عضو نشيط
- معدل تقييم المستوى
- 0
الكـــل يبحــث عــن الســـعادة
الكل يبحث عن السعادة، ولكن يبحث عنها في المكان الخاطئ حتى أنني تأملت أحد المحيطين بي وهو لم يترك كبيرة من الكبائر إلا وقد فعلها ثم سألت أحد المقربين له أهو سعيد؟ قال أبدا فهو كئيب، وعصبي ليل نهار، وناقم على الحياة يجعل من يصحبه في حالة وجو يكره المرء أن يكون فيه، وكلما زادت حالته سوء كلما بحث وراء الحرام أكثر فأكثر عله يجد ما يسعده.
ولو كان هذا النموذج صارخ بعض الشئ لكنه ما يفعله الكثيرون منا دون وعي، فأقول لمن يعمل ليل نهار لكسب المال وغفل عن حقوق زوجته وأولاده ومن حوله المادية والمعنوية، هل وجدت السعادة؟ أقول لمن ظل يبحث عن زوجة جميلة أو غنية وتجاهل دينها أو من بحثت عن زوج لديه شقة مترامية الأطراف ومن يعطيها هدايا من ذهب وماس، هل وجدت السعادة؟
السعادة ليست في جماد ليست في حوائط وليست في مكان واسع، ليست في عربة فارهة أو أثاث فخم وليست في ذهب وماس، ليست في سيدة جميلة أو رجل وسيم ليست في أكل وليست في شرب، ليست في ما ينسيك الدنيا ويخرجك من همها (من وجهة نظرك) ويضيع وقتك وأنت لا تدري من أنت، سواء بشرب الخمور أو المخدرات. كل هذا بالتجربة يُعتاد عليه ويصبح ليس له أدنى قيمة ولا يعطي أي مفهوم عن السعادة لصاحبه.
السعادة الحقيقية في رضا الله سبحانه، الرضا الذي بعده يفتح عز وجل بينك وبين نعمه فتستمتع بها ولو بقيت على حالها دون تغييرها بل أحيانا تكون أكثر ابتلاءً فيها وأكثر استمتاعا بها لأنك قلبك امتلأ باليقين الذي تعي به هذه الأيات:
"أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) – سورة العنكبوت
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2( - سورة الملك
السعادة من داخلنا وليست في ما هو خارجنا، فمع ثبات كل الأحداث يجعل الله عينيك ترى جمال ما حولك دون تغيره ومشاعرك تتحرك لأشياء كانت أمامك من سنوات ولم تلق لها بالا، ويجعل صدرك رحبا تحب من حولك ولا تغضب منهم بسهولة، يجعلك ترى اللاهي في الدنيا يستحق الشفقة، والساعي إلى ربه وكأنه اكتشف سر الحياة فتحب صحبته.
المفضلات