عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
زوجي لا يحبني...
تقول زوجة:
لقد أصبحت حياتي الزوجية، غاية في الحزن والاكتئاب، فزوجي تغير كثيرًا عن زي قبل، ففي أول حياتنا الزوجية كانت السعادة تغمرنا، وكان الحب والعشق عامر بيننا، ولكن الآن وبعد ثلاث سنوات من الزواج، تغيرت طباع زوجي وأصبح حاد المزاج، كثير الغضب، لم يعد يجلس معي لنتسامر كما كنا من قبل، بمجرد أن يدخل من البيت من عمله، نجلس لنتناول طعام الغداء ثم يذهب لينام قليلًا، وبعدها يصحو من نومه ليعاود النزول مرة أخرى، ولا أراه ثانية إلا في الساعة الواحدة ليلًا، أريد حلًا لمشكلتي، فإني أخاف أن يأتي اليوم الذي يفرق الشيطان فيه بيننا وتكون نهاية بيتنا الزوجي.
تحليل شخصية الرجل:
إن الزوج له طبيعة خاصة، ولابد لأي زوجة تريد أن تكسب قلب زوجها أن تتعرف على صفات الزوج وطباعه، وماذا يحب وماذا يكره؟ وبذلك تستطيع أي زوجة أن تكسب زوجها مهما كانت المشاكل التي تحدث في الحياة الزوجية.
كما لابد أن تعلم الزوجة أن المشاكل واختلاف الآراء في الحياة الزوجية، هو أمر طبيعي، ولكن تكمن الحنكة في الزوجة ألا تجعل هذه المشاكل تكبر وتأخذ أكبر من حجمها.
فتعالي الآن أختي الزوجة للتعرف على أهم ما يميز شخصية الرجل وماذا يحب؟ وماذا يكره؟
1. صمت الرجل:
من الصعوبات التي قد تواجهها المرأة عند عودة زوجها إلى البيت هو رغبته في الصمت، حيث يصعب عليها تفسير هذا الموقف ومعناه، فصمت الرجل من أكثر ما تخطئ المرأة في ترجمته وتفسيره، فالنساء يسئن تفسير صمت الرجال.
إن الزوجة قد تفاجأ بأن زوجها توقف عن الكلام، وهذه الحالة غريبة عن طبع المرأة، ولهذا فقد تظن المرأة لأول وهلة أن الرجل شارد الذهن لم يسمع ما تقول له، ولذلك فهو لا يتكلم.
والرجل يتعامل مع المعلومات بشكل مختلف، فقبل أن يتكلم أو يبدي استجابة لموقف معين، فإنه أولًا يفكر بصمت في الأمر الذي أمامه ليتوصل بنفسه إلى الجواب أو التصرف الصحيح، وقد تأخذ عميلة التفكير الصامت هذه من دقائق إلى ساعات، يدخل الرجل فيها صمته بهدوء، وهذا بالطبع يشغل المرأة كثيرًا؛ لأنها بطبيعتها تتكلم إذا كان ثمَّة أمر أو مشكلة، فلماذا هو صامت لا يتكلم؟
على الزوجة أن تتعلم تفسير صمت زوجها، وأنه عندما لا يتكلم فكأنه يقول لها: لا أدري الآن ماذا أقول؟ إلا أنني أفكر في الأمر.
تفسير الصمت:
لكن الزوجة تفسِّر صمت زوجها وكأنه يقول لها: إنني لا أتكلم معكِ لأني غير مهتم ولا أبالي، إن كلامكِ ليس بهام ولذلك فأنا أتجاهلكِ.
وبالتالي هي تسيء تفسير صمت زوجها، وتبدأ تتخيل الأسوأ: إنه يكرهني إنه لا يحبني، إنه يتصور أنني لن أُعِنْه إذا تحدث.
لماذا كل هذه التفسيرات الخاطئة؟
لأن الوقت الوحيد تقريبًا الذي تصمت فيه المرأة (هو عندما يكون ما تريد قوله جارحًا أو مؤلمًا، أو عندما لا ترغب بالكلام لأنها لم تعد تثق بمن تحدثه وتريد الإعراض عنه، فلا غرابة إذًا أن تشعر بعدم الأمن عندما يمتنع الرجل عن الكلام) [الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، د.جون جراي، ص(11)، بتصرف].
وعلى المرأة أن تتفهم طبيعة الرجل إذا أرادت أن تكون صلتها به إيجابية وهادئة.
وفي حالة صمت الزوج تكون الزوجة منزعجة، وتشعر أن عليها أن تحيط به وتخفف عنه وتخرجه من صمته، وهكذا هي عندما تكون منزعجة، فإنها تحب أن يكون حولها من يكلمها ويرعاها.
وتعتقد خطأ أنها إذا أخذت تطرح على زوجها الأسئلة وتحاول الاستماع إليه، فإنها ستعينه على الخروج مما هو فيه، إلا أن هذا الأسلوب يزيد انزعاج الزوج أكثر، وبالرغم من قصدها الطيب، إلا أن الأسلوب غير سليم، ونتائجه تأتي معاكسة لما تريد تحقيقه.
2.طبيعة عقل الرجل:
إن فعقل الرجل شديد التخصيص، ويعمد إلى استخدام جزء محدد من أحد الجزئين لأداء المهمة، وهذا الاختلاف العصبي يسمح للرجال بالتركيز لفترات زمنية طويلة.
