السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع تسارع وتيرة الحياة ونشوء خط عام يؤطر للحياة اللاهثة والمتسارعة بدأت تشيع انماط متقدمة وعميقة وخطيرة من القلقوالتوتر والمخاوف بين الناس حتى إننا نلاحظ ذلك عند البعض بشكل ظاهر وملحوظ .
ومع ايماننا أن لهذه الاشكاليات حلول ومخارج أحببت أن أطرح عدد من الأفكار للعلاج
هذه الظواهر التي يتضايق منها الناس وتؤثر على علاقتهم من خالقهم و أنفسهم ومحيطهم الاجتماعي والاسري والمهني ثم تنعكس سلباً على حياتهم صحتهم , وعليه فملاحظة الأمر في بداية نشوئه يسهل من العلاج وتجاوز الأمر بكل يسر وسهولة
1- تقوية الرباط مع الله والتمتع بعمق روحي في العبادات والمعاملات سوف يكسب النفس الكثير من الطمأنينة والهدوء والانشراح والسعادة والتوكل واليقين .
2 – مراجعة اسباب التوتر والقلق والمخاوف ومعرفة الاسباب فما كان من مشكلة معلقة فالمبادرة بحلها وما كان من علاقات موترة فإما احتواء هذه الشخصية وفهمها ومعرفة مداخلها ومخارجها للقدرة على التعايش معها أو تقليل العلاقة لتجنب الصراع أو الصدام الجالب للتأزم وهنا فرق كبير بين تقليل العلاقة وقطعها .
3 – هناك في حياتنا الكثير من الاشياء الجالبة للخوف أو التوتر أو القلق وهي لا تستحق التوقف عندها كثيراً فهناك توافه وهناك صغائر الامور وما في حكمها فلنعود أنفسنا على
الصمود امام الكثير من هذه المتغيرات العامة او المفاجأة العارضة والحرص الكامل على التوازن النفسي وضبط النفس وحسن إدارة الذات ووضع الاشياء في مواضعها وعدم الانجرار وراء التوافه والصغائر .
4 – هناك انواع من المخاوف الصغيرة تسمى الفوبيا وهي حوالي 360 نوع ولها علاج سلوكي يسير عند المختصين , لكن المهم المبادة بعد التشخيص بالعلاج , ومن اشهرها الخوف من الطائرة أو الاماكن العالية أو الحديث امام الناس أو القطط أو الكلاب و الخوف من الامكان الضيقة مثل المصاعد .

وهناك انواع وهي مخاوف عامة مثل الخوف من المجهول أو الخوف من الفشل أو الخوف من الرفض , ورصد هذه المخاوف ومعرفة أسبابها يسهل السيطرة عليها وتجاوزها عموماً في هذه الباب يؤكد العلماء أن 90 % من المخاوف لا يقع منها شيء , ومن هنا نكون ظلمنا انفسنا حين مكنا هذه المخاوف من السيطرة علينا وتكبيل تحركاتنا ومشاريعنا والسيطرة علينا وهزيمتنا ونحن ولله الحمد أقوى من ذلك .
5 – عندما يزيد التوتر لديك فكر بإجازة قصيرة أو نزهه عابرة أي نشاط رياضي أو ترفيهي لتغيير الاجواء وعودة نمطك المعيشي إلى الوضع الطبيعي .
6 – تعلم فن الاقناع والتأثير وادارة الاختلاف مع الناس وقيادة الناس نحو الهدف بكل رقي وذكاء ولا تؤمن بأن الصوت العالي الجالب للتوتر والانفال هو الحل ( الصوت العالي ضعف وليس قوة )
7 – تخلص من الكثير من الأنشطة أو المشاريع أو الاعمال أو العلاقات أو الأفكار التي تضييع الكثير من وقتك بلا فائدة فأنت عندما تلهث وتسابق الزمن في حياتك اليومية نسيت أن تراجع هذا العمل وتتسأل هل هو مجدي ومهم أم لا ؟
8 – الانسان المركزي عليه الكثير من الضغوط في المنزل أو العمل فهل فكرت بتفويض السلطات والصلاحيات والايمان بالعمل الجماعي وروح الفريق وتحقيق الكثير من الاهداف عن طريق الاخرين وعندها سوف تخف عنك الكثير من الضغوطات .
9 – الايمان بالقضاء والقدر بلسم القلوب فكل ما يأتينا خير وكل ما يغادرنا خير ونحن نفعل الاسباب ونكرر المحاولات ليس إلا والتوفيق بيد الله عندها سوف يقل القلق وتشعر بالرضا .
10 – احرص في ختام يومك على الترويح عن نفسك بعد عناء يوم كامل والخروج من الجو الرسمي للعمل وعش ببساطة وسوف تحس باسترخاء ملحوظ وراحة جيدة .
11 – كن متوازناً بين ابعادك الخمسة الروحي الشخصي العائلي المالي العلاقات ولا تبالغ في أي عمل او مشروع فأنت إنسان ولست مكينة لا ترتاح , واحرص على الهدوء الجالب لحسن القرار وقوة التركيز فالاضطراب وغياب التوازن جالب لكل علة والتوتر داء عضال ينتقل للجميع بما فيهم أحبابك من حولك والذين تخاف عليهم فلا تورثهم هذه الاضطرابات .
12 – لا تكن كتوماً وتعلم البوح والتفريغ ولكن بأسلوب حضاري وليس على شكل قنابل
هنا وهناك , وليكن لك من تفتح له قلبك وتستشيره وتُخرج له ما بخاطرك , فالبوح رياضة النفس والحوار جالب لكل خير , ولا ننسى أنه لا خير في الكتمان والانكفاء على الذات فهو ادعى لزيادة القلق والتوتر وربما المخاوف وعندها تتعقد الأمور .
13 – عالج المشكال التي تحدث أولاً بأول ولا تراكم المشاكل والأعمال أو تهرب منها فتزيد الطين بله , وتعلم النظام والترتيب والانضباط فهو يعزز من صفاء العقل وهدوء النفس وسير الأعمال بكل جودة ويجعل من مخرجاتك أفضل بكثير من حياة الفوضى والتخبط والضياع .
14 – وازن بين طموحك ووقتك , وأحلامك وقدراتك ولا تجعل الحياة تسرقك , واختر ايسر الطرق للوصول إلى مبتغاك وتمتع بالصبر والمرونة وحسن إدارة الوقت واستفد من جميع التجارب الناجحة من حولك وسوف تكون النتائج أفضل بأذن الله .
15 – بعض الحالات في القلق والتوتر والمخاوف تحتاج الى مراجعة متخصص نفسي وهنا اتمنى أن نتجاوز عقدة الطبيب النفسي والخوف منه وهذا الجفاء الذي يكون بيننا وبينه , فهو صديق العائلة ومثلما يمرض البدن ويشفى تمرض النفس وتشفى .

محبرة الحكيم

قتل التوتر والقلق والمخاوف حول العالم ملايين الناس فأغلب مشاكل القلب والشرايين والسرطان والجلطات والقولون العصبي منطلقها بكل أسف مشاكل وظواهر نفسية لم تعالج فكبرت كرة الثلج بكل أسف .