السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

كيرك كريستيانسن

عامل نجارة يؤسس أشهر الألعاب



استطاعت شركة LEGO الشهيرة أن تستثير مخيلة الأطفال وتنميها بشكل مثمر وفعال.
شعار هذه الشركة مبني على القاعدة الآتية :
" ألعابنا تجعل الأطفال أذكى " ، ولكن مع مرور الوقت استطاعت هذه الشركة أن تثبت أن قطع LEGO نفسها أصبحت ذكية وعملية .


وقد بدأن هذه الشركة بداية متواضعة نسبياً ، وتطورت من كل النواحي ، وأصبحت قطعها البلاستيكية الشهيرة مجهزة بألعاب كمبيوتر وتكنولوجيا متقدمة تجسد الألعاب وتجعلها تظهر وكأنها حقيقية وتتفاعل مع الصوت والصورة بحركات مدهشة .


قطع LEGO موجودة في أغلب منازل الكرة الأرضية ، بخاصة في أوروبا وأمريكا . وتصنع في مصانع ضخمة في البرازيل ، الدانمارك ، كوريا الجنوبية ، وسويسرا ، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية .


من نقلات الشركة النوعية اتجاهها إلى عالم ألعاب الفيديو وبرامج الكمبيوتر ، فهذه الألعاب تماشت مع تطورات العصر وتطورت معه بشكل ممتاز ليكتسب الأطفال مهارات ذهنية وقدرات إبداعية مع تطور عصرهم . وقد وصلت بألعابها إلى أكثر من 30 دولة .


مؤسس الشركة نجار اسمه أولي كيرك كريستيانسن ، اكتسب خبرته من خلال ممارسة المهنة في مصنع للنجارة العام 1916في الدانمارك ، وقد أحب أن يخترع شيئاً مميزاً من خلال الخشب ، فافتتح العام 1932م منجرته الخاصة به ، واستطاع أن يصمم ألعاباً مصنوعة من الخشب ، فكانت فكرة مبتكرة ومميزة . بعدها بسنتين ( 1934م ) طرح أولي كيرك كريستيانسن مسابقة لموظفيه لتسمية اسم الشركة , ومن خلال أحدهم تمت تسميتها LEGO ، التي كانت كلمة تجمع بين كلمتين دانماركيتين Leg و Godt وتعني هاتان الكلمتان " العب جيداً " .


مصادفة اكتشف أولي كيرك كريستيانسن أن كلمة ( ليغو ) تعني باللاتينية " أنا أتعلم " وقد بدأ شركته من خلال 6 موظفين ، وكان شعاره الذي علقه على الحائط خلف مكتبه ( فقط الأفضل هو الجيد كفاية ) " Only the best is good enough "


العام 1936م كان لدى الشركة 49 تصميماً مختلفاً للألعاب الخشبية ، وكانت أسعارها مقبولة ومعقولة ، ومن سوء حظ أولي كيرك كريستيانسن دمّر حريق هائل مصنعه البالغة مساحته 180م2 في طابقين العام 1942م ، ولكن هذا الحريق لم يجعله في حالة يأس على الإطلاق ، فرأى فيه فرصة لتطوير علمه ، وتصنيع ألعاب أفضل ، وبعد ترميمات أولية عادت الشركة للتصنيع من جديد ، وبلغ عدد الموظفين حينها 40 موظفاً .
توجه كريستيانسن بعد الحرب العالمية الثانية العام 1947م إلى إدخال البلاستيك الجيد إلى ألعابه فظهرت قطع LEGO بالشكل البلاستيكي الذي تعودناه .


وبينما كان ابن كريستيانسن والذي بدأ العمل مع والده منذ أن كان عمره 12 عاماً ، ويدعى غوتفرد يزور معرضاً لألعاب الأطفال استمع بانتباه شديد إلى شكاوى الزبائن من عدم وجود نظام ألعاب شامل ومفيد .


تأثر غوتفرد بما سمعه ، وجمع 10 مواصفات أساسية لإعادة تصميم " ليغو " ، وبعد مشاورات عميقة مع كل الموظفين ، وكان هذا الأمر يشكل أساساً لدى كريستيانسن وابنه ، وهو تفعيل دور الموظفين في اتخاذ القرارات ، طرحت " ليغو " أول لعبة محترفة العام 1955م ، وأصبحت بعدها لعبة من أفضل الألعاب في أوروبا ، بعدما امتدت شهرتها إلى هناك .


تضمنت هذه اللعبة 28 قطعة مركبة ، وتم تأسيس أول شركة " ليغو " خارج الدانمارك في العام 1956م ، وكان ذلك في ألمانيا ، واحتفل باليوبيل الفضي وتم تعيين غوتفرد مديراً عاماً للشركة ، وفي العام 1958م مات أولي كيرك وأصبح ابنه على قمة الهرم .


وللمرة الثانية يأتي حريق على المصنع بسبب القطع الخشبية التي كانت الشركة تصنع بعضها ، فكان هذا الحريق الدافع الحقيقي لكريستيانسن الابن التوقف تماماً عن تصنيع الألعاب المصنوعة من القطع الخشبية ، والتركيز على البلاستيك .


انتشرت سمعة " ليغو " خارج أوروبا ، وبدأت الشركة بالتصنيع والتوزيع في الولايات المتحدة العام 1961م تحت رخصة شركة " سامسونايت " المصنعة للحقائب .


تم بعدها بناء مدينة ألعاب مشيدة بقطع " ليغو " في بيلوند في الدانمارك ، وكان ذلك العام 1968م ، وقد بلغ عدد القطع المستعملة في بناء بارك " ليغو لاند " 42 مليون قطعة " ليغو " .


ومن باب الابتكار بدأت الشركة تطرح ألعاباً جديدة تحت أسماء مختلفة مقرونة بشعارها ، وكان إيمان الشركة بالإعلان كبيراً ، لذا خصصت ميزانية ضخمة للدعاية والحملات الترويجية عبر التليفزيون ، مما جعل المبيعات تتضاعف بشكل كبير مثير عام 1975م .


طرحت الشركة بعد قطع " ليغو " البلاستيكية ألعاباً أكثر تعقيداً أسمتها LEGO Technic ، وهي تعتمد على قطع حديدية تربط بالبراغي بشكل جيد .


وتتالت الابتكارات المختلفة الأنواع ، وهي تركز بشكل رئيسي على زيادة القدرة على الابتكار والإبداع وتطوير الملكات الذهنية ، وجعل الأولاد في حالة نفسية تساعد على صنع الحلول وخلق شيء من لا شيء .


وقد أبدعت الشركة بالفعل في بناء القلاع والمباني والحدائق والأثاث من قطع " ليغو " وأصبحت كل الاحتمالات واردة .


يرأس الشركة حالياً حفيد أولي كيرك ، والذي توارث أباً عن جد أهم مصانع ألعاب الأطفال التي بدأت من فكرة بسيطة وسهلة ، وشقَّت طريقها من بلد إلى بلد ، وزرعت البسمة على شفاه الأطفال ، وأصبحت تعني لهم اللهو واللعب بأسلوب مميز ومفيد يطلق للمخيلة العنان