ن جمال الإدارة..
ان نمارسها ببساطة وسهولة.. وان نستمتع بكل اوقاتها.
وأن نتعامل معها كلعبة جماعية.. لها كل قوانين النجاح والإخفاق.
وأن نرى لحظات إخفاقها بروح رياضضية تجعلنا نركز على الخطأ.. ونحاول الاستفادة منه.
وان نثق في قدراتنا..
ونؤمن بقدرتنا على ركوب أمواجها .. وترويض عنفوانها.. والسباحة لمسافات طويلة عندما تهدأ أمواجها.
نعم أسكن في مؤسسة متميزة!! لاأعمل فيها فقط.. لكنني أسكن فيها, أحبها من كل وجداني وأحب منا – مهما كانت قدراته وكفاءته – أن يصنعها وحده.
إنني اسكن فيها وليس مجرد العمل , اسكن فيها ,فأنا بداخلها مطمئن.. وأحاول أن اطمئن من حولي.. إنها جزء من ذاتي, وحينما استرجع ذاكرتي أجدني شاركت في بنائها من الصغر.
.. لم تكت تجربة الإدارة ناجحة وموفقة من لحظات الإخفاق..
إن الجميع يتكلمون عن قصة نجاح منظماتنا لكن صدقوني إن هذا النجاح لم يكن سهلاً.. لقد بنينا جدرانه وأقمناها على كد وتعب.
إننا سعداء بهذا النجاح .. وهذا مادعاني الى أن أكتب يومياتي .. لعلكم تجدون فيها كيف تعلمنا من الإخفاق .. وكيف استثمرنا فرص النجاح.
ربما اتفقتم معي في بعضها .. واختلفتم في البعض الآخر.. لكنني أنقل واقعاً صنع نجاحنا..إنني افتح مفكرتي لكم .. واحاول – حرصاً على أوقاتكم – ان اقرا لكم منها مقتطفات صغيرة ..
أقدمها لكم بدون تجميا .. فجمالها أنها كانت محاولات.. والمحاولات يتحمس لها الإنسان دائماً ويجدها – بحلوها ومرها – جزءً من تجربته وخبرته.

يوميات مدير ناجح الحلقة (2) :
ساعد مرؤوسيك على النجاح
إنني هنا في هذه المؤسسة ومعي شركاء نجاحي نؤمن بمبدأ هام تعلمته من خبراء الإدارة والممارسين لها..
ألا وهو:
"فاجىء موظفيك.. وهم يعملون الصواب".
..فرق كبير بين أن يرى رئيسك أنك تتصيد أخطاءه وبين ان يرى تشجيعك على النجاح.. بل وإحساسك أنه يثق بقدراتك.
إن هذا الشعار أصبح مبدأ لكل قسم عندنا.. إنني ومدرائي والمشرفين على الأقسام في مؤسساتنا نؤمن أن الناس لديهم الكثير ليقدموه.. فقط لو استطعنا أن نساعدهم على ذلك.
.. لقد حاولنا أن نجعل زملاءنا في العمل يحصلون على التقدير المناسب..
وقمنا بعمل فكرة بسيطة.. ولكن كان لها وقع كبير على المرؤوسين .. لقد كنت في اجتماعي مع مديري الأقسام نضع معايير للتميز نزن عليها الجميع.. بالطبع كانت هذه المعايير مختلفة حسب نوع التميز المطلوب.
إن المشكلات التي تعانيها المنظمات بشأن معايير التمييز لمرؤوسيها هي أنها تحاول توحيد هذه المعايير.. ومن ثم لا يفوز في هذا السباق إلا واحد.. ولكننا هنا وضعنا معايير لجوانب نجاح متعددة.. حتى يجد الجميع في نفسه الامل والرغبة أن يكون ناجحاً.
فأحياناً نضع جائزة لأحسن فريق متفاعل يسيطر على مشكلاته, واخرى لأفضل الزملاء إرضاء للعملاء, وأخرى لأفضل الأفكار ابتكارية في العمل, وأخرى لصاحب الانضباط والتفاني في الأداء ,وأخرى لأكثر الناس تنظيماً وإدارته لوقته.. وهكذا في كل جوانب التميز التي نريدها.. ونطلق طاقات من يعملون معنا للتنافس الشريف

