يعتقد البعض أن إستحسان الأخرين له هو الهدف الحقيقي لعلاقته معهم . .
فيكون المسعى الأول له هو البحث عن الإطراء وعبارات المدح . . ليصبحا المعيار الحقيقي لتقدير مسألة النجاح .

و هذا ما يجعله يشعر بالإنهيار في حال لم يشعر بإستحسان الآخرين على الرغم من شعوره الداخلي بالرضا . ليتحول الأمر إلى ضرورة ملحة لا غنى عنها . .

وبذلك تكون إخترت أن تضع قيمتك الذاتية تحت تصرف الآخرين , لرفعها حيناً . . أو إسقاطها حيناً آخر .

ويكون الشعور بقيمة النفس إذا قرر الآخرون أن يمدحوك أو يثنوا عليك على الرغم من علمك بأن من يمدحونك ليسوا هم دوماً المخلصين لك و الذين يتمنون لك النجاح .

لذلك يتأثر أمثال هؤلاء بالجمهور ويزداد إصرارهم وعنادهم كلما إزداد عدد المصفقين لهم ,
لا بل وإن من الممكن أن هناك من يرتكب الحماقة والخطأ
لأعتقاده أنه بذلك سوف يرضي الجمهور , من دون النظر إلى إستحسان نفسه لنفسه و قناعته بما يفعل ,

فقد يحلل البعض هذه الشخصية على أنها سلبية أو ضعيفة أو قليلة الحكمة . .

ولكنها في الحقيقة شخصية قادرة على تحقيق النجاح ولكنها تبحث عن النجاح في نفوس الآخرين و ليس في داخل صاحبها . .

فصاحب هذه الشخصية قد يكون ناجحاً إذا كان جندياً داخل المعركة , لأنه يبحث فقط عن إرضاء قائده .

أو موظفاً صغيراً يسعى إلى الوصول فقط من خلال إرضاء رئيسه المباشر .

ولكن صاحب هذه الشخصية لن يستطيع أن يكون يوماً صاحب القيادة أو القرار ,
لأن الكلمة الأولى والأخيرة ليست له , وسوف يكون هذا السلوك يوماً العائق الذي يقف حائلاً دون وصوله إلى مايريد , والطريق لوصول الآخرين بدلاً منه .

لذلك فإن إرضاء الآخرين ليس هو الغاية الحقيقية , بل عليك أولاً أن تُرضي داخلك ,

حتى ولو كان الجمهور المؤيد لك هو أنت فقط .