عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
التأمل التجاوزي
إن عملية جلب الانتباه إلى مستوى الكينونة التجاوزية تعرف بنظام التأمّل التجاوزي.
في ممارسة التأمّل التجاوزي يتم اختيار فكرة مناسب، ومع التقنية لاختار تلك الفكرة في الحالة الأولية من نموها تسمح للعقل الواعي في الوصول بشكل منهجي إلى مصدر الفكر الذي هو حقل الكينونة.
هكذا تتواجد طريقة اختبار الكينونة التجاوزية في اختيار الفكرة المناسبة واختبارها في حالاتها المرهفة لحين يتم اختبار الحالة المرهف أكثر وتجاوزها.
سوف نتعامل الآن مع المبدأ الأساسي لنظام التأمّل التجاوزي.
المبدأ الأساسي للتأمل التجاوزي
لقد رأينا أن الكينونة هي حالة الوجود المطلق الأبدي وأن طريقة اختبار الكينونة هي في أن نختبرها من المستوى السطحي إلى المستوى المرهف للخليقة إلى أن يصل العقل إلى التجاوز.
لقد رأينا أنه يمكنا التقدم بواسطة أي حاسة من حواس الاختبار. مثال على ذلك: من خلال حاسة النظر يمكن أن نختبر تدريجياً المستوى المرهف للأشكال بشكل متزايد، إلى أن تصل العينين إلى نقطة تصبح فيها غير مدركة للشكل خلف درجة معينة من المستوى المرهف العميق. إذا تمكنا أن نغمض العينين ونمرن العين الداخلية، عين العقل، لإدراك الغرض في النقطة التي فيها فشلنا في إدراكها من خلال العينين المنفتحتين، سوف نحصل على صورة عقلية للغرض. إذا وجدت الطريقة لاختبار الحقول الألطف لتلك الصورة العقلية، ومن ثم اختبار المستوى الألطف وتجاوزه، عندئذ سوف نصل إلى حالة الكينونة. وعلى هذا المنوال، يمكننا أن بدأ باختبار الغرض بواسطة أي حاسة من حواس الاختبار، كي نصل في آخر الأمر إلى حالة الكينونة التجاوزية.
من خلال اختبار فكرة ما يمكننا اختبار المستويات المرهفة للتفكير وبتجاوز المستوى الألطف للتفكير، من المؤكد أن نصل إلى الحالة التجاوزية للكينونة.
إن التفكير بحد ذاته هو المستوى الألطف للكلام. عندما نتكلم تكون الكلمات مسموعة للأذنين. لكن إذا لم نتكلم، لا تصبح الكلمات مدركة من عضو السمع. هكذا نرى أن الفكرة هي الشكل المرهف للصوت. يظهر الاختبار أن عملية التفكير تبدأ من المستوى الأعمق والألطف للوعي وتتضخم بازدياد كلما تنمو. من المؤكد أنها تتضخم بشكل كاف كي يتم إدراكها على المستوى السطحي لبحر الوعي، أي المستوى المشترك للتفكير. سوف يوضح المثال التالي هذا المبدأ.
تبدأ الفكرة من المستوى الأعمق للوعي، أي من المستوى الأعمق لبحر العقل، مثلما تبدأ فقاعة الهواء من قاع البحر. كلما ترتفع الفقاعة، تكبر بشكل تدريجي. عندما تصل إلى سطح الماء يتم إدراكها بشكل واضح.
إن العقل هو مثل البحر وكما في البحر، إن الطبقات العلوية هي نشيطة بحركة الأمواج والمستويات العميقة هي ساكنة. إن الطبقات السطحية للعقل تعمل بشكل نشيط في حين أن المستويات العميقة هي ساكنة. نسمي المستوى السطحي العامل لبحر العقل بالعقل الواعي. إن أي فكرة على المستوى السطحي هي عقل واعي. إن أي فكرة على المستوى السطحي هي مدركة بشكل واعٍ. إن مستوى بحر العقل الذي يتم فيه إدراك الأفكار إدراكاً كاملاً هو المستوى الواعي للعقل.
تبدأ الفكرة من المستوى الأعمق للوعي، وتمر بكل أعماق بحر العقل، وفي النهاية تبدو كفكرة واعية على السطح. هكذا نجد أن كل فكرة تحرك المجال الكامل لعمق الوعي، ولكن ذلك يتم إدراكه إدراكاً كاملاً بشكل واعٍ فقط عندما تصل الفكرة إلى المستوى الواعي، أما باقي مراحل تطورها المتعددة لا يتم إدراكها. لهذا السبب، ولغايات عملية، نقول بأن المستويات العميقة لبحر الوعي هي وكأنها ساكنة. إما إذا وجدت طريقة الإدراك بشكل واعٍ لجميع مستويات فقاعة الفكرة قبل وصولها إلى المستوى السطحي، سوف تكون طريقة تجاوز الفكر واختبار الكينونة التجاوزية.
عندما ترتفع فقاعة الفكرة من مستوى "ي" تصبح أكبر (كما يظهر في الرسم). وبوصولها إلى المستوى السطحي " أ "، تكون قد نمت بشكل كافٍ لإدراكها كفكرة واضحة. هذا هو مستوى العقل الواعي. إن المستويات المرهفة من فقاعة الفكرة الموجدة تحت مستوى حالة الوعي ل يتم إدراكها بشكل كامل. إذا جدت الطريقة لإدراك فقاعة الفكرة إدراكاً كاملاً وبشكل واعٍ وعلى جميع مستويات نموها، وأيضاً في مصدرها "ي"، وإذا كان ممكناً تجاوز هذا الاختبار، عندئذ يكسب العقل حالة الوعي التجاوزي.
إذا كان ممكناً إدراك فقاعة الفكرة على مستوى تحت نقطة " أ " وكل مستوياتها المرهفة أكثر من نقطة " أ " على نقطة "ي"، يكون من الممكن جلب مستوى "ي" إلى مجال العقل الواعي. بهذه الطريقة، قد يصبح عمق العقل الواعي (الممثل بنقطة ع1) أكبر (كما هو ممثل بنقطة ع2)، وقد تزيد قوة العقل الواعي عدة أضعاف. إن هذا التوسع لقدرة الوعي في العقل سوف تكون، من جديد، على المستوى العقلي في طريقها إلى اختبار الكينونة.
المفضلات