علبة الألوان.. نحبها منذ الصغر فكم أعجبتنا أنواعها وكم أغرتنا كثرة تدرجاتها نعبث بها وتهفو أنفسنا للعب بها في كل مكان.

وقد نخرج عن نمط الصورة فتطال الألوان قسمات وجوهنا وسط ضحكاتنا وما أمتعها من لحظات!..

وحين كبرنا لم تزل علبة الألوان تلك ولم تزل ألوانها في أذهاننا؛ لكننا رغم روعة الألوان لم نفكر في صبغة حياتنا كما كنا نصبغ لوحاتنا في الصغر، لم نسرح بخيالنا لدقة ما جملناه مطبقين له على صفحات أعمارنا ويا للأسف.

لا زلنا باهتي الصورة مستقبلنا لم نرسمه حتى نلونه بصفاء، لم نحدد ملامحه حتى نصطفي الألوان له، وفي ظنك كيف يكون ذلك والهمم نامت، والتطلعات اندثرت، والألوان في علبتها موجودة

عزيزي:

إن صبغة حياتك بلون واحد فقط متعبٌ وفاقدٌ للجودة المبتغاة،كما أن العشوائية في اختيار الألوان مفسدٌ ومضيع للآمال .....

وأنا على يقين بنقائك في صبغتك لأنك اخترت حياتك بنفسك فرسمتها وأمسكت بعلبة الألوان تختار أفضلها وأحبها لك أليس كذلك !..

فصفو حياتك أنت تصنعه بإشراقتك.. بابتسامتك.. بهمتك.. بمشاعرك الطيبة حينها حتما ستكون مزهوة بأروع الألوان التي ارتضيتها وصبغتِ بها حياتك...

ودعي أخبرك أمرا:

مطالبة النفس أن تبدع في تلوين حياتها وفرض وجودها في كل ما يرقى بها نحو النفاسة والسمو دليل قوي على زهوها وعلو رفعتها، بل إن الرقة الكاملة والنعومة الكامنة في الهمسات والنداءات التي تؤثر في محادثة الفكر لا أن تسأم وتعيش الحزن والأسقام فهذا ليس مستساغا أبدا مع العلم أن تظليلها بالسذاجات والتوافه قلب لماهية الطموح والارتقاء الذي ترغبين به لاسيما أن إعتام الأجواء بقصر الأمل وشتات المتطلبات مؤذناً بالفشل والتراجع.

ولا تنسي أن إيناس القلب بألوان الهمة والسمو في عالم قل فيه ذوو الهمم النقية
أجلُّ وأسهل عند أولي النهى.

ختـــــــــــاما

مزج الألوان يتطلب مهارة فكون متقن، وإياك أن تدعي حياتك ملطخة بعشوائية مادام لك عقل وحس