موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
ارقد على فراش الموت
قرأت من فترة أن أحد الصالحين لا اذكر ان كان من الصحابة أو من التابعين كان قد حفر قبراً في بيته وكان كلما شعر بفتور في العبادة أو نقص في الهمة نزل و رقد في هذا القبر وتخيل نفسه ميتاً و قد بدأ حسابه وسؤاله حتى يصرخ في النهاية ويقول ارجعون ... ارجعون .... لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ،، ثم يقوم بعد ذلك من قبره ويقول لنفسه ها أنت قد رجعت فأرنا ماذا ستعمل ؟
وقد تعجبت وأنا أقرأ اليوم في كتاب 100 طريقة لتحفيز نفسك وكيف تكون الشخص الذي تريد وغير حياتك للأبد لمؤلفه ستيف تشاندلر
أن مؤلف هذا الكتاب قد جعل على رأس قائمة هذه الطرق التي جربها بنفسه و ينصح بها قراءه هو أن يفعل شئ يشابه ما فعله هذا الرجل الصالح ولكن بدل من أن يحفر قبر وينام بداخله ويتخيل انه ميت عليه فقط أن يتخيل نفسه على فراش الموت وقد شعر بدنو أجله ولن أطيل عليكم في سرد التفاصيل وسأترك مؤلف الكتاب يتحدث بنفسه عن تجربته :- ،،،
منذ عدة سنوات عندما كنت أعمل مع المعالجة النفسية "ديفرز براندين" عمدت هذه السيدة إلى اخضاعي لتدريب كانت تقوم به، وهو تدريب "فراش الموت "
وطلبت مني أن أتخيل نفسي بوضوح وأنا نائم على فراش الوفاة وأن أتقمص تماماً المشاعر المرتبطة بالإحتضار والوداع، ثم طلبت مني بعد ذلك أن أدعو كل شخص يهمني في الحياة كي يزورني وأنا راقد على فراش الموت على أن يأتي كل على حدة وبينما كنت أتخيل كل صديق وقريب وهو يأتي لزيارتي،
كان علي أن أتكلم مع كلً بصوت عالٍ. كان علي أن أقول له ما كنت أريده أن يعرف ثم احتضر .
وخلال حديثي مع كل شخص استطعت أن أشعر بصوتي وهو يتغير. ولم يكن بوسعي أن أتفادى البكاء فغرغرت عيناي بالدمع، واستشعرت إحساساً بالفقدان، ولم أكن حينها أبكي حياتي وإنما أبكي على الحب الذي سأفقدة بالوفاة وبشكل أدقق كان بكائي تعبيراً عن حب لم أعبر عنه قبل ذلك . 4444
وخلال هذا التدريب الصعب عرفت حقاً حجم ما افتقدته من حياتي، كما عرفت كم المشاعر الرائعة التي كنت أدخرها لأطفالي على سبيل المثال، ولكني لم أعبر عنها صراحة قبل ذلك .
وبنهاية التدريب تحولت إلى كتله من العواطف المختلفة فقلما بكيت بمثل هذه الحرارة من قبل أما حينما تحررت من هذه العواطف حدث شيء رائع اتضحت الأمور أمامي، فعرفت ما هي الأشياء المهمة وما هي الأشياء التي تعنيني حقاً وللمرة الأولى فهمت ما الذي كان "جورج باتون" يعنيه بقوله ( قد يكون
الموت أكثر إثارة من الحياة ).
ومنذ ذلك اليوم عاهدت نفسي أن لا أدع شيئاً للصدفة وقررت أن لا أدع شيئاً دون أن أعبر عنه وأصبحت لدي الرغبة في أن أعيش كما لو كنت سأموت في أي لحظة، وقد غيرت هذه التجربة برمتها أسلوب تعاملي مع الناس، وأدركت مغزى التدريب. ليس علينا أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية ، وبإمكاننا أن نعيش هذه التجربة في أي وقت نريدة .
المفضلات