التقلد بالغرب ما بين السلب والايجاب
إن التربية الإجتماعية أصبحت اليوم محطة للباحثين والدارسين، حيث بدأت الأبحاث عن سلوك الإنسان الداخلي وعن عقله الباطني منذ عهود، وعلماء الغرب أيضا غاصوا في هذه الدراسة كأفلاطون وأرسطو وواطسن وغيرهم، أما ابن الرشد وابن سينا فلقد فتحا أبوابا في مؤلفاتهم وخواطرهم.
ﻻ نتحدث عن الغرب وعن ما صدروه لنا من مأكل وملبس وتكنولوجيا لكننا ﻻ نكف الكلام عن السلبيات ومساوئ ما صدر لنا من مسائل التربية التي نزعت أولادنا من أحضاننا، ومن البرامج الإعلامية بشتى اختلافاتها وعن الأثار السلبية التي نتجت عنها.
ومع الاختلافات الفكرية والنظرية حول موضوع التقلد بالغرب والتأثير السلبي به إلا أن هناك الكثير من البحوث والمقالات التي تناولت الشق الثاني من التأثير وهو التأثر الإيجابي واكتساب الخبرات والتجارب منهم.
الفكر الغربي بشتى أنواعه وإختلافاته إﻻ أنه ذو وجهين، فأما مبادئ الأول وقيمه وأسسه فلا نستطيع نحن أن نتقلد به، بما فيه من تناقض لقيمنا ومبادئنا التي ترعرعنا عليها، وأما عن الجانب الآخر فعلينا أن نأخذ به وأن لا نتبعه، ولنأخذ هذا المثال حيث أنه في القرون السابقة أي ما قبل 1400 عام لم يكن هناك طائرات ولا سيارت تسهل التنقل ومع هذا فإن العلم والدين انتشر في بقاع الأرض ومغاربها، ﻻ بل وانتشر الطب وعلم الهندسة ولكن المسيرة التي سار بها العلماء كانت طويلة،إذا لو كانت الآليات الحديثة آنذاك ولو كان التطور قد لحق بذاك العصر لكان العلم أيضا تطور ووصل به الحال إلى ما وصلنا اليه نحن اليوم.
فللتطور إيجابياته وسلبياته وتقليد الغرب بما لا يوافق قيمنا أمر مرفوض لذلك أقترح على العلماء والمحاضرين والأساتذة ﻻ سيما المعنيين في مجال نشر الفكر والثقافة أن يعطوا من علمهم أهمية كافية للاهتمام في نشر الثقافة بشكل عام وتعميم المبادئ والقيم بشكل خاص