يوميات مدير ناجح الحلقة (3):
عنوان الحلقة: على أي ميزان سنزن مرؤوسينا
(..اليوم كنت في إجتماع بإدارة التسويق في الشركة ...وقد كان أحد الموضوعات التي نناقشها : وضع ملامح نزن بها رجال التسويق في شركتنا ..حتى نحسن تقويم العاملين معنا .
تناقشنا ..اختلفنا واتفقنا ...ووصلنا إلى مجموعة من النقاط الإيجابية والسلبية التي سنحاول أن نقيم تميز العاملين بناءا عليها , وتمثلت النقاط الإيجابية في.
1- أن يكون على درجة من اللباقة تؤهله لإقناع العميل بسهولة .
2- أن يكون على قدر كبير من الثقافة.
3- أن يكون قادرا على الإنصات والإستماع للعملاء , والإستجابة لهم بشكل فعال .
4- أن يكون طموحا لديه رغبة في تطوير قدراته .
5- أن يكون قادرا على خلق أفكار إبتكارية جديدة.
6- أن يكون ملما وعارفا برغبات المستهلكين وحاجات السوق.
7- أن يتمتع بالأناقة وحسن المظهر ومبتسما دائما .
8- أن يتمتع بقدر عال من الأمانة والصدق.
9- أن يكون لديه القدرة على التخطيط والتنفيذ والتوجيه والرقابة بشكل جيد.
10- أن يكون قياديا ناجحا , لديه القدرة على إدارة المواقف التي تقابله.
11- أن يكون قادرا على توثيق خبراته والإستفادة من جوانب الإخفاق في تطوير قدراته.
12- أن يكون عارفا بنقاط تميز منافسيه.
13- أن يكون إجتماعيا ومتعاونا .
14- أن يكون على دراية تامة بالسلوك الشرائي للمستهلك .
أما عن جوانب الأداء السئ في رجل التسويق فهي :
1- أن يكون مترددا في إتخاذ القرار , وغير قادر على الحسم في الأمور.
2- أن يفتقد الشخصية الإجتماعية التي تؤهله لكسب العملاء.
3- أن يكون بطيئا في ردود أفعاله في المواقف التي تتطلب ردود أفعال سريعة .
4- ألا يكون قادرا على تقديم نفسه وما يسوقه بطريقة محترفة .
5- ألا يكون مرنا في التعامل والأداء .
6- ألا يكون متمتعا بروح الجماعة ومحبا للعمل في فريق..
7- ألا يكون مهتما بمظهره العام , ومعتقدا أن هذا الأمر ليس له أثر فعال على تقبل العميل لما يعرضه.
8- أن يخشى الإخفاق بصورة تجعله يحجم تحربة أفكاره وما يعتقده.
9- أن يكون غير مستمر في القراءة والإستيعاب للمفاصل الجديدة في التسويق .
10- أن يكون كل همه بيع المنتج وليس الإحتفاظ بالعميل وكسبه إلى الأبد .
11- أن ينظر للأمور بطريقة غير دقيقة يغلب عليها قصر الأجل .
12- أن ينظر لمؤسسته على أنها وحدها في السوق ويهمه قراءة المنافسين وتوقع خططهم .
13- أن يفتقد أخلاق المسوق المحترف من الصدق في الحديث والأمانة في العرض.
14- أن يتهرب من عملائه بعد بيع ما يود لهم , وألا يولي أي خدمة ما بعد البيع نفس أهتمام بيع السلعة .

يوميات مدير ناجح حلقة (4):
عنوان الحلقة : تواضع لمرؤوسيك
"... واليوم رفضت محاولة تأليهي.. نعم هذا مايحاول البعض ان يفعله معي.
إنهم يدفعونني عنوة, لكي أميز نفسي على المجموعة ,وأن أبدو مختلفاً بحكم المنصب الذي اشغله.
فعندما كنت أركب المصعد..رغم ان الجو كان حاراً..
وجمهرة من العاملين تقف على المصعد, حيث ان مؤسستنا تقع في الدور التاسع.
إلا أنني عندما تقدمت وجدت عامل المصعد يريد أن يقدمني في الدور على الجميع.. بل ويريد أن يجعل المصعد الذي يسع أربعة أفراد يعصد بي وحدي.
نظرت في عيونهم لم أر دهشة!.. ربما لم يفعلوا ذلك نفاقاً لي.. ولكن ما أدراني ؟.. فلربما وزنني أحدهم على ميزان العدالة ورسبت في عينيه.. إنني ينبغي أن أظهر بمظهر القدوة لمن حولي.
لقد كنت على وشك الوقوع ولكنني التقطت نفسي قبل ان اسقط.
وقدمت الآخرين الذين جاءوا قبلي.. وعندما جاء دوري قمت بالإصرار على أن يصعد معي الباقون.
وفي المصعد ..كنت أفكر في الشيء الحقيقي الذي يجعلني بحق متميزاً.. وهو أن أكون قدوة في تصرفاتي وأعمالي.
إن التميز الذي أبحث عنه يكمن في عملي وجهدي.. إنني لم أستجيب لهم, لأنني أدركت من داخلي أن ثقتي في نفسي عالية.. وأن تميزي يكمن في داخلي.. وأنني ينبغي أن أكون حريصاً على ألا يغيرني من حولي إلا الى الأفضل.
فقد علمني أصدقائي المديرون الذين تعاملت وتعلمت منهم أن التواضع يزيد الإنسان رفعة..."

