عرض موجز لعادات النجاح الفردي والمؤسسي

السبع عادات أسلوب إداري أثبت نجاحه في التطبيقات ألإدارية وأنا بدوري أود أن أشارككم هذا الموضوع الذي أحسبه من المواضيع ألإدارية المهمة التي تعلمنا فن التعامل مع ألآخرين بطريقة سلسة ومن منظور إسلامي وبخبرة إدارية تناسب فطرتنا وقيمنا وتقاليدنا. الموضوع سوف أعرضه كما أورده الأستاذ صالح بن أحمد آل سلمان الغامدي ((استشاري تدريب وتطوير اداري وقيادي)) عرض موجز لعادات النجاح الفردي والمؤسسي. وفي نفس السياق أرى أن أهمية هذا العرض ليست فقط من أنها تسد ثغرة من التقليد ألأعمى للغرب ولكن إضافة إلى ذلك سلاسة الكاتب وخبرته ألإدارية التي تضيف على الموضوع جمالاً وجذباً للقاريء.

لقد تناول الكاتب الموضوع وقسمه إلى سبع عادات كالأتي:
1- إحرص على أن تكون سباقاً.
2- إبدأ وألأخرة في ذهنك وقلبك.
3- إبدأ بالأهم ثم المهم.
4- إحرص على ماينفعك وينفع الناس.
5- إحرص أولاً على أن تفهم الناس، ثم أن يفهموك.
6- إحرص أولاً على أن تتواد وتتراحم مع الناس، ثم أن تتعاون معهم.
7- إشحذ المنشار (جدد حياتك).

وألأن سوف أعرض العادات واحدة تلو ألأخرى وهي منقولة من عادات النجاح الفردي والمؤسسي للأستاذ صالح بن أحمد آل سلمان الغامدي

العادة 1:إحرص على أن تكون سباقا
نستطيع استخدام المساحة التي بين المثير والاستجابة لتحديد الاختيارات التي تعكس قيمنا. كل إنسان لديه القدرة على صنع قراراته بنفسه. الناس عندما يستخدمون هذه القدرة لاختيار استجاباتهم وفقا للقيم التي اختاروها بأنفسهم، فانهم يكونون سباقون. بعبارة أخرى، الناس السباقون يستخدمون هامش الحرية المتاح لهم لتحديد اختيارات مستمدة من قيمهم.
رغم خيارات الماضي، ورغم أثر اختيارات الآخرين، وسلوكهم السلبي، فان لدينا الحرية لكي نواصل تحديد اختياراتنا وفقاً لقيمنا. لا أحد لديه خيارات غير محدودة؛ كل إنسان مقيد بالظروف. أحياناً اختيارات الآخرين تؤثر علينا تأثيراً سلبياً. وفي أحيان أخرى نواجه تحديات لا نملك القدرة على التحكم فيها. ورغم اختيارات الآخرين والظروف، فإننا أحرار في أن نواصل تحديد اختياراتنا، فعلى سبيل المثال، حتى في أحلك الظروف، نستطيع أن نختار مواقفنا.
الناس المنفعلون لا يعترفون بالمساحة التي بين المثير والاستجابة. هم يبنون اختياراتهم على حالتهم المزاجية، وعلى عواطفهم، وعلى الظروف. الناس المنفعلون يسمحون للأمزجة، والعواطف، الظروف (أي المثيرات) بأن تحدد استجاباتهم. حينما يكون المثير إيجابياً، يشعرون بالراحة؛ ولكن عندما يكون المثير سلبياً، يشعرون بالضيق. لأنهم يسمحون لظروفهم بالتحكم فيهم، يحسون بأنهم ضحايا. كما أنهم يلقون باللوم على الآخرين حينما تسوء الأمور. الناس المنفعلون ينسبون مواقفهم وتصرفاتهم إلى أمور لا يستطيعون التحكم فيها. هم يستجيبون لمثير، وينسبون سلوكهم إلى محددات وراثية، أو نفسية، أو بيئية.
المحددات الوراثية: السلوك تحدده العوامل الوراثية. على سبيل المثال، "أنا شخص يعشق العمل ليلاً، وكذلك الحال مع باقي أفراد عائلتي على مدى الأجيال السابقة، لذلك لا تحدثني في النهار لأن مزاجي يكون حادا."
المحددات النفسية: السلوك تحدده الطريقة التي تربى عليها الإنسان وتعلمها داخل أسرته. على سبيل المثال، "لقد كان أبواي يكرهان الرياضيات، ولذلك أصبحت كارهاً لها أنا أيضاً، لهذا فأنا لا أراجع أو أدقق دفتر شيكاتي."
المحددات البيئية: السلوك هو نتاج قوى وظروف خارجية. على سبيل المثال، "رئيسي في العمل دائم الانتقاد والتذمر. إنه يعكر مزاجي كل يوم."

