عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
التغلب على التسويف والمماطلة
الموضوع بدأ لما كنت بتكلم مع عميل وحبيت استخدم معاه تأثير الباركنسون ، ومن غير ماندخل ف تعقيدات لغوية خليني اقولك فكرته من خلال قصتي مع العميل ، العميل بتاعي كان شخص عادي عنده 40 سنة تقريبا وكان عنده مشكلة مع قلة الاستيعاب وعدم التركيز وف نفس الوقت كان بيقاوم التنويم وفكرته، وعادة هتلاقيني ف اي محاضرة ليا انا نفسي بقاوم التنويم ، لان ” مقاومة المقاومة احلال ” بس بغض النظر عن القانون الاخير ، بدات معاه بتقنيات مختلفة من تقنيات التاثير الضمني .. زي براعة الفم وتغيير الاعتقادات والتجزئة لأعلى ولأسفل والاصرار والتسلل والتأطير وكل ده بتستخدمه مش لاي سبب غير انك تخلي الشخص قدامك كائن تقدر تقوله اي حاجة ويصدقها ..
الباركنسون الي عملته كان ضمني من خلال سؤال سالته ، لما مسكت موبايل وقولتله الموبايل ده لو انا معايا ليستة فيها 1000 رقم واسم ، والطبيعي ان الواحد يقدر يدخلهم براحته ف خلال 4 ساعات ، وجيت طلبت منك انت ده ، هتقدر تنهى المهمة ف اد ايه ؟ فكر شوية وقعد يحسبها ف دماغه لحد ماستنتج انه يقدر يخلصهم ف 8 ساعات (وده لانه عنده مشكلة كبيرة مع التركيز والاستيعاب) قولتله تمام ، وطلبت منه اول يوم انه يروح البيت وبعتله ايميل فيه 800 بريد اليكتروني ، وقولتله عايزك تبدأ اول ماتشوف الرسالة ديه تحط الايميلات على الموبايل بتاعك ، هما بياخدوا 4 ساعات ، شوف هتخلصهم ف اد ايه ..
بعت الايميل واتصلت بيه علشان يشوفه ، بعد 6 ساعات اتصل بيا وقالي انا خلصتهم ، وكان باين من صوته انه تعبان ومتضايق لانه خد وقت اطول بكتير من الطبيعي ، ساعتين كاملين ، وكانه بيأكدلي انه عنده مشكلة ف التركيز ، ساعتها قولتله انت خلصتهم ف 6 ساعات بس الغريب انهم بياخدوا على الاقل 12 ساعة من حد مركز جدا ومفيش حاجة ف ايده غيرهم (وده لاني عملت الموضوع ده قبل كده) !!
كانت صدمة بالنسبة له لما عرف انه عمل ده ف وقت قياسي ، ومش كده وبس ، انا كمان قولتله على سر اسمه الزيجارنيك ، الي خلاه ينتهي تماما من اي مشكلة كانت بتتعلق زمان بالتسويف والمماطلة ، الباركينسون هو بحث نتيجته انك لو جيبت اي حد وطلبت منه يعمل اي مهمة ف وقت معين اسبوع مثلا وقولتله ان الموضوع بياخد 3 ايام بس انت هتديله اسبوع ، هيخلصه فعلا ف اسبوع ولو اتاخر هيبقى اسبوع ويوم ، بس النقطة ان المهمة ديه انت عارف انها بتخلص على الاقل ف شهر .
لكن الشخص مش عارف ، وفيه قصة ممكن تكون سمعتها عن الطالب الي نام ف خلال محاضرة رياضيات ولما صحي لقى مسالتين مكتوبين عالحيطة ، ساعتها نقلهم وكان ف دماغه ان المدرس طلب منهم يحلوها .. كتبهم وخدهم معاه البيت وقعدت يومين يدورلهم على حل ، حل مسألة والتانية مقدرش ، لما رجع تاني المدرسة قابل المدرس وقاله انا عملت الواجب الي كان عليا ، قاله واجب ايه ؟ وراله ساعتها المسالة والحل بالكامل ، المدرس قاله انا لما كتبت المسالتين دول عالبورد كنت ساعتها بقول لزمايلك ان دول اعقد مسالتين العلماء احتاروا ف حلهم وملهومش اجابة !