ويفضل الرجال فعل شيء واحد في المرة الواحدة، وعندما يتعرض للضغط من السهل أن ينسى شريكته واحتياجاتها، فيلجأ إلى الهدوء والاستكانة، فمثلًا إذا كان يفكر في كيفية حصوله على ترقية ما؛ فإنه ينسى أن يشتري اللبن في طريق عودته إلى المنزل.
3. المساندة والمؤازرة:
من الأشياء التي يحبها الزوج في زوجته، أن تقدره وتسانده، وتشعره أنها واقفة بجانبه في جميع الأوقات والأحوال، وللمساندة عدة أشكال:
ـ المساندة بالمال:
إن الزوجة التي تعمل وله راتب خاص بها، من الواجب عليها أن تساند زوجها بمالها، وتساعده إذا تعرض لضائقة مالية، فنحن نتفق على أن الزوج مسئول عن زوجته ينفق عليها ويرعاها ويهتم بحاجاتها، ولكن في بعض الأحيان يكون الراتب الذي يحصل عليه الزوج قد لا يكفي في تغطية احتياجات المنزل خاصة إذا كان هناك أولاد ومصاريف مدارسهم واحتياجتهم، فهنا لا ينبغي للزوجة أن تضغط على زوجها، بل عليها أن تعرف أن مسئولية البيت هي مسئولية مشتركة بينها وبين زوجها، فالاثنان يساندان بعضهما البعض.
إن الراتب حق من حقوق الزوجة، وقد أوجب الشرع على الزوج النفقة الكاملة لزوجته في حالة وجودها في بيتها بدون عمل، ومع خروج الزوجة للعمل فحتمًا سيتأثر الزوج بغياب الزوجة عن البيت فترة عملها؛ مما ينعكس على تعاملها معه ومستوى توفير الخدمة له، وأيضًا ينعكس على تربية أولادها، ويمكنها أن تعوض هذا الجانب بالمشاركة المادية والاهتمام بزوجها عند وجوده بالمنزل.
إن تعاون الزوجة مع زوجها في الإنفاق موجود في الشرع والعرف أيضًا، وإليكِ هذه القصة: عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن)، قالت: فرجعت إلى عبد الله فقلت: إنك رجل خفيف ذات اليد، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله، فإن كان ذلك يجزي عني وإلا صرفتها إلى غيركم، قالت: فقال لي عبد الله: بل ائتيه أنت.
قالت: فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة، فقالت: فخرج علينا بلال، فقلنا له: ائتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما، ولا تخبره من نحن.
قالت: فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من هما؟)، فقال: امرأة من الأنصار وزينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي الزيانب؟)، قال: امرأة عبد الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لهما أجران؛ أجر القرابة وأجر الصدقة) [رواه البخاري].
ـ المساندة بإعطاء الثقة:
أن تثق المرأة بالرجل يعني أنها تؤمن بأنه يفعل ما بوسعه، وأنه يريد الأفضل لزوجته، فهو يجتهد وهي تثق باجتهاده، وعندما تثق المرأة باجتهادات زوجها وقدراته ونواياه؛ فيكون رد فعل الزوج أن يحبها، وبالتالي فهو يبدي الاهتمام بمشاعرها تلقائيًّا.
إن من المهم جدًّا أن تعمل الزوجة على تعزيز إيمان زوجها بقدراته الخاصة، فتكرر على مسامعه عبارات مثل: (أنا أعلم أنك قادر على فعل كذا، ثقتي بك كبيرة جدًّا، أنا أعلم أنك قادر على اجتياز ما هو أصعب من ذلك، سنرى ـ إن شاء الله ـ كيف سننجح في فعل ذلك ...)، وغيرها من عبارات الثقة.
عزيزتي الزوجة: تذكري أن (في أعماق كل رجل يوجد فارس في درع لامع، وهذا الفارس يريد أكثر من أي شيء أن ينجح في خدمة وحماية المرأة التي يحبها، وحين يشعر أنها تثق به؛ فإنه يصبح أكثر رعاية لها، أما حين لا يشعر بهذه الثقة من حبيبته؛ فإنه يفقد بعضًا من حيويته وطاقته، بل ربما توقف عن هذه الرعاية بعد ذلك) [الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، د.جون جراي، ص(38)].
وأخيرًا:
إن كلامنا لم ينته بعد أختي الزوجة حول الوصول لقلب الزوج، فلا زال في الحديث بقية بإذن الله، ولن نودعكِ قبل أن أوضح لكِ ورقة عمل تفعليها مع زوجك هذا الأسبوع:
ـ أريدكِ الآن أول ما تري زوجك أن تذهبي وتضعي يدكِ على كتفه وتحضنيه، ثم تطبعي قبلة صغيرة على خده وتقولي بصوت رقيق: "ربنا يعينك ويوفقك، فأنت تتعب كثيرًا من أجلنا".
ـ قدمي لزوجك كلمات التشجيع، والثقة مثل: "أنا واثقة بك".
ـ لا تفرضي على زوجك القيام بشيء معين، فالرجل لا يحب من يملي عليه شيء،(فالرجال يمتعضون من أي تلميح يشير إلى أن زوجاتهم يحاولن أن يفرضن عليهم القيام بأي شيء)
المفضلات