عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
تصحيح أخطاء الأخرين والحفاظ ع حبهم
تَصْحِيْح أَخْطَاء الْآَخِرِين وَالْحُفَّاظ عَلَى حُبِّهِم..!!
الْحَيَاة لَا تَخْلُو مِن بَعْض الْأَخْطَاء
الَّتِي تَتَطَلَّب مِنَّا الْتَدَخُّل لِحَلِّهَا، أَو تَدْعُوْنَا الْضَّرُوْرَة لِكَسْر الْصَّمْت وَالتَغَاضِي عَنْهَا.. لَكِن فِي نَفْس الْوَقْت يُمْكِنُنَا تَلَافِي الصَدَامَات أَو اكْتِسَاب عَدَاوَة مَن تَجْمَعُنَا بِه مَوَدَّة مِن أُوْلَئِك الَّذِيْن يُخْطِئُوْن دُوْن قَصْد، أَو الَّذِيْن لَدَيْهِم اسْتِعْدَاد لِتَصْحِيْح أَخْطَائِهِم، فَقَط إِذَا أَحْسَنَّا نَحْن تَوْجِيْهِهِم.. وَإِلَيْك ذَلِك فِي سِت خُطُوَات:
1- الْثَّنَاء قَبْل الْنَّقْد
لِكَي تَمَلُّك تَرْكِيْز الْشَّخْص وَتُكْسَر حِدَتِه فِي الانْتِقَام لِنَفْسِه بَعْد الْنَقْد الَّذِي ستَوَجْهَه لَه، ابْدَأ بِالاعْتِرَاف بِمَا فِيْه مِن صِفَات حَسَنَة، إِن كُنْت سَتَتَنَاوَل شَيِئَا عَن شَخْصِيَّتِه، أَو دَوْرَه فِي الْعَمَل إِن كَان الْخَطَأ خَطَأ فِي الْعَمَل.. فَقُل مَثَلا: "إِن فُلَانا طَيِّب الْقَلْب وَصَافِي النِّيَّة وَيَتَصَرَّف دَائِمَا بِدَافِع الْخَيْر.. لَكِن قَد يَخُوْنُه الْتَّوْفِيْق فِي أُمُوْر مِثْل كَذَا وَكَذَا"، أَو: "إِنَّنِي أُدْرِك دَوْرُك الْقَوِي فِي كَذَا وَكَذَا، وَلَك فِيْه فَضْل لَا يُنْسَى؛ لَكِنِّي أُعْتِب عَلَى شَيْء مِثْل... إِلَخ".
2- ابْدَأ بِنَفْسِك
مُعَظَّم الْنَّاس يَكُوْن مُسْتَعِدّا لِتَقَبُّل الْنَّقْد مِنْك إِذَا مَا بَدَأْت أَنْت الْنَّقْد بِنَفْسِك، أَو إِذَا شَعَر بِأَنَّه لَيْس وَحْدَه مَحِل الْنَّقْد.. وَلِذَلِك فَقَبْل أَن تَبْدَأ بِنَقْد شَخْص مَا تَكَلَّم عَن أَخْطَائِك الَّتِي تَحْدُث سَهْوَا أَو عَن قِلَّة خِبْرَة مِثْل الَّتِي وَقَع فِيْهَا؛ فَهَذَا يَجْعَل مِنْه مُسْتَمِعَا جَيِّدَا، وَمَن كَلِمَاتِك سِهَامَا تُصِيْب هَدَفُهَا بِسُهُوْلَة.
3- الْتَّلْمِيح لَا الْتَّصْرِيح
بِلَبَاقَة وَحَسُن تَنَاوَل مَوْضُوْع الْخَطَأ، يُمْكِنُك أَن تَتَجَنَّب مُبَاشَرَة تَوْجِيْه الْخَطَأ إِلَى الْشَّخْص، إِذَا مَا شَعَرْت بِأَن مَن أَمَامَك يَمْلِك الْفِطْنَة الْكَافِيَة لِيَفْهَم تَّلَميحُك، وَالحَسَاسِيّة الْكَافِيَة لِيُشْعِر بِحَجْم خَطَئُه.
4- اقُتِرَاحاتِك أَوَامِر
سَاعَد الْمُخْطِئ عَلَى أَن يَصِل لِتَصْحِيْح مَا فَعَل بِنَفْسِه؛ فَبَعْد مُنَاقَشَاتُك -بِالْطَّرِيْقَة الْسَّابِقَة- حَوْل الْخَطَأ، حَاوَل أَن تُقَدِّم اقْتِرَاحَات لَا أَوَامِر عَن تَصْحِيْح هَذَا الْخَطَأ، يَسْتَطِيْع هُو أَن يَخْتَار مِنْهَا، وَفِي نَفْس الْوَقْت لَا يَشْعُر أَنَّه كَالتِلْمِيذ الْمُذْنِب الَّذِي يَنْتَظِر الْتَّوْبِيْخ وَالتَّوْجِيْه مِن مُعَلِّمِه.
5- كُل شَيْء قَابِل لِلْإِصْلَاح
فِي نِهَايَة الْمَوْضُوْع، وَبَعْد أَن تَطْمَئِن إِلَى أَن نَقْدِك وَرِسَالَتِك وَصَلَت وَلَم تَجْرَح، بَسَّط عَلَيْه الْأَمْر، وَاجْعَل إِصْلَاح الْخَطَأ مَّيْسُورا، وَأَن مُجَرَّد الْشُّعُوْر بِالْخَطَأ هُو نِصْف الْطَّرِيْق؛ لِأَنَّه عَزِيْمَة عَلَى إِصْلَاحِه.
6- امْنَح الثِّقَة لِتَأْخُذ بِهَا
وَخِتَامَا، عَلَيْك أَن تُبَث فِي نَفْس الْآَخِر الْمُخْطِئ الْطُّمَأْنِيْنَة وَالثِّقَة الْكَامِلَة أَنَّه أَكْبَر مُن ذَلِك، وَأَن مَا حَدَث كَان زَلَّة أَو سَهْوَا، وَأَنَّه أَهْل لِلْثِّقَة عَلَى تَجَاوَز هَذِه الْمَرْحَلَة بِسُرْعَة؛ فَكُن كَالْطَّبِيْب الَّذِي يُجْرَح بِمْشَرْطُه ثُم يُدَاوِي بِنَفْس الْيَد.. فَهَذِه هِي الصَّوْرَة الَّتِي ستَنَطَبّع فِي ذِهْن ذَاك الْآَخِر، وَبِالتَّالِي سَتَكُوْن أَنْت طَبِيْبُه؛ بَل رُبَّمَا سَعَى دَائِمَا لِلِاعْتِرَاف بِخَطَئِه أَمَامَك؛ لِأَنَّك مِن سيُنِصْفَه وَيَأْخُذ بِيَدِه.
المفضلات