أختلف معك أحيانا
أختلف معك أحيانا،لكن هذا لا يعني دائما، ربما هي وجهة النظر أو تمسكي برأيي أو ربما هي تلك الأفكار التي راودتني منذ الصغر والتي واجهت بها الدنيا منذ ذاك الوقت الذي بدأت أعتمد به على نفسي،أحيانا أحس أنني دائما على حق ولكن هذا خطئ.
في البرمجة اللغوية العصبية فرضية تقول،الخريطة ليست هي العالم،ونقصد بالخريطة هنا اي الأفكار والتقاليد والمبادئ والتخيلات والتصورات التي في ذهنك والخبرات التي مررت بها من بداية وعيك إلى الآن، ليس بالضرورة أن يكون صوابا،أليس وأنت صغير كنت تعتقد أن النوم باكرا هو فقط للأطفال وعندما تكبر ستستطيع السهر؟ وأليس عندما كبرت اكتشفت من خلال خبراتك التي تعلمتها أن هناك أطفالا يسهرون وأن هناك كبارا ينامون باكرا؟ إذا ما السر؟ وما هو الصواب؟
سأسألك سؤالا ربما يجعلك تغير طريقة تفكيرك،وهو هل تعتقد أن كل الذين يشترون سيارة يكون قصدهم الإستعلاء والتكبر وأنهم يشترونها لكي تقول الناس أنهم يملكون سيارة؟ أم ان هناك من يفكر بهذه الطريقة وهناك من يفكر بطريقة أخرى؟
بالطبع أتفق أنا وأنت في أن هناك طريقتين للتفكير، ولكن لنضع سيناريو لما سيحدث لو أن شخصين كلٌ منهما متمسك في رأيه، فسيقول الأول أن كل الذين يشترون سيارة هدفهم (الفخفخة) وأما الآخر فسيقول لا، إن الذين يشترون سيارة فهم يشترونها لأنهم بحاجة لها ولأنها ضرورية لكل فرد،وهنا يبدأ الصراخ يعلوا وكلٌ منهم سيتشبث ويتمسك برأيه ولا أحد سيتنازل عن قناعاته مقابل فكرة جديدة بل قد يصل الصراخ إلى عراك بالأيدي بسبب أمر لا خلاف عليه.
هذه حادثة بسيطة من أصل آلاف الحوادث التي تحصل يوميا بسبب اختلاف الناس في آرائهم وتشبثهم به دون السماع لغيره لأن اختلاف الناس بالرأي غالبا هو رحمة، فكم من زوجة رُملت بسبب اختلاف تفكيرها عن زوجها فلم تفهمه ولم تتقبله حتى، وذلك بسبب اقتناعها بأنه لا يفهمها ولكن العكس هو الصحيح غالبا،فكم من رجل همه هو أن يفهم زوجته ويعطيها ما يريد وكم من زوجة حلمها أن يفهمها زوجها وكم هو اختلاف الأفكار وعدم فهم الآخرين هو السبب في الخلاف.