موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
النجاح والاخفاق بين العلم والحكمه
العلم والمهارة ليست حكرا على فئة من البشر والنماذج في حياتنا وعلى مر السنين كثيرة، فكثيرا ما نسمع عن انسان لم يكن لديه شيء وكان يعتبر فاشلا او غبيا او حتى عنده درجة من التأخر العقلي يحدث معه ما يغير كل ما عرف عنه واذا به ذلك الناجح وصاحب المهارة وحتى يحصل على درجة أو مرتبة علمية في مجال أو اكثر اكاديميا أو بالممارسة والخبرة.
والقصص تتكرر عن نجاحات كبيرة يحققها البعض وتم كتابة وتأليف العديد من الكتب تسرد نجاحات بعضهم.
رغم ان لكل انسان تعريفه الخاص عن النجاح وما يعنيه فقد لوحظ ان الذين يحافظون على نجاحهم كثيرا ما يلجأون الى نظام وفلسفة في جميع مجالات حياتهم، كما ان معظمهم لا يتوقف عند النجاح المادي فقط ويحاول ويجاهد للحفاظ على التناغم في جوانب حياتة المختلفة التي لها قيمة لديه.
خلال دراستي لعملية النجاح رأيت ان جميع الناس يمرون بدورة من النجاح في جوانب ومعها اخفاق في جوانب اخرى بغض النظر عن مستواهم العلمي ومدى تمكنهم من المهارات، دائما يوجد ما لا نعمله أو نعلمه.
ويتولد لدى البعض شعور بالعجز والاحباط ويتولد لدى البعض شعور بالتحفيز والتحدي. عندما نظرت الى هذه الحالة بدراسة ومتابعة وجدت ان الحلقة المفقودة دائما لدى من يصاب بالاحباط وشعور العجز ما وصفته بدورة الحكمة.
الحكمة في نجاحاتنا والحكمة في اخفاقاتنا، مفهوم الحكمة اذا تم اسقاطه من المعادلة يعيش الانسان حالة من فراغ القيمة حتى في نجاحاته كما في اخفاقاته.
نظرة كل من هؤلاء الى الآخر والمحرك للسلوك لدى كل منهم ينبع من مدى صلته بما يفعل ومدى التواصل مع سبب وجودهم والمرحلة التي يمرون بها.
الحكيم من يستثمر علم الدنيا ولا يؤسر في الدنيا وعلومها، فالعلم هو أداة والمهارة اداة اخرى والمراجع للتاريخ يدرك كيف تم اكشاف الكثير من العلوم. قبل اكتشاف اي علم لم يكن له اي توظيف او تطبيق بوعي، بمعنى انه لم يكن له وجود في ادراك من لم يكتشفه وحتى عند وجود حاجة مهمة لدى البشر لا تأتي الاكتشافات العلمية فور وجود الاحتياج حتى في علاج الامراض والعلاقات والحرب والسلم.
الحكمة فيها من الخير الكثير وبعض مظاهر الخير تتجلى في فهمنا وادراكنا لما حصل ويحصل ولكن اذا لم نفهم ولم ندرك معنى ما حصل ويحصل، نقع فريسة للأفكار وما تنقله لنا حواسنا ونقيس ذلك بما لدينا من تجارب ومفاهيم قد تكون ايجابية وبناءة او تكون سلبية وهدامة.
والتجاوب مع ما يحصل وحصل في حياتنا سواء بشكل مباشر او في محيطنا أو مستوى العالم يضعنا في موقف القبول أو الرفض لما حصل ويحصل وهنا يقع الخطأ، فالحكيم لا ينظر الى ما حصل ويحصل من باب الرفض او القبول، ولكن ينظر الى الحكمة من وراء ما حصل و ما يحصل في حياته أولا ثم في حياة من حوله والعالم.
قد تظهر مضاهر الحكمة لدى بعض الناس في جانب من جوانب حياتهم العملية أو المهنية أو في العلاقات أو في المواهب ولا تظهر في جوانب اخرى. ويعتمد البشر على الحكيم في النظر في ظروف او احداث لا يستطيعون فهمها وادراك معناها خصوصا اذا صاحبها ألم او شعور سلبي وغير مريح من فقدان عزيز او فشل في عمل أو علاقة أو دراسة. وقد تطلب مساعدة شخص لديه من الحكمة في النظر الى امر ما، ثم لا تطلب مساعدته في النظر الى امر آخر.
احيانا يكون لدينا القدرة على معرفة من لديه حكمة في النظر الى العديد من الأمور، ثم يصعب علينا رؤية ما لدينا من حكمة ذاتية في بعض الامور.
الحكيم يوظف ويستخدم ويستثمر كل ما حصل ويحصل في سبيل غاية عالية وفي وقت قياسي بحساب الآخرين.
عندما يحدث مع الحكيم ما يسميه الآخرون فشل في ناحية من نواحي حياته فإنه يصبح اقوى فورا وبشكل مباشر حتى بعد مرض أو فقر.
الحكيم لديه ملكة الصبر لما لديه من الحكمة، وكل البشر في الارض معرضون للخطأ والزلل والفشل، فمنهم من يستسلم ويفقد نعمة الصبر بما غفل عن الحكمة ومنهم من يستمر ويصعد عاليا.
فالحكيم يدرك انه لا يوجد خطأ دائم وفشل دائم طالما لدى الانسان بقية حياة وعقل، فلا يستطيع ان يضيع ما بقي لديه و يعلق بالخطأ والفشل، وهذا يردنا الى ما تحدثنا به سابقا بكيفية النظر لما حصل ويحصل معنا ومع غيرنا من البشر.
المفضلات