عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 23
عانق مشكلتك
الكثير منا سيتقف على أن المشكلات هي أحد مصادر التوتر في حياتنا، وذلك حقيقي إلى حد ما.إلاّ أنّ تقييم المسألة بشكل أدق يشير إلى أن القدر الأكبر من التوتر في حياتنا، يرجع إلى الطريقة التي نفسر بها مشكلاتنا، وليس للمشكلات في حد ذاتها. وبمعنى آخر، ما هي الدرجة التي ننظر بها إلى حجم المشكلة ؟ هل ننظر إليها على أنها حالة طوارئ، أم على أنها مدرس نتعلم منه شيئاً ما ؟
إن المشكلات تأتي في أشكال وأحجام مختلفة من الخطورة، إلا أنها تجتمع في شيء واحد، إنها تقدم لنا شيئاً نتمنى لو اختلف عما هو عليه الآن. وكلما كافحنا ضد مشكلاتنا ، رغبنا في ذهابها عنا ، وكلما بدت أشد سوءاً ، زاد التوتر الذي تصيبنا به .
ولكن عندما نتقبل المشكلات كجزء محتوم من حياتنا، أو أنها قد تعلمنا درساً ما، يكون كمن أزاح عن صدره عبئاً ثقيلاً.
تأمل في المشكلات التي ناضلت ضدها لوقت ما ، هل تعاملت مع أي منها ختى الآن ؟ إن كنت مثل غالبيتنا، فقد تكون ناضلت ضدها ، ومثلتها في مخيلتك ، وحللتها مراراً وتكراراً ، إلا أنك لم تتمكن من الوصول لأي شيء . فإلى أي شيء قادك هذا النضال ؟ ربما قادك لمزيد من الارتباك والتوتر .
والآن تأمل هذه المشكلة بأسلوب جديد . حاول أن تعانق المشكلة بدلاً من مقاومتها ، ومحاولة إقصائها عنك . وقرب المشكلة من قلبك ، ثم اسأل نفسك ،"ما هو الدرس أو الدروس القيمة التي يمكن أن تعلمني إياها هذه المشكلة ؟ هل يمكن أن تعلمك أن تزيد من حذرك ، أو صبرك ؟ هل تتعلق بالجشع ، والحسد ، أو الإهمال ، أو النسيان ؟ أو بأي شيء على نفس درجة قوة ما سبق ؟ مهما كانت تلك المشكلات التي تواجهك ، هناك فرصة لأن تنظر إليها بأسلوب ألطف ينطوي على رغبة صادقة في أن تتعلم شيئاً منها . عندما تنظر للمشكلات من هذا المنظور ، تجد أنها قد أصبحت آلية وأيسر .
جرب هذه الاستراتيجية وأعتقد أنك ستوفقني الرأي في أن المشكلات ليست بحالات طوارئ كما نعتقد . وغالباً ما تنقشع المشكلات من حياتنا ، بمجرد أن نعلم الفائدة المرجوة منها .
المفضلات