معظم الناس يفتقرون الى المقدرة الماهرة لدخول الى حصن المعتقدات البشرية



يداً بيد الشخص الآخر ففي المقدرة الماهرة يكمن سر تعلم كيف تستميل الآخرين
الى طريقة تفكيرك وبالتالي على التعاون الحماسي .



1. كيف تتجنب أن يصبح لك أعداء :



باستطاعتك أن تخبر الشخص الآخر انه مخطىء من خلال نبرة أو نظرة أو حركة..تماماً
مثلما تستطيع من خلال الكلمات أن تخبره انه مخطىء وان فعلت فلن يوافقك
الرأي لأنك جرحت مشاعره وجهت ضربة مباشرة إلى ذكاءه وحكمته وغروره
واعتداده بنفسه الأمر الذي سيدفعه إلى إعادة الضربة والى التصلب برأيه
عندئذ ستلجأ إلى منطق أفلاطون أو فلسفة ايمانويل كانت .
لا تبدأ ابدأ بالقول : (سأبرهن كذا وكذا لك)..فهذا أسلوب سيء لأنه يماثل
قولك : (أنا أذكى منك لذا سأخبرك بشيء يغير رأيك)..
أن هذا رهان يثير
العداء ويدفع الآخر إلى القتال قبل أن تبدأ بحديثك وهذا أمر صعب حتى في
الظروف العادية أن نغير رأي الآخرين فلماذا نعقد الأمور؟ ونعوق أنفسنا؟.
إذا أردت أن تبرهن شيئاً لا تدع الآخرين يعرفون ذلك بل افعل ذلك بصمت و
ذكاء كي لا يشعرون أي يجب أن تعلم الناس وكأنك لم تعلمهم .
و ان أردت أن تكن أكثر حكمة من سائر الناس ففعل ولكن لا تخبرهم بذلك .
إذا قال إنسان عبارة تعتقد انه خطأ فمن الأفضل أن تبدأ بالقول :
(حسناً..أظن أن لدي فكرة أخرى وربما أكون مخطئاً وان كنت فصحح لي
خطئي..ودعنا نتحرى الوقائع)..و هكذا..أن لهذا مفعول السحر الايجابي ولن
يعارضك احد .
فالعالم و المخترع لا يحاولان إثبات أي شيء بل هم يكتشفون الحقائق ولتكن علمياً
في تفكيرك لأن ذلك سيوقف كل نقاش و يوحي للآخر أن يكون لطيفاً ومنفتحاً ورحب
الصدر كما سيجعله يعترف انه هو نفسه ربما يكون على خطأ .
قليل من الناس من هم منـطقيون..فمعظمنا متحـيزون و متـحاملون و معظمنا
مـصابـون بآراء مشـبعة بالحسـد و الشـك و الخـوف و الغـيرة و الغـرور و
العـناد .
ومعظمنا أن لم يكن كلنا لا يرغبون بتغيير أرائهم ابدأ وانه لأمر صعب حتى في
الظـروف العـادية أن نغير رأي الآخرين .
قلة من الناس من يرغبون في الاستماع إلى الحقائق التي تنعكس على حكمتهم فنحن
نرغب ان نستمر في تصديق مااعتدنا قبوله كحقيقة والاستياء الذي يثيره الشك
حول ما نفترضه سيدفعنا للبحث عن أي عذر للتعلق به والنتيجة هي ان معظم
تفكيرنا يتألف من ايجاد مبرر للأستمرارفي تصديق ما كنا نؤمن به.
حين نكون مخطئين ربما نعترف بذلك في قرارة انفسنا لكن اذا عوملنا بلطف وكياسة
ربما نعترف بذلك امام الآخرين و ربما نفتخر بصراحتنا ولكن الامر مختلف حين
يحاول الآخرين انتزاع الحقيقة منا انتزاعاً وبهذا تكون عزةالنفس عرضة
للتهديد .
فأن أردت أن تستميل الناس الى طريقتك في التفكير اليك هذه القاعدة : (ابد
احترامك لأراء الآخرين ولاتخبر انسـانا ًابداً انه مخطىء) .



2. الطريق العام الى تفكير الناس :



اذا ثار غضبك وتفوهت بكلمة اواثنتين ستجد الوقت ملائماً لتفريغ غيظك لكن
ماذا عن الاخر؟ هل سيشاركك الراحة؟وهل نبرتك القتالية و اسلوبك المعادي
يسهل عليك الاتفاق معه؟ بالطبع لا و اذاكان قلب الشخص الآخر مليئاً
بالضغينة والسخط نحوك فلن تتمكن من إقناعه بوجهة نظرك و لو استخدمت
منطق الدنيا و لكن بالامكان اقتيادهم لفعل ذلك اذا كنا لطفاء و ودودين
اكثر مما نحن في الواقع .
هناك قول قديم حقيقي يقول : " ان قطرة عسل تجذب ذباباً اكثر من غالون
علقم" و الامر كذلك بالنسبة للناس فأن اردت انتجذب الشخص الآخر الى وجهة
نظرك ابدأ حديثك اولاً بطريقة ودية وسيكون ذلك قطرة العسل التي تجذب قلبه
وبالتالي تفكيره و هو الاهم .
و هناك خرافة قديمة تقول : (وقفت الشمس وراء غيمة و بدأت الريح تهب حتى
كادت تكون عاصفة و كلما اشتدت الريح كلما ازداد ارجل تمسكاً بمعطفه واخيراً
هدأت الريح و استسلمت ثم خرجت الشمس من ورائها و ابتسمت برفق للرجل و
سرعان ما مسح جبينه و خلع معطفه..عندئذ قالت الشمس للريح : "ان اللطف و
الصداقة هما دائماً أقوى من العنف والقسوة") .
حين ترغب ان تجذب الناس الى طريقة تفكيرك لا تنسى ان تستخدم هذه القاعدة :
(ابدأ الحديث بطريقة ودية) .



