عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 30
سرعة البديهة
سرعة البديهة (التدرب عليها - وتعلمها)
مؤخرا وقع بين يدي كتاب بعنوان ( مهارة سرعة البديهة) للكاتب/ عبد القادر الشيخلي، صادر عن مؤسسة اليمامة بالرياض.
ونظرا لما وجدته في الكتاب من جمال وحلاوة .. وفائدة رأيت أن ألخص لكم مقتطفات مفيدة تحت عنوان التدرب والتدريب على سرعة البديهة .
فتفضلوا .. للفائدة والمتعة...
============================
سرعة البديهة: يعرفها الكاتب بأنها:
(مظهر رئيسي من مظاهر ذكاء الفرد، وهي ميزة جوهرية من مزايا الشخصية الإنسانية الجذابة أو الناجحة في الحياة الاجتماعية.
وعرفت لغويا: حاضر البديهة: سريع الرد عند المفاجأة .
وقالوا: البديهة هي الجواب الحاضر.
وهي ليست إجابة فورية فقط، بل هي إجابة دقيقة تنم عن حكمة فريدة نادرة
****
التدرب والتدريب على سرعة البديهة
إذا درب المرءُ نفسه فهذا هو التدريب، أما إذا دربه مدرب متخصص ضمن برنامج تدريبي فهذا هو التدرب، إذاً حالة القارئ الآن هي التدريب ، أي يعتمد على نفسه في إتقان مهارة أداء البديهة بسرعة ملحوظة.
وتتطلب سرعة البديهة: سرعة في التفكير، والربط بين الموقف وما يجب قوله، واختيار البديهة المناسبة. وكل ذلك يتم في ثوان معدودات، وهو أمر يتوفر بالتمرين أو التدريب، ويجد الفرد نفسه فيما بعد طالما كان جاداً في مسعاه، أنه تمكن من تحسين قدراته في إطلاق البديهات المناسبة دون عناء كبير في التفكير والتحليل والربط والاختيار.
ومن هذا يتبين بجلاء ووضوح بأن من يحوز على هذه المهارة يتصف بحسن التركيز العقلي وشدة الانتباه وتناغم الأفكار كما يتصف بالقدرة على استرجاع المعلومة المخزونة بسرعة بينما نقيضه يتصف بشرود الذهن وتشويش الأفكار كما يتصف بالبطء في الإجابة الصحيحة أو ضعف القدرة على استرجاع المعلومات.
المتطلبات
في ضوء هذا التحليل يتضح لنا جميعاً أن متطلبات البديهة هي:
1- الاستعداد العقلي: ويتمثل ذلك في الذاكرة أو التذكر.
2- الاستعداد اللغوي: ويتمثل ذلك في خزين من المعلومات التي أطلع عليها الفرد واستوعبها وخزنها في عقله.
3- الاستعداد النفسي، ويتمثل ذلك في الثقة بالنفس والتصميم الصادق على حيازة هذه المهارة وتنميتها باطراد.
الاستخدام الفعال للعقل
في ضوء هذا الإدراك المعرفي، يتبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه القدرة متعلقة بعنصر الإدراك العقلي وخصوصاً الذكاء، فهي تتصل بالاستخدام الرشيد والفعال للعقل، وجدير بالذكر، أن هذه المهارة تتفاوت كماً ونوعاً بتفاوت مستوى ذكاء الفرد، فهناك أقوال تدل على بديها تقليدية مستقرة، كالربط بين القول ومثل شعبي أو حكمة اجتماعية سواء كانت نثراً أو شعراً.
بديهة العباقرة
وهناك أقوال من قبيل الذكاء الألمعي أو الخارق كالبديهيات التي تتضمن القياس، أو السجع أو الطباق، وبعضها يجمع بين البلاغة اللفظية والتلاعب بالألفاظ. إن التفاوت بين البديهات العادية والألمعية يكشف عن تفاوت بين درجات الذكاء العادي والمتوسط والعالي والأخير هو ذكاء العباقرة أو النوابغ وهم الموهوبون عقلياً بدرجة كبيرة. ومن الضروري بيان سرعة البديهة في التراث العربي.
ولا شك أن سرعة البديهة هي القدرة اللفظية لمواجهة مواقف الحياة والمجتمع ويتمثل ذلك بالنطق بالجواب المناسب في الموقف المناسب في الوقت المناسب. فكيف يتعلم المرء سرعة البديهة ؟
الموضوع يتعلق أساساً بالذكاء، فمن كان على درجة عالية منه يجد نفسه سريع البديهة دون أن يفقه لماذا أصبح هكذا، ومن كان على ذكاء متوسط يجد أن قدراته في إطلاق البديهات متوسطة هي الأخرى، أما من كان معدوم الذكاء فإنه يكون محروماً من هذه النعمة.
المفضلات