لكن برضه الطالب ده مكنش عارف ، فاتصرف على اساس ان ليهم حل ، فلقى حل ليهم بجد .
كتير بيكلموني على فكرة ان حد مش قادر يذاكر او مش طايق المذاكرة ومش بيحب الي بيعمله ولازم يركز بس مش عارف ، الجزء الي فات من المقالة كان تمهيد بحاول فيه اقنعك ان اين كانت المشكلة ، عادة مابتكون ف دماغك انت ، مش ف الورق ولا ف الدنيا ، بتبقى موجودة جواك بس انت مستني طول الوقت ان حد يحلفلك انك تقدر تحلها وانها اتعملت قبل كده ، ف الخمسينات كان فيه اعتقاد سائد ان محدش يقدر يجري مسافة رقم معين من الاميال ف اقل من 4 دقايق والا قلبه هينفجر ، ولما واحد عملها لحقوه 17 واحد غيره ف نفس السنة وعملوه وكسروا الاعتقاد ، دايما طول الوقت بنبقى محتاجين حد يقود ويعمل حاجة احنا مش مؤمنين بيها ساعتها احنا بنشوفه وف لحظة بتقوى عزيمتنا ناحية الحاجة ديه لمجرد اننا شوفناه عملها قبل كده .
كام واحد ف بداية الثورة كان خايف ينزل وكان بيعارض الثورة ، لكن لما سمع عن الي بيحصل وان فيه ناس اده ماتت ، اد ايه دا كان حافز لناس كتير انها تنزل ، وده قانون ملخصه “ان زي ما اكس عمل واي ، انا كمان اقدر اعمل واي”
من النقطة ديه هقوم نبذة عن “بلوما زيجارنيك” ، عالمة نفس روسية اكتشفت ان تاثير الزيجارنيك الي اتسمى على اسمها وملخصه “الشخص بيركز ف الحاجة الي بتحصل قدامه ولما بتخلص بينسى كل حاجة مرتبطة بيها” يمكن تعارضني لو بتحب المعارضة بس خليني اسالك لو محصلكش ابدا انك خرجت من امتحان وانت ناسي كل حاجة مرتبطة بالمادة الي انت كنت لسة بتحل فيها ! ديه طبيعة جوانا ، لما العملية بتخلص بتبدأ الدنيا تهدى وبيبدأ تاثيرها يختفي .
الي اكتشفته لما كانت ف مطعم ان الجارسونات بيفتكروا الطلبات الي لسة متقدمتش للزباين ، بس اول ماتتقدم ويتدفع تمنها ، الجرسونات مش بيبقى عندهم اي فكرة عن الزباين دول كانوا طالبين ايه .
عمليا العقل مبينساش الا الملفات المقفولة ، لكن الملفات المفتوحة جواه بيفتكرها اكتر من اي حاجة تانية ، علشان كده هقولك على سر ، لو عندك مشكلة مع حد كنت بتحبه وسابك لاي سبب ، اقعد مع نفسك وفكر ف كل الاسباب الي تخليك تنسى الشخص ده واقنع نفسك بان ده كان الحل الامثل وان ده كويس ليك وان الشخص ده انتهى من حياتك .. ممكن كمان تسال الشخص لو فيه اي فرصة انكوا ترجعوا تاني وتسمعه بنفسك بيقولك لأ علشان تقنع عقلك اكتر ، وتحط قدامك كل الاسباب الي تخليك تتاكد ان مينفعش يكون فيه فرصة تانية بينك وبينه، مجرد انك تقفل ملف عقلي مرتبط بشخص ده هيخليك تنسى الملف لكن كل ما الملف مفتوح فهيبدأ يسرب مشاعر واحاسيس وذكريات الخ ..
