عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
تنمية فضيلة الصدق لدى الإنسان ..1
تنمية فضيلة الصدق لدى الإنسان .. ؟؟
المقدمة :
ندرك جيداً أننا نعيش مرحلة تتوارى فيها كثير من الصفات الحميدة شيئاً فشيئاً الأمر الذي أدى إلى تفش كثير من الأمراض النفسية والأخلاقية والاجتماعية وبقصد الحفاظ على ما تبقى للأمة من صفات خيرة والعمل على عدم انحسار الأخلاق الحسنة ، نحن بحاجة إلى ميثاق شرف أخلاقي لكل المهن والوظائف العامة يحميها مما اعتبارها من عوامل الفساد الخلقي وممارسات غير سوية تعاني منها كثير من المجتمعات الإنسانية ومنها المجتمع العربي حيث تنتشر آفات ضارة بالبنية التحتية والفوقية على السواء ولعل الكذب وانعدام الصدق هو القاسم المشترك بين كل الجرائم التي نعاني منها مثل ( السرقات ـ الغش ـ التزوير ـ التهريب بأنواعه ـ وسوء استغلال السلطة ـ الاختلاس ـ الرشاوى بأنواعها ) هناك رابط قوى بين كل تلك الموبقات وما شابهها وبين فقدان المصداقية وانعدام الصدق في القول والعمل من هذا المنطلق كان لزاماً علينا التحرك نحو بناء جيل أكثر صدقاً وأمانة وحرص على أداء الواجب لنحمي أنفسنا وأبنائنا وبناتنا ومجتمعنا ومستقبل الأمة من الانزلاق والتردي والانحدار وذلك بتدعيم الصفات الجيدة وأهمها الصدق في حياة الصغار والكبار مع التركيز على الصغار بالذات لأنهم هم عماد مستقبل الأمة في المجالات والتخصصات وعلى كافة المستويات .
الصـــدق :
الصدق من أفضل صفات الإنسان وقد فطر الله الإنسان على الصدق ومحبة الصدق والصادقين . الإنسان بطبعة صادق .
الصدق فضيلة وضده الكذب والكذب رذيلة .
الصدق من صفات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام .
الصدق كله حلال والكذب حرام .
الصدق صفاء ونقاء والكذب قترة وغبرة
الصدق أمانة ووفاء والكذب خيانة وغدر
الصدق طهر وعفه والكذب عهر وخسه
الصدق مرؤة وحسن خلق الكذب سوء خلق ولؤم
الصدق نور في الوجه وفي اللسان الكذب ظلمة في الوجه واعوجاج في اللسان
الصدق طيبه وطمأنينة والكذب خبث في وريبه
الصدق أمان وراحة بال والكذب خوف ووجل
الصدق من شيم الكرام النبلاء والكذب من شيم البخلاء اللئام
الصدق كله خير ومحبه والكذب كله شر وكراهية .
لقد اتصف سيدنا محمد رسول الله r قبل البعثة بصفة الصادق الأمين لقد أحبه الناس أجمعين لأنه صادق أمين ولأنه طيب المعشر سهل رفيق رقيق شفيق وكلها صفات إنسانية تدل على علوا الهمة وسمو الشخصية ونقاء السريره من منا لا يحب الصدق ويحب الصادقين ؟
كلنا نحب الصدق ونحب الصادق لكن لماذا لانكون صادقين ؟
من يحب الكذب ؟
من يحب الكذابين ؟
من يكون سعيداً عندما يسمع أنه مشهور بين الناس بالكذب ولماذا لا يسعد بتلك الصفة ؟
إذا لم يكن سعيداً لتلك الصفة لماذا يصفه الناس بها ؟
ما هو السبب ؟
هل نحن صادقون
كيف نعرف ذلك .
هل هناك تطابق بين الواقع الفعلي وبين ما نقول ونفعل ؟ إذا كان كذلك فنعم نحن صادقين والعكس صحيح .
هل نربي أولادنا وبناتنا على الصدق وكيف ؟
نتمنى أن نحسن تربية أنفسنا وأبناؤنا وبناتنا وكل من حولنا على فضيلة الصدق .
ديننا الحنيف وأخلاقنا تحثنا على الصدق :
قال الله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).
وقال النبي "صلى الله عليه وسلم" (إن الصدق يهدي إلى البر. والبر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).
ويكفي في فضيلة الصدق أن الصديق مشتق منه والله تعالى وصفه الأنبياء به في معرض المدح والثناء فقال: (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً) وقال تعالى (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً)
وقال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
وقال ابن عباس: أربع من كن فيه فقد ربح: الصدق, الحياء, وحسن الخلق, والشكر.
وقال رجل لحكيم: ما رأيت صادقاً ! فقال له: لو كنت صادقاً لعرفت الصادقين.
اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معان (صدق في القول - صدق في النية والإرادة - صدق في العزم - صدق في الوفاء بالعزم - صدق في العمل - صدق في تحقيق مقامات الدين كلها) فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهو صديق لأنه مبالغة في الصدق.
