يتأملون ... يراقبون .. وبشوق يتطلعون ..
ينظرون إليك .. ثم يتهامسون .. وبفخر فيما بينهم يتغامزون ..
لا تجد أعينهم إلا تتبعك ..
وآذانهم تلاحق همساتك لتسمعك ..
وأقلامهم بين سطور مواضيعك ..لتردعك ..
يتصيدون من ابداعك لا ليرتقوا بعقولهم .. لكن ليصعدوا على أكتافك ..
تصيدوا أخطائنا ..
لكن ثقوا بأنكم .. مثل السنابل الفارغات ..
تقول الحكمة : السنابل الفارغة ترفع رؤوسها في الحقول ..
بينما السنابل الممتلئة بالقمح محنية رؤوسها ..
السنابل الفارغة .. نجدها شامخة .. مرتفعة .. عالية ..
من رآها جذبه حسنها .. ومن جلس بجوارها شده جمالها ..
لونها الذهبي اللامع .. في لحظات الشروق يسحر العقول..
وعند الغروب تزدان بها الحقول ..
ان لعب بها الهواء .. اهتزت
وان تساقط عليها الماء .. ضعفت
وان اصابها اعصار .. من مكانها اقتلعت ..
رغم جمالها الا انها تضل فارغة .. وهل صاحب عقل يحتاج سنبلة فارغة ..
تلك السنابل كعقول أصحاب العقول الفارغة ..
كعقول أصحاب الاقنعة ..
كعقول المزيفين من البشر .. من لا يتفنون إلا بالضرر
ولا يبحثون إلا عن السيء من الخبر ..
ولا يجيدون إلا الاصطياد في الماء العكر .
يقتلعون الزهر .. يحفرون المصائد والحفر ..
حتماً ستخنقكم ..مصائدكم ثم تقذف بكم في مهاوي الردى بلا رحمة او حتى صبر ..
ياصاحب العقل اللذي ..لا عقل فيه
أوا مايكفيك أن الله قد ميزك عن سائر الكائنات فيه ..
أوا مايكفيك ان عينك تقرأ من كتاب لاريب فيه ..
فلماذا تصطاد في الماء العكر .. ؟؟
ولماذا تترفع عن اخلاق البشر ..؟؟
ولماذا لاتكون كالماء المنهمر ..؟؟
لماذا لاتبتسم لأيامك كما يبتسم القمر ..؟؟
مهلاً .. أيها الفارغين .. لا تيأسوا .. لا تضلوا في الوحل غارقين..
انهضوا بانفسكم ولو بعد حين !!!
دعــــــــوة ..للتواضــــــــــع ،،، .
اصطحب أحد المزارعين ابنه الصغير الى حقول القمح ،
وعندما اقتربا منها ظهر أمامهما منظر سنابل القمح وهى
تتمايل مع الريح....
قال الصغير لابيه : " أرى نوعين من السنابل ... بالتأكد
السنابل التى تحمل نفسها الى أعلى بفخر هى السنابل الممتلئة
بالحبوب ، بينما التى تحنى رءوسها الى أسفل هى التى تحمل
القليل "....
أجاب الأب : " كلا يابني ..
الحقيقة هى العكس تماما
السنابل التى تمتلئ بالحبوب الكبيرة هى التى تنحنى أمامك الى الاسفل ..
أتمنى أن تكون عقولنا جميعاً كالسنابل الممتلئة
مما راق لي ،،،،
المفضلات