العلم والمهارة ليست حكرا على فئة من البشر والنماذج في حياتنا وعلى مر السنين كثيرة، فكثيرا مانسمع عن انسان لم يكن لديه شيء وكان يعتبر فاشلا او غبيا او حتى عنده درجة من التأخر العقلي يحدث معه ما يغير كل ما عرف عنه واذا به ذلك الناجح وصاحب المهارة وحتى يحصل على درجة أو مرتبة علمية في مجال أو اكثر اكاديميا أو بالممارسة والخبرة.
والقصص تتكرر عن نجاحات كبيرة يحققها البعض وتم كتابة وتأليف العديد من الكتب تسرد نجاحات بعضهم.
رغم ان لكل انسان تعريفه الخاص عن النجاح وما يعنيه فقد لوحظ ان الذين يحافظون على نجاحهم كثيرا ما يلجأون الى نظام وفلسفة في جميع مجالات حياتهم، كما ان معظمهم لا يتوقف عند النجاحالمادي فقط ويحاول ويجاهد للحفاظ على التناغم في جوانب حياتة المختلفة التي لها قيمة لديه.
خلال دراستي لعملية النجاح رأيت ان جميع الناس يمرون بدورة من النجاح في جوانب ومعها اخفاق في جوانب اخرى بغض النظر عن مستواهم العلمي ومدى تمكنهم من المهارات، دائما يوجد ما لا نعمله أو نعلمه.
ويتولد لدى البعض شعور بالعجز والاحباط ويتولد لدى البعض شعور بالتحفيز والتحدي. عندما نظرت الى هذه الحالة بدراسة ومتابعة وجدت ان الحلقة المفقودة دائما لدى من يصاب بالاحباط وشعورالعجز ما وصفته بدورة الحكمة.
الحكمة في نجاحاتنا والحكمة في اخفاقاتنا، مفهوم الحكمة اذا تم اسقاطه من المعادلة يعيش الانسان حالة من فراغ القيمة حتى في نجاحاته كما في اخفاقاته.
جهل معلومات معرفة ادراك علم حكمة
نظرة كل من هؤلاءالى الآخر والمحرك للسلوك لدى كل منهم ينبع من مدى صلته بما يفعل ومدى التواصل مع سبب وجودهم والمرحلة التي يمرون بها.
الحكيم من يستثمرعلم الدنيا ولا يؤسر في الدنيا وعلومها، فالعلم هو أداة والمهارة اداة اخرىوالمراجع للتاريخ يدرك كيف تم اكشاف الكثير من العلوم. قبل اكتشاف اي علم لم يكن له اي توظيف او تطبيق بوعي، بمعنى انه لم يكن له وجود في ادراك من لم يكتشفه وحتى عند وجود حاجة مهمة لدى البشر لا تأتي الاكتسافات العلمية فور وجود الاحتياج حتىفي علاج الامراض والعلاقات والحرب والسلم.
الحكمة فيها من الخير الكثير وبعض مظاهر الخير تتجلى في فهمنا وادراكنا لما حصل ويحصل ولكن اذا لم نفهم ولم ندرك معنى ما حصل ويحصل، نقع فريسة للأفكار وما تنقله لنا حواسنا ونقيس ذلك بما لدينا من تجارب ومفاهيم قد تكون ايجابية وبناءة او تكون سلبية وهدامة.
والتجاوب مع مايحصل وحصل في حياتنا سواء بشكل مباشر او في محيطنا أو مستوى العالم يضعنا في موقفا لقبول أو الرفض لما حصل ويحصل وهنا يقع الخطأ، فالحكيم لا ينظر الى ما حصل ويحصل من باب الرفض او القبول، ولكن ينظر الى الحكمة من وراء ما حصل و ما يحصل في حياتهأ ولا ثم في حياة من حوله والعالم.
قد تظهر مضاهرالحكمة لدى بعض الناس في جانب من جوانب حياتهم العملية أو المهنية أو في العلاقات أو في المواهب ولا تظهر في جوانب اخرى. ويعتمد البشر على الحكيم في النظر في ظروفا و احداث لا يستطيعون فهمها وادراك معناها خصوصا اذا صاحبها ألم او شعور سلبي وغيرمريح من فقدان عزيز او فشل في عمل أو علاقة أو دراسة. وقد تطلب مساعدة شخص لديه من الحكمة في النظر الى امر ما، ثم لا تطلب مساعدته في النظر الى امر آخر.
احيانا يكون لدينا القدرة على معرفة من لديه حكمة في النظر الى العديد من الأمور، ثم يصعب علينا رؤية ما لدينا من حكمة ذاتية في بعض الامور.
الحكيم يوظف ويستخدم ويستثمر كل ما حصل ويحصل في سبيل غاية عالية وفي وقت قياسي بحساب الآخرين.