عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
ليس كل ناجح ذكياً!
نتابني حالة معنوية خاصة كلما سمعت - أو رددت في نفسي - قول الشاعر:
إذا الإيمانُ ضاعَ فلا أمــــانَ ولا دنيا لمن لم يحي ديناً
ومن رضي الحياةَ بغير دينٍ فقد جعلَ الفناءَ لها قرينــاً
فالحقيقة التي لا ريب فيها أن أساس النجاح في أي عمل يرجع إلى توفيق الله - سبحانه وتعالى -، وهذا التوفـيق لا يوهب إلاّ لمؤمن بالله - سبحانه - حق الإيمان، فالإيمان بالله يقوي ثقة المؤمن - رجلاً، أو امرأة، أو شاباً، أو فتاة - بنفسه، ويقوي إيمانه بقدراته وكفاءاته، فضلاً عن تقوية جانب هام فيه وهو الإرادة والعزيمة! ولكي يكون الإيمان صحيحاً ومتمكناً، ويقيناً في نفس المؤمن؛ عليه أن يترجم اعتقاده ويقينه هذا إلى عمل صالح يدلل على ما ترسخ ووقر في قلبه من إيمان صادق، فالإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل قال - تعالى-: ((فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً))[النساء:175].
إن النجاح في الدنيا، والفوز في الآخرة؛ سينتج - إن شاء الله - من إيمان صادق يتبعه عمل صالح.
وقد يتساءل أحدنا عن علاقة الإيمان بالإرادة تحديداً؟!
إن الإيمان الحق بالله - سبحانه وتعالى - أي الإيمان الراسخ في القلب رسوخ الجبال الشامخات، والذي يصدقه العمل الصالح، وليس الإيمان الذي يردّده اللسان، وتدلل على عدم وجوده الأعمال غير الصالحة؛ يجعل الإنسان المؤمن قوياً في إرادته، لا تعجزه، ولا توقفه العقبات والمشاكل التي تعترض طريقه في الحياة، بل ينظر إليها ويضعها في حجمها الطبيعي، ويوقن أنه سيتغلب عليها طالما التزم التوكل على الله - سبحانه - حق التوكل، وهذا التوكل - وليس التواكل - هو الدافع الحقيقي للفرد المؤمن نحو الشجاعة والإقدام، واقتحام المشاكـل، وعدم التسويف الذي يورث في النفس الخوف من المجهول، والخوف من المستقبل؛ حيث التسليم الكامل لقدر الله - سبحانه -، ويُولّد التوكل الحق الثقة بالنفس، والثقة بالقدرات الهائلة التي وضعها الله - سبحانه - فيك أيها الإنسان المؤمن، فلا مجال إذن إلاّ للإرادة القوية المقرونة بالتوكل الحق على الله - سبحانه - خالق ومالك كل شيء، منطلقة هذه الإرادة من يقين راسخ أن الله - سبحانه - هو المتصرف في ملكه، وهو القادر عليه، وهو المعطي والمانع، وهو الرافع والخافض؛ قـال - تعالى -: ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ))[آل عمران: 26-27].
والآن دعونا نتحدث عن الإرادة، والإرادة القوية، والإرادة الضعيفة، وكيف ننمي ونقوي إرادتنا؟!
* الإرادة: هي القدرة، أي من أراد بحق، وصبر وعمل على تحقيق ما أراد؛ فإنه سيقدر - إن شاء الله - على تحقيق ما أراد، فالإرادة إذا وُجدت حقاً، وتمكنت في نفس الفرد المؤمن؛ وجد الطريق لتنفيذها حتى وإن كان هذا الطريق مليئاً بالمشاكل والصعوبات؛ فبالإرادة القوية سيتغلب على هذه المشاكل وتلك الصعوبات.
