حتى يرتب الإنسان أولوياته لا بد أن يعرف الميزان والأساس الذي يرتبها بناء عليه أو بمعنى آخر على أي أساس يحكم أن النشاط أ مثلاً أولى من النشاط ب. وهذا ما سنتناوله في هذا الجزء. إن الأساس الرئيس في تحديد الأولويات في الحياة والمفاضلة بين الأعمال التي ينبغي استغلال الوقت المتاح للقيام بها، هو مدى النفع الذي تجلبه تلك الأعمال، فالأعمال والمناشط الأنفع للإنسان هي الأولى بوقته وجهده.ولكن! كيف لي أن أعرف وأقيس مدى هذا النفع

إن أول ما يعرف به مدى نفع أي عمل يقدم عليه الإنسان، هو طرح السؤال التالي هل يساهم هذا العمل أو المنشط في سعادتي الحقيقية بأن يتفق مع العهد الذي بيني وبين الله؟ ذلك العهد الذي التزمت فيه بأن أكون عبدا لله أقدم مراده تعالى على مرادي ما استطعت. وما أجمل التوجيه النبوي الشريف الذي علمنا كيف نعرف أولوياتنا بأسهل طريقة، فقد َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ"حديث صحيح رواه مسلم وقد اخترت لك الشرح التالي للحديث لمزيد من الفائدة