3. سر سقراط :



أثناء التحدث إلى شخص ما لا تبدأ بمناقشة الأشياء التي تختلفان حولها بل على
التي تتفقان بشأنها لأنكما في النهاية تسعيان إلى النتيجة ذاتها و إن الفرق
الوحيد بينكما يكمن في الوسيلة و ليس في الهدف .
فأستدرج الآخر لقول "نعم" منذ البداية واجعله يتجنب قول "لا" .
يقول اوفرستريت في كتابه (التأثير بالسلوك الإنساني): (إن الجواب السلبي هو
أصعب معضلة يمكن التغلب عليها حين يقول إنسان "لا" جميع كبريائه يتطلب منه
أن يبقى مصراً على رأيه فمن المهم جداً أن نبدأ حديثاً من الناحية
الايجابية) .
المتحدث البارع هو من يحصل منذ البداية على عدد من الأجوبة الايجابية فهو
بذلك يحرك العمليات النفسية في المستمع إلى الناحية الايجابية وهذه العملية
تشبه حركة كرة البلياردو حين تصوبها إلى جهة ما تكسب قوة للابتعاد عنه قوة
عظيمة تعيدها إلى الناحية المقابلة.
إن الترتيبات النفسية واضحة هنا عندما يقول الإنسان "لا" من دون أن يعني
ما يقول هو يعني أكثر من مجرد كلمة مؤلفة من حرفين فجسده بكامله يتحد بحالة
من الرفض و هناك عادة تراجع جسدي مؤقتأو استعداد لتراجع و كل الجهاز
العصبي العضلي يتهيأ للابتعاد عن القبول .
ولكن حين يقول "نعم" لا تحدث أي من تلك النشاطات بل يصبح الجسد في حركة
ناشطةللقبول و الأسلوب المفتح لذلك و كلما استطعنا الحصول على أجوبة
ايجابية منذالبداية كلما ازداد نجاحنا في استقطاب الانتباه نحو هدفنا .
كان سقراط فتىلامعاً مع انه قضى عمره عاري القدمين و تزوج من فتاة عمرها
تسعة عشرة سنة فيحين كان عمره أربعين و الصلع قد غزا رأسه إلا انه فعل
شيئاً لم تستطع حفنة من الرجال في التاريخ أن تفعله فهو غير مجرى تفكير
الإنسانية و الآن وبعد عدة قرونمن وفاته يحتفل بذكراه على انه اعقل
المقنعين الذين استطاعوا التأثير بهذاالعالم المتشابك .
فما هي طريقته؟ هل كان يخبر الناس أنهم مخطئون؟ كلا بل كان عاقلاً وطريقته
ترتكز على استدراج الشخص الآخر لقول نعم..فكان يسأل أسئلة تجعل مناوئه
يتفق معه في الرأي حتى يعانق النتيجة التي كان يرفضها كلياً منذ
دقائق..فلنتذكر سقراط دائماً .
هناك قول صيني مأثور يحفل بحكمة الشرق : (من يخطو بلطف يسر طويلاً) .
فأن أردت أن تجذب الناس إلى طريقة تفكيرك فتقيد بهذه القاعدة :
(استدرج الآخر لقول "نعم" في الحال) .



4. كيف تحصل على التعاون :



ألست تؤمن بالأفكار التي تكتشفها بنفسك أكثر من تلك التي تقدم إليك على
طبق من فضة؟ إن كان الأمر كذلك أليس من المزعج أن تفرض آراءك على الآخرين؟
اليس من الأكثر حكمة تقديم المقترحات لهم وتركهم يفكرون بالنتائج بأنفسهم؟ .
قال احد حكماء الصين : (إن سبب تلقي البحار والأنهار مياه مئات الينابيع
الجبلية يكمن في كونها أدنى منها و هكذا إن أراد الحكيم أن يكون فوق سائر
الناس يجب أن يضع نفسه أدنى منهم و ان أراد أن يكون في مقدمتهم يضع نفسه
خلفهم و رغم وجوده فوق سائر الناس ألا أنهم لن يشعروا بثقله و رغم وجوده
في المقدمة فهم لن يعتبروا ذلك إهانة) .
إذا أردت أن تستميل الناس إلى طريقة تفكيرك إليك بهذه القاعدة : (دع الشخص
الآخر يشعر أن الفكرة هي فكرته) .



5. مناشدة تروق الجميع :



إذا أردت أن تستميل الناس الى طريقة تفكيرك فمن المستحسن أن تتبع هذه
القاعدة :
(ناشد الدوافع النبيلة في الآخر) .