" اشعر بالخوف وتغلب عليه " ( 2 ) – تأليف : د. سوزان جيفرز

( ممّ أنتم خائفون )


يأتي الخوف على مستويات ثلاثة :
- المستوى الأول :يتعلق بالمخاوف التي قد يشعر بها الجميع أمام وضعيات الحياة ، طبيعية كانت أم عرضية ( الشيخوخة ، العجز ، التقاعد ، الوحدة ، التغيير ، المرض .... ) أو أمام عمل أو قرار صعب ( العودة إلى الدراسة تغيير مهني ، الارتباط بأصدقاء جدد ، توكيد الذات في المجتمع ...) اطمئنوا ؛ لستم الوحيدين الذين يشعرون بأحاسيس الخوف هذه .

- المستوى الثاني وهو يختلف عن الأول بمعنى أنه لا يعتمد على وضعية خارجية معينة هو تعبير عن الأنا الذاتية كالخوف من العزلة أو النجاح أو الفشل أو العجز وقلة الثقة بالنفس ، وبما أن هذه المخاوف مرتبطة بمخاوفكم الذهنية فهي قد تحمل نتائج خطيرة جداً على مجرى حياتكم ، فإذا ما كنتم تخشون رفض الآخرين لكم سيؤثر هذا لخوف في كل دوائر حياتكم ( الصداقة ، الحياة المهنية .... الخ ) وستضعون حواجز ما بينكم وبين العالم ، أي ستنغلقون على أنفسكم لتجنب التعرض للمخاطر التي تخشونها .

- المستوى الثالث :وهو يتلخص في عبارة بسيطة وهي : ( لا أستطيع أن أواجه ) الحقيقة هنا ساطعة إذ تكمن أصول مخاوفكم مهما كانت في الخوف من عدم معرفة كيفية مواجهة الحدث الذي ستتعرضون إليه ، ويمكن ترجمة المخاوف التي ذكرت على المستويين السابقين بإضافة عبارة ( لا أستطيع أن أواجه الشيخوخة ، العجز ، المرض ، الوحدة ، العزلة ، النجاح ، الفشل ) .

لو كنتم واثقين من قدرتكم على مواجهة أي وضع كان مم ستخافون ؟ من لا شيء بالطبع !!
للتخفيف من خوفكم إزاء حدث أو موقف ما الشيء الوحيد الذي يجب أن تفعلوه هو أن تثقوا في أنفسكم ، وإني أشدد هنا كثيراً على هذه النقطة لأنا تبدو لي أساسية ، انطلاقا من هذه اللحظة كلما شعرتم بالخوف يتسرب إلى أعماقكم تذكروا أن السبب هو ببساطة أنكم لا تثقون بأنفسكم . صحيح أن أصل مخاوفنا أعقد بكثير، وهو متجذر بعمق في اللاوعينا ، ولكن ما لم ترتد مخاوفنا طابعاً مرضياً ، لا أعتقد أنه من الضروري معرفة تلك الجذور العميقة التي لا تتكشف سوى بالتحليل النفسي ، وهنا من الأفضل اتخاذ إجراءات فعالة لتغيير ما يعيقنا .

لا تحزنوا على أنفسكم ، ولا تهدروا طاقتكم في التساؤل عن السبب الذي أودى بكم إلى هذه الحالة فهذا ليس مهماً ولن يجعلكم تتقدموا أي خطوة إلى الأمام ، وفي المقابل إذا ما اعترفتم بأنكم ناقصو الثقة في النفس سيكون وقع هذا الاعتراف عليكم كما الصدمة الكهربائية وسيسلط هذا الاكتشاف الضوء على الأشياء التي ينبغي أن تغيروها .

الشيء الضروري للتغلب على هذه المخاوف هو ، إذاً ، تطوير ثقتكم في نفسكم وحين تبلغون هذا الهدف سيكون في مستطاعكم القول : ( قد يحصل لي أي شيء ، سأكون قادراً على المواجهة )