يوميات مديرناجح/ حلقة (5):
عنوان الحلقة: شاركهم لحظات الفرح
".. لقد قررت اليوم أن أشارك بعض الزملاء معي فرحتهم.. وأن أشعرهم بالاهتمام, لقد طلبت – من أول يوم توليت فيه مهمة إدارة الآخرين – من إدارة الموارد البشرية أن توافيني بأسماء العاملين معي.
وأمام كل اسم منهم اسماء أبنائهم وأحوالهم الاجتماعية.. فربما تواتيني الفرص الطبيعية للتعرف عليهم عن قرب في الأحاديث والمقابلات.
وبالفعل قاموا بذلك.. لقد كنت أنوي من ذلك أن أفاجأهم بتهنئتي.. إنني تخيلت أن مشاركة الناس مشاعرهم الجميلة محفز جيد لهم.. إنني لاأنسى هذه اللحظة التي فاجأني فيها رئيسي بتهنئتي بيوم مولدي.. وتقديمه لهدية لي في هذا اليوم.
وقد حملت هذه القصة الى كل من اعرف معجباً ومتفاخراً بما فعله معي رئيسي.
المهم أن نفعل ذلك ليس بصورة آلية.. وإنما بعواطف حقيقية نستشعر فيها أثر الاهتمام بشركائنا في النجاح.. بهذه الصورة أو بصورة قريبة منها مبتكرة وفعالة.. نحاول فيها إسعاد الآخرين.
إن هذه الاشياء تجعلهم يشعرون أنهم في قلوبنا وأن علاقاتنا بهم ليست مجرد علاقة آلية تفتقد الرحمة.
إننا – كمديرين – ينبغي أن نحاول إدارة الزملاء الذين يعملون معنا من قلوبهم.. إن هذا يجعلهم يعملون ويبذلون أقصى الجهد وأعصابهم ليست متوترة..."


يوميات مدير ناجح/ حلقة (6):
عنوان الحلقة.. عميلنا على قمة هرمنا التنظيمي
"... اجتمعت اليوم مع المرؤوسين معي.. وعلى غير موعد مسبق.. ولم أقدم لاجتماعي بكلمات كثيرة.. وبعد أن رحبت بهم.
رسمت هرماً على السبورة, فقد كان هدفي أن أتحدث معهم في التسلسل التنظيمي لشركتنا.. وكان طبيعياً أن يكون على قمة هذا الهرم رئيس مجلس الإدارة.. ثم مديرو العموم..
ثم المشرفون ثم العاملون ثم العملاء, وبعد أن قمت برسم الهرم.. نظرت اليهم ولم أنطق, ونظروا هم الى بعضهم البعض متعجبين.. خاصة أن هذا التسلسل كان معروفاً للجميع.
.. وقلت لهم: إن هذا الهرم لاينبغي أن يستمر في منظمتنا ..إننا نحاول عكس هذا الهرم, فسنضع على قمة هذا الهرم التنظيمي عملاءنا.
إننا لن نأخذ توجيهاتنا ولوائحنا بعد ذلك من رئيس مجلس الإدارة.. ولكننا سنأخذها من العملاء, سننظر اليهم على أنهم على قمة هرمنا التنظيمي.. هم الذين يشكلون سياساتنا وأفكارنا.. ويعدلون من رؤيتنا للأمور لذلك سنغير في الشكل والمضمون بناء على رغبتهم.
إن العميل الذي يتعامل معنا هوأساس وجودنا.
وقلت لهم: إذا قلت لكم قولا وقال العميل غير ذلك فالحديث النهائي للعميل.. ومن ثم ينبغي أن تكون كل رؤيتي لإسعاده. والشعور أننا خدم له.
إن ما أقوله لكم ليس كلمات شكلية.. إنني سأعيد تقييم نفسي والاخرين على هذا الهدف الاستراتيجي.
وقلت لهم في ختام اجتماعي: ليست العبرة في القناعة النظرية.. إننا نود أن نرى هذه القناعة على أرض الواقع..".


