موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
الجانب الاخــر...للفشــــــــــــ
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفشل ..!
تعددت أشكاله وأنماطه وكثرت بتقدم العصر حتى إنك لتشهد في العام الواحد مشاهد عديدة تعجز عن تذكرها كلها ، فذاك يفقر بعد غنى ( فشل ) ، وآخر يُفصل من عمله ، وثالثٌ يرسب في امتحان بعد أن كان لبيب فصله ، ورابع يودع الدنيا بخاتمة سيئة ( أيضاً فشل ) ... وهكذا دواليك حتى تجد أن الدنيا باتت تدور بسرعة المروحة ...!
وما ذاك من الدنيا ، بل من نفس صاحب الفشل ...!
بالطبع ، حديث الفشل اليوم واسع عريض ، يصعب حصره وإن سهُل ذلك ضاع قراؤه فكل يبحبش عن نقطة ( أو نوع ) يعلق عليها ...! لذا سأكتفي هذه المرة بالحديث عن فشل الدراسة ..! فنحن ما زلنا قريبي العهد منه وهو مسلسل لا تنتهي حلقاته وكثير هم ممثلوه ...!
قد عنونت موضوعي بالجانب الآخر للفشل ، أي أنني لن أصيبه كله بل سأقصد ناحية منه وهي التي تواجه من كان من سكان القمم ثم اضطر للنزول فجأة ..! فهب أخي الكريم ، أنك كنت بارع فصلك والنابغة بين زملاءك فاعتدت الجلوس على مقعد القمة لعهد طويل ... ثم دالت عليك الأيام وأفلت شمسك وغربت !! هل تراك ستعتاد الجلوس على الأرض مع فاشلين أخر بعد أن كنت بالأمس تنظر إليهم من شرفة قمتك المهيبة ـ وإن كانت جلستك معهم لأمد لا لأبد ـ ؟؟
بلا شك ، لن يعجبك هذا الحال ... فمن كان اسمه في لائحة الناجحين يعقبك بعشرات الأسماء صار اليوم أستاذك في فن الفشل وشيخك في دروس الهزيمة !! وستمل نفسك من كثرة من يفلسفون عليك بطرق النجاح ( وأنت من كان أستاذه ) وخطط الفلاح في الامتحان الثاني .!!
ولأول مرة ، ستجد نفسك مضطراً لإخفاء شهادتك لأن فيها علامة حمراء ... بعد أن كانت وساماً على صدرك تفتخر بإبرازها ؟؟
وسيأكلك الحرج حين يسألك زميلك ( الناجح ) عن نتيجتك ، كيف هي ؟ بل سيقتلك إن كان السؤال أمام جمع من الناس ...!!
ستضع أسطوانة وحيدة ، سجلت عليها عبارة وحيدة تعيدها وتكررها لكل متفسر سائل : الحمد لله ....! وستغيب الإجابات الصريحة !
وفي وسط هذا كله ، تنزوي في حجرتك محسوراً محصوراً في زاوية مظللة بصحائف كتب عليها : يا ليتني كنت نسياً منسياً ...! وتبكي على الساعات التي أضيعت منك فلم تقدر على الإعداد الجيد للامتحان وليس بغريب إن حطمت بعض أثاث الغرفة أو مزقت بعض الكتب !!
هذا كله في نظرة المتشاؤم ، الذي هزم في أول معركة وكأنه بسكوت ( ريكو ) !! سرعان ما يسقط أمام أتفه نازلة ....!
أما المتفاءل / الذي ينظر للدنيا بعينين لم تغطهما الغشاوة ، فيرى في الأولى محطة وقوف ومراجعة للنفس ومحاسبة على الأخطاء ، وفي العين الثانية يتابع نفسه وهو يجدد العزم ويقوي الجسم على الثبات ، والنية بعودة فارس المعارك المغوار إلى ساحات الوغى من جديد مشمراً عن ساعده وشاحناً قلمه بأنواع العلوم والمعارف التي ستعينه على الصبر والنصر ...!
المفضلات