لا تدخر كلماتك الرقيقة و المحبة الموجودة فى قلبك لأصدقائك ، لا تحفظها فى نفسك و تظل حزين لعدم قدرتك على البوح بما تشعر به ، لا تدخرها إلى أن يصبحوا فى عالم الأموات و تكتبها على قبورهم ، صحيح أنه من الرائع أن تقول كل خير على أناس ماتوا و فارقوا الحياة و لكن الأروع أن تقولها لهم الآن و هم أحياء .

فكم من الأشخاص تحبهم و لم تعبر لهم عن هذا الحب ، و تتمنى لو يعرفوا مقدار المحبة الموجودة لهم فى قلبك و لا تعرف ماذا تفعل .
و كم من الأشخاص كان لهم دور إيجابى فى حياتك ، بل ربما كانوا نفطة تحول فيها ، و تمنيت لو قدمت لهم الدنيا بما فيها ، و لكنك لم تشكرهم حتى على ما فعلوه .

فهيا اذهب الآن و اخبر من تحب أنك تحبه ، و اشكر من ساعدك على صنيعه الطيب ، و وقتها ستشعر براحة كبيرة ، و سعادة ليس لها حدود لأنك قلت ما تشعر به ، و عبرت عما بداخلك ، أما عن الطرف الآخر فسيكون سعيدًا جدًا لوجود هذه المشاعر الطيبة تجاهه و بالتأكيد سيبادلك هذه المشاعر .

و لا تعتقد أنك مادمت تحب شخصًا و تحمل له مشاعر طيبة ، فإن هذه المشاعر ما تلبث أن تعلن عن نفسها بنفسها ، و أن الشخص الآخر إن لم يرها فهو مخطئ و لا يقدر قيمة مشاعرنا الجميلة .

و قد أتى رجل للرسول صلى الله عليه و سلم و أخبره أنه يحب صاحبه فسأله النبى : هل أخبرته (أى هل قلت له أنك تحبه) فقال الرجل : لا . فقال النبى : إذن إذهب و قل له أنك تحبه . ثم التفت إلى أصحابه و قال : " إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره "

فلا تتعلل بأن الآخر يعرف حقيقة مشاعرك فصدق من قال : إن قلوبنا كقارورة عطر مغلقة ، لن نستطيع أن نشم شذاها و نستمتع بها إلا إذا فتحناها و تنسمنا من عبقها .

لذا تشجع و افتح قلبك و قلها و لا تتردد .

و عندما تتحدث مع الناس و خصوصًا أصدقاؤك و أفراد أسرتك تحدث معهم بلطف و هدوء ، لا تتركهم إلا و أنت تارك بصمة طيبة فى نفوسهم تجعلهم يتمنون لو يجلسون معك دائمًا .

فلا تترك أحدًا غاضبًا منك ، و لا تترك مشكلة قيد الانتظار ، و لكن اجعل الصفاء يسود علاقتك بالناس فلا تشوبها شائبة ، فتجد الهدوء أينما كنت .

من الممكن أن تجد صعوبة فى البداية و لكن بعد ذلك ستعتاد و ستد أن حياتك أصبحت أكثر هدوءًا .

فهيا اذهب الآن و عبر عن حبك ، و اشكر من تريد ، و صالح من أغضبت ، و سوف تجد الراحة و الهدوء يحتلان قلبك .