يوميات مدير ناجح/ الحلقة (7):

عنوان الحلقة .. موظف راض يساوي عميلاً راضياً
".. إنني أرتاح دائماً خارج جدران مكتبي.. وأنا أتفحص وجوه شركاء النجاح".
لقد تعلمت ان الموظفين الراضين يساوون عملاء راضين, كما ان العملاء الراضين زبائن متكررون.
لذا أحب أن أنظرالى وجوه من يعملون معي.. وأسعى دائماً الى ماييسر لهم طريقة أداء عملهم.. ودائماً مايكون هذا الموضوع محل نقاش بيننا.
واليوم حكى لي أحد المرؤوسين مشكلته ومعاناته الصباحية في المواصلات ,وأنه قد يزاحم كثيراً ,كي يأتي الى العمل.. وقد اضطر أن يركب أكثر من مواصة , حتى يأتي, ثم أخيراً يوقع في سجل التأخير..
وكان الحل الأمثل لهذه المشكلة التي ارقته كثيراً, ويعاني منها الكثير من العاملين في المؤسسة, هوأن نحسب لهم مدة (سبع ساعات) من وقت قدومهم الى العمل.
والمفاجئة ,أن هذا الحل جاء ملبياً لكثير من الرغبات, لا سيما ان شركتنا تعمل بنظام المستهدفات المطلوبة من كل فرد.
لقد علمنا أساتذتنا في الإدارة أن هذا النظام يلائمه إشراف إداري وقيادي مرن وجيد ومتفهم...".

يوميات مدير ناجح/ ح (8):
عنوان الحلقة ..استمع لعملائك دون وسطاء
"... اليوم انتقلت من مكتبي، لكي أتعرف على نبض مؤستي وصورتها في عيون الآخرين.. إنني أتعرف على هذا الأمر من روافد كثيرة، فالتقارير التي تصلني تجعلني أقف على بعض الملاحظات، ومتابعة الأقسام الميدانية، ومراجعة مؤشر الأداء.
ولكنني اليوم.. فعلت أمراً جديداً، ومن فرط دهشتي لفاعليته سأفعله كثيراً.
لقد أمرت أحد الموظفين أن يهيئ قاعة الاجتماعات.. وبسرعة شعرت أن رؤساء الأقسام يتهيئون للاجتماع معي، ولكنني ـ في هذا الاجتماع القصير ـ طلبت من العملاء الذين كانوا متواجدين في المؤسسة خلال هذا الوقت أن يحضروا معنا هذا الاجتماع.
حضر البعض منهم.. وسألتهم عن طبيعة التعامل معهم، والمشكلات التي تواجههم، واقتراحاتهم المستقبلية لتفادي بعض معوقات العمل..
وبجانبي كان السكرتير يدون هذه المقترحات والشكاوى والآمال المستقبلية.
وقمت بتقسيم هذه المقترحات والشكاوى على الأقسام المختلفة، لمتابعتها وتنفيذها.
لقد كنا ندون جميع الأفكار حتى البسيطة منها، فنحن ندرك أن إرضاء هؤلاء العملاء غاية لنا.. والمشكلة التي نراها نحن صغيرة قد يراها هؤلاء العملاء كبيرة.. وقد استقر اعتقادنا في المؤسسة على أن المشكلة لا تقيّم بعيوننا نحن في الشركة، وإنما نقيمها بعيون من يتلقى هذه الخدمة وهو العميل..".



يوميات مدير ناجح/ الحلقة (9):
عنوان الحلقة : الآلة التي تفتقد القلب
"...اليوم أثار دهشتي أمرو رأيت أننا لانوليه الأهمية القصوى حيث إننا في الشركة لدينا الماكينات التي يسميها العاملون :"الآلة التي تفتقد القلب!".. وهي الآلة التي تحدد مواعيد الحضور والانصراف للعاملين معنا.
لقد نجحنا بالفعل في ضبط الحضور والانصراف ,وتواجد الأفراد داخل المؤسسة ,وهذا امر بطبيعة الحال سهل.
ولكن المشكلة الكبرى التي ينبغي ان تشغل قدراً كبيراً من تفكيرنا هي كيفية تحفيز هؤلاء الأفراد للعمل, واستثارة هممهم خلال فترة تواجدهم في العمل.
فقد رأيت أمامي موظفين يلهثون للحاق بالموعد ,ولكنهم في مقابل ذلك يمكن أن يضيعوا الكثير من الوقت داخل العمل!
ويبقى عمل هذه الماكينات عندئذ شكلياً, لانستطيع ان نصل من خلاله لشيء.
ومن ثم ينبغي أن تحكمنا قواعد اخرى, ولوائح تجعلنا على مستوى هذا الانضباط في الحضور والانصراف.
وهذا ماينبغي ان أفكر فيه أنا وزملائي المديرون في الحلقات القادمة.. إنني أجد نفسي أمام سؤال صعب ,أعتقد ان الاجابة عليه تحتاج وقتاً...".