صناعة الأمل

صناعة الأمل تحتاج لأرضية متينة من ثقافة التفاؤل
و المقدرة على التغيير و التجاوب مع معطياته بالاضافة إلى القناعة
ربما لا تكون صناعة مكلفة و بضاعتها مطلوبة لدى الجميع
لكن هل حقاً كلهم قادرون على الاستفادة منها ؟
و لأنه طرح الأمل هنا على أنه صناعة فهو تعدى أن يكون مسؤولية فردية
إلى مسؤولية جماعية يدخل فيها كل أركان المجتمع بأفراده و مؤسساته ...
و لأن هذه الصناعة تحتاج بشكل أولي و أساسي إلى ارداة و التي هي من مميزات الانسان
علينا أن نبدأ باعادة احياء هذا الانسان فينا و حولنا
كل المجريات و الأحداث العالمية بمختلف أوجهها كانت و مازالت تعمل على صناعة اليأس فينا
لتستفرد بالحكم إن صح التعبير فانعكس ذلك على مفرداتنا اليومية البسيطة دونما أن ننتبه ربما ..
كم مرة نسمع في اليوم ( شو فينا نساوي .. أمر الله ) تحولنا إلى أناس سلبيين حتى مع وجود حبة الدواء !!
لقد تحولت البشرية بسبب كل ما يمر من أحداث فردية و عامة مختلفة إلى عناصر استهلاكية
نستهلك دموعنا كما نستهلك المناديل و نستهلك أنفاسنا كما نستهلك علب السجائر
نستهلك اليأس كما تستهلكنا المآسي ..
أليس الحري بنا أن نتحول إلى فاعلين لأنني أعتقد أن الأمل يجب أن يرتبط بالعمل
إن صناعة الأمل هي عنصر من عناصر تطوير الذات
و لكي نطور ذواتنا علينا أن نستوعبها أولاً و أن نفهم أن التضاد الموجود فيها و حولها
هو أساسي لتكوينها فلا يوجد ماهو مطلق فينا أو حولنا لا الحزن مطلق و لا الفرح مطلق
لا الذكاء مطلق و لا الغباء .. لا النجاح مطلق ولا الفشل كذلك
أعتقد أن الأمل قد يأتي من هذا الفهم لأننا حينها سننتظره في الصباح التالي لانكسارنا
و أرسخ قواعد الأمل التي علينا بناءها فينا .. هي :

الأمل بالله
هذا مصدر كل الآمال التي نسعى أن نحققها فإن لم نستطع تغيير واقعنا استطعنا تقبله
اليوم و التعامل بايجابية معه على أمل التغيير في الغد

نعم نحتاج إلى صناعة الأمل و نحتاج أكثر لأرضية البناء ..
نحتاج للإنسان