة ... أرجع السلم ودخل على المدير مرة اخرى فإذا بالمدير مباشرة يعطيه رزمة أوراق وقال له: هذا عقد التوظيف جاهز ولم يبق سوى أن توقع عليه ... فتفاجأ المتقدم من ذلك وقرأ العقد فإذا بالراتب عالي والمميزات ممتازة ... فسأل المدير: أنا مستعد أن أعمل بنصف هذا الراتب ولكن أخبرني ماذا يحدث ؟؟؟ قال له المدير: 15 شخصاً دخلوا علي المكتب هذا اليوم ... أنت الوحيد الذي وافق على تغيير المصباح ... وكان ذلك هو اختباري ...
كما قلت سابقاً ... عليك توقع كل شيء ... حتى أسوأ الأمور ... وعليك ضبط النفس وقتها ... فهي مقابلة شخصية ولها حالتها الخاصة التي توجب عليك التكيف معها ...
قد يكون هناك سؤال محرج ... (ما هي نقطة ضعفك ؟؟؟) طبعاً لابد من الدبلوماسية هنا ... فمن الأجوبة المفضلة على هذا السؤال هو القول: (نقطة ضعفي هي أنني لا أستطيع التوقف عند محاولة حل مشكلة معينة) ... أو القول: (لا أحس بالوقت عندما أكون في موضع لحل إحدى المشاكل) ... فإذا كانت إحدى تلك الإجابتين تنطبق عليك ... فلا تتردد في إختيارها ...
نقطة أخيرة مهمة ... في أغلب الأحيان تكون الخمس دقائق الأولى هي التي تحدد ما إذا كانوا سيوافقون على قبولك أم لا ... ولكن بقية الوقت هي للتأكد فقط ... بالتوفيق جميعاً ...