كان والدي يحب الناس ويحب أن يقدم لهم المساعدة والمساندة ويبذل كثيراً من وقته في ذلك. وفي ذات يوم خرجمسافر بسيارته إلى مدينة أخرى وعلى الطريق السريعة استوقفه رجلان بدا عليهما أنهما يريدان المساعدة، فتوقفوالدي وإذا بالمفاجأة التي لم يتوقعها،لقد أمسكا به وانهالا عليه بالضرب وسرقا ما معه من مال،ثم أخذاه ووضعاه في حقيبة مؤخرة السيارة وأغلقا عليه الغطاء حتى لا يتصل بالشرطة وهربا.
هنا بدأ والدي يصرخ ويستغيث بأعلى صوته طالباًالمساعدةولكنمن سيسمع الصوت وهو داخل حقيبة السيارة وعلى قارعة الطريق السريعة، واستمرت معاناة والدي على مدار يومين كاملين حتى انتبه أحد المارة ممن يعملون في محطة وقود قريبة إلى وجود السيارة واقفة بشكل مريب، فاتصل فوراًبالشرطة وعندما حضرت كانت الفاجعة عندما فتحواحقيبة السيارة ووجدو اوالدي متوفى..


:
أقيم العزاء في منزلوالدي وحضرت أنا والأسى والدهشة تملأني


كيف حصل ما حصل وكيف مات؟!


الأمر الذي دعاني إلى الاتجاه نحو سيارة والدي التي توفىفيها، وكانت واقفة عند باب المنزل فدخلت إلى داخل الحقيبةو أغلقت على نفسي لأتأمل كيف حصلا لأمر، وبالفعل وجدت سقف الحقيبة آثار الطَرْق بيد والدي عندما كان يُحاول أنيُسمع صوته لأي أحد.
لقد فهمت بأن والدي توفي بسبب الحرارة وضيق التنفس خلال يومين، على ما يبدو.

الآن أريد أن أخرج أنامن السيارة ولكني أغلقت غطاء الحقيبة،وبدأت أصرخ وأنادي دون أن يسمعني أحد، فضربت بيديركن الإنارة الخلفي حتى كسرته ، ورحت ألوّح بكفي في الخارج لعل أحداً يراني، وبالفعل انتبه إلي أخي وأقبل مسرعاً يتساءل: ما الذي أدخلك بهذا الشكل؟ ولماذا أغلقت على نفسك ؟! فأجبته سريعاً، ويدي تؤشر خارج السيارة من جهة الركن الخلفي للإنارة: لا تسألني الآن ، لكن افتح الحقيبة أكاد اختنق! صمتأخي برهة ثم قال: يدك الآن خارج السيارة و بإمكانك أن تخرجها أكثر وتضغط على مفتاح الحقيبة وتفتح لنفسك .



وبعد أن استمعت إلى كلماته قمت بتنفيذ فكرته وخرجت سالماً ولكني بقيت أتساءل /
لماذا لم يفكر والدي بهذه الفكرة قبل أن يتوفى لينقذ نفسه؟!!




(هذه القصة من كتاب


علمتني تلك القصة درساً عظيماً في الإيجابية، فالرجل الذي مات في السيارة لم يفكر في الحل على مدار يومين وربما منهمكاً فيالمشكلة، ولوانصرف بعقله لحظة في اتجاه الحلّ لفكر في كسر ركن الإنارة والضغط على مفتاح حقيبةالسيارة، وهذهالقصة ليست بعيدة عن واقع حياتنا، فكثير من المآسي التي نعيشها لسنوات يمكن حلهاوأحياناً بسهولة ولكننا عادة ما نكونمنهمكين وغارقين في ذات المشكلة، ولذلك لا نرى غيرها إطلاقاً حتى لوكان الحل يسيراً وقريباً، ومما يزيد الأمور سلبية وسوءاً أن نعمد إلىتضخيم المشكلة أوتعميمها كأن يقول الشخص: أنا دائماً أخسر أو أنا دائماًأنسى.


لعلي أحاول الإيضاح من خلال مثال بسيط فيما يلي:
انظر إلى هذه اللوحة جيداً



*





سيقول البعض أشاهد في اللوحة نقطة سوداء وعندها سأقول له: أين المساحة البيضاء الواسعة المحيطة بالنقطة؟! لماذا لمتشاهدها!!



هذا الذي يحدث معنا عندما نجعل تركيزنا في المشكلة ونغفل المساحات الواسعة من الحلول والخطوة العملية للتحوّل من المشكلة إلى الحل تكمن في السؤال الذي نطرحه على أنفسنا عند كل مشكلة : ماهو الحل ؟




بمجرد طرحهذا السؤال سنجد أننا بدأنا نفكر في الاتجاه الصحيح حيثنجعل 80% من تركيزنا على الحلول ولا نعطي المشكلة أكثر من 20% من اهتمامنا ووقتنا وبهذهالطريقة نكون إيجابيين مبادرين .



إن الفكرة المتفائلة هي بالفعل مفتاح لإيجاد الحلول لمشكلتك فإذا كنت تحلم وتحقق هدف تصبوا إليه ولم تستطع تحقيقه فكل ماعليك هو أن تتصرف على انك حققت هذا الهدف 0



ابحث في الحل وليس في المشكلة ذاتها لأن الأوّل سيجعلك تخطو إلى الأمام والثاني سيسحبك إلى الوراء.