عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
اليقين والرضا
إن توقع حدوث مالا تحمد عقباه يقلل بدرجة كبيرة تأثير صدمة الحدث علينا00 ليس معنى ذلك أن نظلل حياتنا بمظلة التشاؤم 00 بالطبع لا00 ولكن دوما يا أخي توقع الخير وثق في ذلك ولكن أيضا لا تنسى أن حدوث غير ذلك أمر وارد ولا تنسى دوما أننا أحجار على رقعة الشطرنج0
فإن كنت تاجرا وتنتظر إتمام صفقة مربحة00 لا تغرق نفسك في تفاؤل كامل 00 وتوقع ولو بنسبة ضئيلة عدم إتمام تلك الصفقة00 فإذا ما شاء الله إتمامها فذلك خير ونعم00 وإن قدر الله غير ذلك كان وقع ذلك أخف وأهون0
وهكذا في كل أمور حياتنا أيها السادة00 وأخص هنا موضوع حديثنا 00 فعند انتظارنا لوليد لابد أن يفرض علينا إيماننا ويقيننا بأن ندع مساحة مهما قل قدرها لافتراض أن يقدر الله لنا ابتلاء00 فإذا جاء الوليد ومعه ابتلاء الله لنا لن أقل لك يا سيدي كن ملاكا معصوما ولا آلة لا تدرك 00 إنما أعي أنك إنسان ذو مشاعر وأحاسيس00 تتألم وتضحك00 تسعد وتحزن 00 بل إن ديننا يعاملنا من هذا المنطلق 0اقرأ إن شئت قوله تعالى ( والكاظمين الغيظ ) آل عمران 134.لم يقل القرآن والذين لا يغتاظون00 لأن الحنان المنان يعلم ضعفنا وسرعة تأثرنا وسهولة ذلك00 لذا أُمرنا برد الفعل المناسب الراقي وهو كظم الغيظ0واقرأ إن شئت قوله صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة00 إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه احمد 00 أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر بأننا بشر نتأثر وننفعل ونغضب 00 ولكن أيضا أُمرنا برد الفعل الراقي وهو أن نملك أنفسنا عند الغضب0
لذلك فإنني أعلم يا أخي كيف تكون عندما تتيقن من أن الله قد شاء ابتلاءك في فلذة كبدك00 لذا فلن ألومك أو أعاتبك على ما بداخل نفسك ما دمت لم تترجمه إلى أقوال أو أفعال00 وهنا تتجلى قوة الإيمان وقدر اليقين00 فإن شاء الله لأحدنا حرمانا ما في الدنيا فليس من الكياسة أن نحرم أنفسنا من الأجر يوم القيامة00 لذا فلا تدع ما يجب عليك قوله في تلك المواقف0 ولا تتحسر وتغضب لأن البلاء قد أصابك أنت ولم يصب غيرك 00 ولا تتساءل لماذا يصاب ابنك وابن غيرك معافى؟؟ 00 وتذكر دوما أننا أحجار على رقعة الشطرنج تحركها يد القدر كيفما شاءت وليس لنا إلا كل إيمان وتسليم وإذعان ورضا00 وقل ما علمنا ديننا قوله في هذه المواقف 00 قل ( قدر الله وما شاء فعل ) واحمد ربك على كل حال.
00خلاصة القول
نحن أحجار على رقعة الشطرنج تحركنا يد القدر كيفما شاءت00 وليس لنا إلا التسليم راضين بأقدارنا00 ومهما اعتملت أنفسنا بمشاعر شتى يجب ألا نترجمها إلى أقوال أو أفعال أو اعتقادات تغضب الله 00وإنما ندعو بدعاء البلاء 00 ولا تستبطئن الإجابة فقد تأتي غدا أو بعد غد أو لا تأتي فيرفع الله بها بلاء لا تعلمه وقد يدخرها لك الرحمن ليوم القيامة 00 وتلقى أقدار الله راضيا ومن أجل ذلك لابد أن نتسلح دوما بإيمان راسخ ويقين لا حدود له
ولا تنسى يا أخي أن
ــ أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه و إن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض و ما عليه خطيئة . *رواه البخاري.
المفضلات