الصدق الأول/
صدق في اللسان, وذلك لا يكون إلا في الإخبار أو فيما يتضمن الإخبار والخبر إما أن يتعلق بالماضي أو بالمستقبل وفيه يدخل الوفاء والخلف وحق على كل إنسان أن يحفظ ألفاظه فلا يتكلم إلا بالصدق وهذا هو أشهر أنواع الصدق وأطهرها فمن حفظ لسانه عن الإخبار عن الأشياء على خلاف ما هي عليه فهو صادق.
الصدق الثاني/
في النية والإرادة, ويرجع ذلك إلى الإخلاص وهو ألا يكون باعث الحركات والسكنات إلا الله تعالى, فإن مازجه شوب من حظوظ النفس بطل صدق النية.
الصدق الثالث/
في صدق العزم إن الإنسان قد يقدم العزم على العمل فيقول في نفسه: إن رزقني الله مالاً تصدقت به - أو بشطره أو إن لقيت عدواً في سبيل الله تعالى قاتلت ولم أبال وإن قتلت وإن أعطاني الله تعالى ولاية عدلت فيها ولم أعص الله تعالى بظلم وميل إلى خلق فهذه العزيمة قد يصادقها من نفسه وهي عزيمة جازمة صادقة وقد يكون في عزمه نوع ميل وتردد وضعف يضاد الصدق في العزيمة فكان الصدق ها هنا عبارة عن التمام والقوة.
الصدق الرابع/
في الوفاء بالعزم, فإن النفس قد تسخو بالعزم في الحال إذ لا مشقة في الوعد والعزم والمؤونة فيه خفيفة, فإذا حفت الحقائق وحصل التمكن وهاجت الشهوات انحلت العزيمة وغلبت الشهوات ولم يتفق الوفاء بالعزم وهذا يضاد الصدق فيه ولذلك قال الله تعالى (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) عن أنس رضي الله عنه : أن عمه أنس بن النضر لم يشهد بدراً مع رسول الله صلى الله وسلم فشق ذلك على قلبه وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه أما والله لئن أراني الله مشهداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما اصنع ! قال: فشهد أحداً في العام القابل فاستقبله " سعد بن معاذ " فقال : يا أبا عمرو إلى أين ؟ فقال : واهاً لريح الجنة ! إني أجد ريحها دون أحد ! فقاتل حتى قُتل فؤُجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنه فقالت أخته بنت النضر : ما عرفت أخي إلا بثيابه ، فنزلت الآية .
الصدق الخامس /
في الأعمال ، وهو أن يجتهد حتى تدل أعماله الظاهرة على أمر في باطنه يتصف هو به ، ذلك بأن يستجر الباطن إلى تصديق الظاهر ، ورب واقف على هيئة خشوع في صلاته يقصد به مشاهدة غيره ولكن قلبه غافل عن الصلاة فمن ينظر إليه يراه قائماً بين يدي الله تعالى وهو بالباطن قائم في السوق بين يدي شهوة من شهواته .
الصدق السادس /
وهو أعلى الدرجات وأعزها : الصدق في مقامات الدين ، كالصدق في الخوف والرجاء والتعظيم والزهد والرضا والتوكل والحب وسائر هذه الأمور ، فإذا غلب الشئ وتمت حقيقته سمي صاحبة صادقاً فيه ، كما يقال : فلان صدق القتال ، ويقال : هذا هو الخوف الصادق ثم درجات الصدق لانهاية لها ، وقد يكون للعبد صدق في بعض الأمور دون بعض فإن كان صادقاً في جميع الأمور فهو الصديق حقاً .
قال سعد بن معاذ رضي الله عنه : ثلاثة أنا فيهن قوي وفيما سواهن ضعيف : ما صليت صلاة منذ أسلمت فحدثت نفسي حتى أفرغ منها ، ولا شيعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هي قائلة ، وما هو مقول لها حتى يفرغ من دفنها ، وما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قولاً إلا علمت أنه حق ، فقال ابن المسيب : ما ظننت أن هذه الخصال تجتمع إلا في النبي عليه الصلاة والسلام .
الكذب صفه الضعفاء وتعافها النفس فإذا كان الكذب كذلك
فلماذا يكذب الأطفال الذين هم رجال ونساء المستقبل :
إن وصف الكذب من اسوأ الصفات التي يمكن أن يكتسبها الطفل ؟ وحين يتسهل الوقوع في الكذب فإنه يصبح قادراً على ارتكاب كل الأخطاء الكبيرة والصغيرة ، وهذا واضح في قولة ـ صلى الله عليه وسلم ( إن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) كما إنه يصبح إنسانا غير موثوق به فيفقد بذلك التقدير من الآخرين .
لماذا يكذب الأطفال ؟
سؤال محير يتردد في أذهان الأباء فيقفوا في حيرة من أمرهم عاجزين عن الإجابة واتخاذ الإجراء المناسب .
المفضلات