إن كنت ستصبح مدركاً لواحدة فقط من آليات العقل فإن أهم ما يمكن أن تعرفه من هذه الآليات يتمثل في العلاقة بين تفكيرك والطريقة التي تشعر بها.
من المهم أن تدرك أنك تفكر بشكل دائم. ولا ننخدع بالاعتقاد بأن تدرك هذه الحقيقة بالفعل! فكر لدقيقة في تنفسك. وحتى هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذه الجملة, تكون قد أغفلت حقيقة قيامك بذلك. وحقيقة الأمر, ما لم يتوقف تنفسك, فإنك ببساطة تنسى أنه يحدث.
إن التفكير يعمل بنفس الطريقة. فلأنك تقوم به طوال الوقت, يسهل عليك نسيان قيامك به, ويصبح من الأمور التي لا تراها. ومع ذلك وعلى عكس التنفس, فإن نسيان أنك تفكر قد يسبب لك بعض المشكلات الخطيرة في حياتك, مثل التعاسة والغضب والصراع الداخلي والتوتر. والسبب وراء صحة ذلك يكمن في أن تفكيرك سيعود أدراجه إليك في صورة شعور, هناك علاقة تلازم بينهما.
حاول أن تشعر بالغضب أولاً دون أن تساورك أفكار غاضبة!
حسناً، والآن الشعور بالتوتر دون أن تساورك أفكار باعثة على التوتر- أو الشعور بالحزن دون أفكار باعثة عليه- أو الغيرة دون مشاعر باعثة عليها. إن ذلك لن يكون بمقدورك- فهو أمر مستحيل. وحقيقة الأمر هي، كي تتعرض لشعور ما، يجب أولاً تساورك أفكار تؤدي إلى هذا الشعور.
إن التعاسة لم ولن ينبغي لها أن توجد بنفسها. فالتعاسة هي الشعور الذي يصاحب الأفكار السلبية عن حياتك. وفي غياب هذا التفكير، فإن التعاسة والغيرة والتوتر لا يمكن أن يكتب لها وجود. فلا شيء يؤدي إلى إيجاد مشاعرك السلبية سوى أفكارك أنت. في المرة القادمة التي تشعر فيها بالضيق-لا حظ ما يساورك من أفكار- ستكون أفكاراً سلبية. وذكر نفسك بأن تفكيرك، وليس حياتك، هو السلبي. إن هذا الإدراك سيكون الخطوة الأولى لوضعك مرة ثانية على طريق السعادة. إن ذلك يتطلب التمرن عليه، ولكن يمكنك أن تصل إلى النقطة التي تتخلص فيها من التفكير السلبي بنفس الطريقة التي تتخلص بها من الذباب في نزهة خلوية: حيث تهشهم وتستكمل نزهتك.