.....قدر ذاتك قبل أن ثقدر ذوات الآخرين ....!!





ما الذي يتحكم في رؤيتك ونظرتك للعالم من حولك؟؟؟؟
تخيل أن شخصين ركبا منطادا حلق بهما في السماء، وكان أحدهما يخاف من المرتفعات، فتقوقع في مكانه وسيطر عليه الفزع والهلع وتسارعت الأفكار في ذهنه... " يا الهي! يا الهي! سيتحطم بنا هذا المنطاد ونحترق في الهواء! سنموت جميعا!!!!” بينما كان الآخر في قمة الاستمتاع بتلك الرحلة والمنظر البديع من حوله، دون خوف أو رهبة من هذا الارتفاع الشاهق.


السؤال الآن: أي الشخصين حقق الهدف المرجو من هذه الرحلة؟؟؟
فكلا الشخصين مرا بنفس التجربة، إلا أن أحدهما استمتع بتلك الرحلة وعاش اللحظة أما الآخر فكان أهون عليه أن يضحي بنصف ممتلكاته ولا يتعرض لمثل هذا الموقف المرعب. إن الفرق بينهما يكمن في نظرتهما للواقع أو للعالم من حولهما.

اعلم جيدا أن نظرتك للعالم من حولك قد تكون سببا لسعادتك/ أو تعاستك في هذه الدنيا... لذا حاول أن تتحكم في رؤيتك ولا تجعل أي شخص مهما كان أن يؤثر عليها ويقضي على الأمل والتفاؤل.

لماذا يجب أن أكون متفائلا؟؟؟

إذا كنت من المميزين في هذه الدنيا ممن ينظرون للجانب المشرق للأمور، فسوف تشعر بالسعادة والرضا والاطمئنان النفسي مهما كانت المواقف التي تمر بها صعبة أو قاسية، فمثلا إذا تعرضت لحادث بالسيارة وأصبت ببعض الجروح الطفيفة، سوف تقول: “ حمدا لله! أنا أفضل حالا من جاري الذي أقعده المرض وجعله طريح الفراش منذ سنوات."

بالتأكيد لا يمكننا أن نفرض عليك أن تتبنى توجها أو رؤية مختلفة في حياتك، بل نحاول فقط أن نبرز بعض الفوائد التي قد تعود عليك من التفاؤل والايجابية، فتابع معنا السطور التالية:

1. التفاؤل خير وسيلة للنجاح والتميز
الشخص المتفائل يتخطي العقبات التي يراها الغير أمورا مستحيلة، وهو لا يسمح بأية صعوبات مهما كان حجمها أن تعرقل مسيرة كفاحه. قد يتهمه بعض المتشائمين بالجنون أو يستغربوا من إصراره على النجاح على الرغم من أن النتائج ليست مبشرة من وجهة نظرهم، لكنه لا يبالي بكافة المحبطات ويمضي قدما بحماس وهمة، فهو يعلم جيدا أن الأعمال بخواتيمها، ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا.

وصفحات التاريخ مليئة بآلاف الأمثلة المضيئة لقادة وعلماء بارزين حققوا انجازات باهرة كان يراها البعض ضربا من الخيال. فرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واجه العديد من الصعوبات والعقبات في بداية دعوته لكنه لم يفقد همته ولا عزمه في إتمام رسالته ونشر مبادئ الإسلام السامية لتنقل العالم من ظلام الوثنية والجهل إلى نور الإسلام. بالتأكيد كان هناك فريق من المتشائمين ممن حاولوا بكافة الطرق ثني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن عزمه، لكن الحبيب لم يرضى إلا أن يكون حسن الظن بالله فهو دائما ما يثق في قدرة المولى عز وجل في تيسير الأمور. وبالفعل نجح الحبيب المصطفى في رسالته بعد سنوات من الصبر والتحمل والإصرار والعمل الجاد والنظرة الايجابية.

تأمل معي قوله عندما أذاه قومه وكذبوه، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد قال لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل ابن عبد كلال فلم يجبنى إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا. يا الله!!! أي تفاؤل هذا؟؟؟ أي نوع من الرجال كان هذا النبي العظيم؟؟؟ سبحانك يا ربي انه التفاؤل والنظرة الايجابية للمستقبل بغض النظر عما يحمله الحاضر من آلام وتحديات. وهذا ما نحتاجه الآن... نحن في حاجة لأن نتبع هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكما قال عز وجل " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً."

وبسؤاله عن شعوره بعد 800 محاولة فاشلة في صناعة المصباح الكهربي، رد توماس إديسون: “ من قال أنني أخفقت ثمانمائة مرة؟ أنا لم اخفق ولا مرة واحدة. كل ما فعلته هو أنني أثبت أن هناك 800 طريقة لا تصلح لعمل مصباح كهربي. وعندما أتوصل لكافة الطرق التي لا تجدي، فسأصل حتما إلي الحل الصحيح.”

وبعد سنوات عديدة من العمل والكفاح، أثبت توماس إديسون نجاح نظريته التفاؤلية الرائعة إذ تمكن أخيرا من صناعة المصباح الكهربي. وهكذا، أضاء إديسون العالم ليس فقط بنور مصباحه بل بتفاؤله أيضا.

2. التفاؤل يجعلك شخصية جذابة تحظى بالحب والاحترام بين الناس
يمتلك الشخص المتفائل روحا خفيفة تجذب الجميع إليه وتقربهم منه، فهو دائما محاط بأصدقائه ومحبوب بين زملائه في العمل لما يتميز به من قدرة رائعة على بث الثقة والحماس في نفوس من حوله. تخيل مثلا أنك اقترحت فكرة غير تقليدية لقضاء العطلة مع أصدقائك، ماذا تحب أن يكون رد فعلهم؟ أتحب أن يتحمسوا لفكرتك ويؤيدوها ، أم تحب أن ينفضوا من حولك ويحبطونك ويطلبوا منك أن تدعهم وشأنهم، ويبدأوا في الشكوى والتحدث عما يلاقوه من صعوبات ومشكلات في حياتهم اليومية.


3. التفاؤل يجعلك أكثر سعادة وإقبالا علي الحياة
فالشخص المتفائل يستمتع بحياته ويعيش اللحظة مهما كانت قاسية أو مؤلمة لأنه يؤمن أن الأمور سوف تتحسن وأن بإمكانه أن يتعلم أو يستفيد من الخبرات والمواقف التي يمر بها. لذلك، نادرا ما تجد المتفائل حزين أو يحمل الهموم، بل يقبل على الحياة ويستمتع بكل ما فيها.

4. التفاؤل يقوي المناعة
نعم ما قرأته صحيح فالتفاؤل يرفع من مناعة الجسم ومقاومته للأمراض. وربما كان السبب في ذلك أن المتفائلين هم أقل الناس عرضة للتوتر والضغط العصبي الذي يؤثر تأثيرا سلبيا علي صحتنا. -