الحتمية تؤثر فينا ولكنها لا تحدد طبيعتنا.
كل من عناصر الحتمية يستطيع أن يؤثر فينا؛ ومع ذلك، فهي لا تحدد طبيعتنا. برغم العوامل الوراثية، والنفسية، والبيئية، لا تزال لدينا الحرية لكي نختار تصرفاتنا ومواقفنا.

الملكات الإنسانية الأربع تسمح لنا بتحديد وتنظيم حياتنا.
الناس السباقون يستخدمون المبادرة والمبادأة وسعة الحيلة. في المساحة التي بين المثير والاستجابة، يستخدمون الملكات الإنسانية الأربع لانتقاء اختياراتهم:

الوعي: القدرة على اختبار الأفكار والأمزجة والتصرفات. على سبيل المثال، "أنا مجهد لأني لم آخذ قسطاً كافياً من النوم البارحة،" و "لقد قلت ذلك فقط بسبب الغيرة".
الخيال: المقدرة الذهنية على صياغة أشياء خارج نطاق الخبرة أو الواقع الملموس. على سبيل المثال، "أشعر بالوحدة، سأدعو صديقا للعشاء".
الضمير: الوعي الداخلي بالحق، والباطل، والاستقامة الشخصية. على سبيل المثال، "عليّ أن أبذل مجهودا أكبر لتقوية علاقتي بابنتي. هي مهمة بالنسبة لي."
الإرادة: القابلية لاتخاذ القرارات بمنأى عن المؤثرات الخارجية. "رغم أنه قد نشر شائعات عني، سوف أكون لطيفا معه ولن أغتابه."
اللغة المنفعلة تركز على "دائرة الهموم"، أما اللغة السباقة فتركز على "دائرة التأثير." الناس الذين يستخدمون اللغة المنفعلة لا يعبرون عن تحمل مسئولية أفعالهم. فنراهم في حديثهم، يستخدمون عبارات مثل "أنا مضطر لأن ...،" أو "يا ليت ...،" أو "إنه يدفعني إلى ...." الناس السباقون يستخدمون لغة تنم عن إحساسهم بالمسئولية عن تصرفاتهم. إنهم يستخدمون عبارات مثل "لقد قررت أن،" أو "أنا أعرف كيف أتصرف،" أو "أنا أستطيع."
عندما نعمل بشكل مثمر من داخل "دائرة تأثيرنا"، فإنها تتسع وتأخذ في داخلها جزءا من "دائرة همومنا".
الناس الذين يعملون داخل "دائرة تأثيرهم" يتحكمون في مواقفهم وتصرفاتهم. كما يستخدمون القيم لاختيار طرق التأثير على الناس وعلى الأشياء. وبهذا تزداد جدارتهم بالثقة ويحصلون على ثقة الناس فيهم. وكلما زادت ثقتهم في أنفسهم، اتسعت "دائرة تأثيرهم" أيضا.

عندما نركز على "دائرة همومنا" فان "دائرة تأثيرنا" تنكمش.
الناس الذين يركزون على "دائرة همومهم" تتقلص قدرتهم على التأثير الإيجابي في الناس والأشياء داخل "دائرة تأثيرهم." ولأنهم يستنزفون وقتهم وطاقاتهم في أشياء ليس باستطاعتهم التحكم فيها، فانه لا يتاح لهم الوقت المطلوب ولا الطاقة الكافية للتعامل مع الأشياء التي يمكنهم التحكم فيها. ومن ثم تنكمش دائرة التأثير لديهم.

العلاقات تبنى بالأفعال (الحب، كفعل) قبل العواطف (الحب، كإحساس).
الناس السباقون يُعرّفون الحب على أنه فعل، وهذا الفعل يعني التضحية والخدمة والمشاركة. والحب، بالنسبة لهم، هو شيء يستطيعون العمل من أجله. في داخل "دائرة تأثيرهم". الناس السباقون يبنون العلاقات من خلال التصرفات التي تنبع من الحب، ومن ثم يحسون بالحب (العاطفة).