وده كان سبب ان الجارسونات بينسوا الطلبات لما بتتقدم ، ان الطلب لما بينزل بيخلص وبيركزوا على الطلبات الي لسة متقدمتش للزباين ، نفس الموضوع بيحصلنا كلنا لأي حاجة بنبدأ بس نشد اول خيط منها فنلاقي نفسنا بنشد الباقي ..
عارفين الكليفهانجر؟ الكليفهانجر ده اداة درامية بيستخدموها بعض الكتاب ف كتابتهم ، او المسلسلات مثلا لما ييجي ف اخر المسلسل ويعمل مفجأة جديدة فده هيخليك تستنى المسلسل يوميا علشان تعرف ايه الي هيحصل بعد كده . نفس الفكرة ان الكاتب بيفتح ف عقلك ملف جديد علشان يتخزن ف دماغك ويخليك دايما مستني تعرف نهايته
الزايجارنيك ايفكت نستخدمه ف التنويم الضمني والتاثير من خلال القصص والدواير المزروعة ، وفيها انت كراجل ممارس للتاثير النفسي بالتنويم الضمني بتتعلم تستخدم الباركينسون والزيجارنيك ايفكت من خلال القصص الي بتقولها للشخص وانت بتكلمه وكل القصص مش منتهية بس ده كافي انك تحصل على انتباه غير عادي يؤهلك انك تزرع اي فكرة لعقل الشخص الي قدامك وانت عارف تماما ومتاكد ان عقله عايز منك اي حاجة وهيقبلها فورا لانك حطيته ف الحالة ديه ، طبعا الموضوع كبير وبيتقال ف وقت اطول وتمارين لاستخدامه وده بيحصل ف دبلومات حية ، بس المهم انك تكون عندك فكرة عن الموضوع .
علشان تطبق الزيجارنيك ايفكت على نفسك ، كل الي انت محتاج تعمله انك تعرف ايه الي انت عايز تعمله ومتاخر عنه او كسلان تعمله ، واول حاجة تعملها انك تنسى كلام بريان تريسي لما قال “ابدا بالاهم ولو كان صعبا” وابدا باي حاجة ولو كانت مش مرتبطة بنسبة مية ف المية من الموضوع الي انت مكسل تعمله .
هتكتشف ان عقلك لو خد اول جزء من الخيط بيخليك تشد الباقي جزء جزء ، فلو هتعمل حاجة بسيطة جدا من التقرير الي المفروض تكتبه مثلا ولو حتى انك تنسق الصفحة ، هتلاقي نفسك كتبت العنوان وشوية شوية هتكتب اول قطعة نص منه بالوعي بتاعك هتقول “بس الحتة ديه واكمل وقت تاني ” لكن اللاواعي مبيهرجش ومش هيقدر ، هتكتشف ان كلمة جرت كلمة وسطر جر سطر وتقدر تخلص الي ف ايدك ف لحظتها .
بس ده ليه قوانين ، منها ان المهمة الي انت مكسل عنها انت تكون عارف اهميتها ، وف نفس الوقت تكون عايزها . مش تكون حاجة مش مرتبطة بيك ومش فارقة معاك .
الطريقة ديه استخدمتها مع اخت كانت بتتكلم معايا على الانترنت عن الماجسيتير بتاعها ، وقولتلها على الخطوات ديه ويوم 18 ديسمبر الي فات خدت الماجسيتير رسميا بعد ماكانت فاقدة الامل انها تكمله ف اي وقت ، ديه قوة الباركينسون والزايجارنيك ايفكت ، ديه قوة العقل ، ديه قوتك انت .
ابدأ بحاجة بسيطة جدا ، وهتلاقي عقلك بيقوم بالباقي
الباركنسون والزايجارنيك والمقاومة من التقنيات النفسية الخاصة بالتنويم الايحائي المتقدم (التنويم الضمني) .. ف دبلومة التنويم الضمني بشرح الباركنسون والزايجارنيك والمتقدم بشرحهم كلهم .
المفضلات