نستطيع أن نختار إحلال السلوكيات الإيجابية محل السلوكيات السلبية بدلا من نقل السلوكيات السلبية إلى الآخرين.
الأسرة هي عماد المجتمع، حيث تنشأ بداخلها العادات التي يتوارثها أفرادها عبر الأجيال. فإذا اعتادت العائلة تكوين علاقات جيدة مع الآخرين (مثل الشفقة والمحبة والتعاطف والتعاون والمؤازرة والتفاهم) فستنتقل هذه العادات تلقائياً من جيل إلى آخر. ولسوء الحظ، فإن العادات السيئة (مثل الأنانية والاستغلال والحقد والكراهية والعداوة) تنتقل أيضاً بنفس الأسلوب.
أحياناً يستطيع إنسان أن يوقف انتقال هذا السلوك السلبي ويستبدله بآخر طيب. نستطيع اختيار تأثيرنا الإيجابي على الآخرين من خلال أفعالنا وقدوتنا الحسنة. كل منا ينقل سلوكيات وأنماط حياة ومشاعر معينة إلى الآخرين. ومن خلال النقل يمكننا أن نتصرف كرموز انتقال وتحول، فنوقف عن وعي وإدراك كل الأنماط المنفعلة ونستبدلها بالسلوك السباق الفعال الإيجابي.



العادة 2:ابدأ والآخرة في ذهنك وقلبك
تشهد جميع الأشياء مستويين من الإنشاء: الإنشاء الذهني والإنشاء المادي. العادة الثانية تقول: "ابدأ والآخرة في ذهنك" فهي عادة الإنشاء الذهني - الخطة، أو تصميم ما نريد أن نكونه أو نقوم به.
ابدأ والآخرة في ذهنك هي عادة القيادة الشخصية. بممارسة عادة "ابدأ والآخرة في ذهنك"، نرفع من مستوى معيشتنا بتحديد مسارنا والعمل على الوصول للنهاية التي خططنا لها. يبدأ أكثر الناس فعالية بالتخطيط الذهني، ثم يترجمون خططهم إلى واقع مادي، أو نتائج إيجابية ملموسة.
يمكننا إعادة صياغة الأفكار والسلوكيات غير الفعالة واستبدالها بأخرى فعالة. بتطوير قيمنا وتحديد أهدافنا، نكون قد أعدنا صياغة أنفسنا - باستبدال أنماط السلوك والتفكير غير الفعال بأنماط جديدة أكثر فعالية. إعادة صياغة السيرة هي عادة الإدراك الواعي، أو الإنشاء الذهني الذي تسانده النوايا الصافية والأهداف الواضحة.
لدى كل منا مركز يقود قراراته ويحفزه على التنفيذ. يركز بعض الناس تفكيرهم ويولون جل اهتمامهم إلى: العمل أو المتعة أو الأصدقاء أو الأعداء أو الزوج أو الذات أو الممتلكات أو الأموال، ولأغراض تعليمية، تسمى هذه الاهتمامات "مراكز بديلة". أي أنها ليست أصيلة، لأننا نهتم بها على حساب مركز حقيقي أو جوهري أو فعال، وهذا المركز الأصيل هو المبادئ. وعندما نركز على أحد تلك المراكز البديلة، فإننا بذلك نسمح للظروف وآراء الآخرين بقيادتنا والتحكم فينا.
من بين جميع المراكز، هناك مركز واحد فقط يحقق فعاليتنا ويساعدنا على الانطلاق. تشكل المبادئ، ومن أمثلتها: (العدل والاستقامة والأمانة وكرامة الإنسان والخدمة والتميز والطاقات الكامنة والنمو والتطور والصبر والتشجيع والإنصاف والثقة ..الخ) أجزاء من الضمير الإنساني. فعندما يتخذ الناس قراراتهم بناء على المبادئ، فإنهم يقومون باختيارات حكيمة تزيد من سعادتهم وشعورهم الإيجابي تجاه أنفسهم.
ويتميز الذين يجعلون المبادئ محور حياتهم بالآتي: الابتعاد عن انفعالات الموقف وعن العوامل الأخرى التي قد تؤثر فيه؛ القيام باختيارات سباقة بعد تقييم البدائل؛ يمكن أن تكون الرسالة الحياتية الشخصية أداة فعالة نحو توفير اتجاه ومعنى للحياة.
تجيب كل رسالة حياتية شخصية عن سؤالين أساسيين، هما: من أكون؟ ما هي المبادئ التي توجهني و تؤطر حياتي؟ ينقب السؤال الأول عن بعض الموضوعات الشخصية الأساسية. فهو يطلب من الناس أن يفحصوا حياتهم العامة والخاصة بعمق ودقة أكثر، وأن يحددوا السمات الشخصية والإسهامات والإنجازات التي يقدرونها. يجب على الناس تخيل النتائج المنشودة كجزء من هذا الإجراء. يتطلب السؤال الثاني من كل منا أن يحدد المبادئ والقيم التي يمكن من خلالها تحقيق الرؤية. عندما تكتب رسالتك في الحياة، ستصبح أكثر وعيا بإمكاناتك ومواهبك وميولك الطبيعية. من هنا لا ينبغي لك أن تتسرع في الإجابة، بل خذ وقتك وفكر في السؤالين بعمق.
تمثل كتابة رسالتك في الحياة اكتشافا .. وإنشاء أيضا. كتابة رسالتك في الحياة مغامرة لاكتشاف الذات. فهي طريقك لاكتشاف هدفك، ولزيادة معرفتك بنفسك، واكتشاف مواهبك واهتماماتك وأهم رغباتك في الحياة. الملكات الأربع التي منحها الله لك (وهي الوعي الذاتي والتخيل والضمير والإرادة المستقلة) تساعدك خلال رحلتك الاستكشافية لصياغة رسالتك في الحياة.
الأهداف والأدوار التي نلعبها في الحياة تمنح الحياة معنى ونظاما. كما تساعدنا الأدوار على الاحتفاظ بالتوازن في حياتنا. فداخل كل دور، تحدد الأهداف ما نريد تحقيقه. فالأهداف هي أساس التخطيط الأسبوعي واليومي. وأفضل الأهداف هي تلك التي ترتبط برسالتك في الحياة.العادة 3:ابدأ بالأهم ثم المهم
يساعدنا إمتلاك النفس على قضاء وقت أطول في المربع الثاني. تعبر العادات الأولى والثانية والثالثة عن قدراتنا الإنسانية الكامنة والمتميزة. فهي تنقلنا من الانفعال إلى السباقية الكاملة. وعندها لن نشعر بسيطرة الظروف والأحداث علينا. بل سنستشعر الهدف السامي لحياتنا ونعمل جاهدين في سبيل تحقيقه.
تساعدنا الأولويات على تحقيق ما نعتبره هدفا يستحق العناء. الأولويات هي تلك الأشياء الجديرة بأن نحققها. فهي توجهنا إلى الاتجاه الصحيح. كما تساعدنا على تحقيق الأهداف المبنية على المبادئ، تلك الأهداف التي عبرنا عنها في رسالتنا في الحياة.
يمكن تصنيف جميع الأنشطة حسب كل من "الأهمية" و "الاستعجال"، كما يمكن وضعها في أي من المربعات الأربعة في مصفوفة إدارة الوقت. فنعتبر النشاط هاما إذا وجدنا أنه ذا قيمة ويسهم في تحقيق رسالتنا في الحياة، وقيمنا وأهدافنا التي لها أولوية قصوى. في حين نعتبر النشاط عاجلا إذا شعرنا نحن أو الآخرون أنه يبدو عليه أنه يتطلب انتباها فوريا.
يركز أفضل استخدام لوقتنا على المربعات التي تؤكد الأهمية (المربعين الأول والثاني). ويجب أن يكون تركيزنا الرئيسي على المربع الثاني بالدرجة الأولى.
يمكننا البحث عن التميز في عملنا وعلاقاتنا من خلال المربع الثاني. ولهذا السبب يقوم الأشخاص ذوو التفكير الفعال بما يلي:
قضاء جزء كبير من وقتهم في المربع لثاني، مع إيجادهم للفرص ومحافظتهم على الموارد.
التنبؤ بأنشطة المربع الأول وتحريكها نحو المربع الثاني.
الاستعداد لنشاطات المربع الأول أو محاولة منع حدوثها، وبذلك يمكن تقليل أو إلغاء عنصر الاستعجال فيها.
التعرف على الأنشطة التي لا تساهم في تحقيق رسالتك في الحياة ومنعها.

تتضمن العادة الثالثة عملية من ست خطوات تساعدنا على التصرف بناء على الأهمية لتنظيم الأولويات وتنفيذها.
الخطوة الأولى (تواصل مع رسالتك): اربط ذهنك وقلبك بهدف مبني على المبادئ ويستحق التنفيذ.
الخطوة الثانية (راجع أدوارك): تساعدك مراجعة أدوارك على تحقيق التوازن وزيادة رصيد حساب الثقة الخاص بعلاقاتك مع الآخرين.
الخطوة الثالثة (حدد أهدافك اسبوعيا): إسأل نفسك، "ما الذي يمكنني أن أقوم به من خلال أدواري لكي أحيا وفقا لرسالتي في الحياة، ولكي يصبح حلمي حقيقة؟"
الخطوة الرابعة (نظم أهدافك أسبوعيا): نظم أمورك أسبوعيا، لكي تتضح رؤيتك، ولكي تحصل على وقت كاف للتخطيط لأنشطة المربع الثاني.
الخطوة الخامسة (نفذ أهدافك يوميا): إسأل نفسك، "هل يقودني هذا الاختيار إلى ما أريده حقا؟"
الخطوة السادسة (قيم حياتك أسبوعيا): راجع الدروس الحياتية المستفادة، وتذكر رسالتك في الحياة، والتزم باستخدام نتائج التقييم