والإرادة ليست أمراً بعيد المنال، بالعكس نحن نستخدمها في اليوم والليلة مرات عديدة! حيث عن طريق الإرادة نقبل أشياء ونرفض أخرى، ونقوم بأعمال، ونهمل أخرى، فالإرادة تتحكم في كل شيء، فإن أردت أن تحقق النجاح فعليك بالإرادة، وإن أردت أن تتميز عليك بالإرادة، وإن أردت أن تفوز بالدنيا والآخرة فعليك بالإرادة قـال - تعالى-: ((وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ))[آل عمران:145]، قال - تعالى-: ((وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً))[الإسراء:19].
فالإرادة إذاً هي القصد أو الاتجاه المصحوب ببذل الجهد الداخلي والخارجي، فلكي نفوز بالدنيا والآخرة علينا أن نؤمن أولاً، ثم نلتزم ونقوم بالعمل الصالح انطلاقاً من إرادة قوية، وعزيمة صلبة.
* الإرادة القوية: وتنقسم إلى إرادة قوية إيجابية، وإرادة قوية سلبية.
- الإرادة القوية الإيجابية: وهي الإرادة التي تدفعنا إلى الصبر، وعدم التسويف، وتدفعنا أيضاً إلى العمل الجاد المبني على التخطيط السليم لإنجاز الأعمال الهادفة، وتحقيق التميز فيها، فضلاً عن تحقيق النجاح في الحياة.
فطالب العلم صاحب الإرادة القوية نجده يشحذ إرادته دائماً متوجهاً نحو المزيد من طلب العلم، وإلى المزيد من الجد والاجتهاد في تحصيل العلم حتى يتمكن من تحقيق ذاته من خلال التفوق والتميز، وليس النجاح فقط!!
وكذلك الشاب المقبل على الالتحاق بعمل ما يحقق فيه ذاته، ويقيه شر العوز، ويشعره بأهميته في هذه الحياة؛ نجده وقد شحذ همته وإرادته نحو تأهيل نفسه بالمزيد من الشهادات العلمية المتخصصة، والبرامج التدريبية التي تكسبه المهارة في تخصصه، فهو ينفق من ماله - وقد يكون قليلاً، وفي حاجة ماسة إليه ليشبع به حاجاته الفسيولوجية -، ويطلب المزيد من العلم المتخصص، ولا يقف عند شهادته الجامعية فقط، وذلك حتى يجد الفرصة الأفضل التي يستطيع من خلالها أن يحقق طموحاته المادية، فضلاً عن تحقيق طموحاته المعنوية، والتي تدفعه بلا شك إلى المزيد من تطوير الذات، ومن ثم حصد ثمرات كل ذلك بالتقدم المستمر، والمستقبل الزاهر.
وكذلك الموظف الذي يشحذ همته وإرادته، ويستجمع طاقاته، ويسخر إمكاناته المادية والذهنية في إتقان عمله ليحقق ذاته، ويحتفظ بمكانه، ونراه لا يقف عند هذا الحد فقط، بل تدفعه إرادته إلى كسب المزيد من العلم والمهارات في مجال عمله، بالاطلاع المتواصل على كل جديد في مجاله، وبحضور الدورات التدريبية المتقدمة، وبالسعي الدؤوب للحصول على أعلى الشهادات المهنية في مجال عمله، فضلاً عن اهتمامه الشديد بالثقافة العامة، كل ذلك يؤدي به بلا شك إلى نجاحات متواصلة في مجال عمله، وفي محيطه المجتمعي، ويجعله في عداد المتميزين، وليس في عداد الناجحين فقط، فضلاً عن خروجه أو عدم دخوله في عداد الفاشلين.
ويا له من إحساس جميل أن يشعر الإنسان بأن له أهدافاً متواصلة ومستمرة وهو في طريقه من نجاح إلى نجاح.
وهناك عوامل مساعدة لشحذ الإرادة وتقوية العزيمة ورفع الهمة، منها:
- العمل المستمر والمتواصل لإكساب الذات مهارة التفكير الصحيح.
- تدخل وإعمال العقل في كل الأمور، وتجنب الهوى، فالهوى عدو مبين للإنسان - بلا ريب -، ومن أراد الفوز عليه دائماً أن ينصر الحق في نفسه، وفي المقابل هزيمة الباطل! قال - تعالى-: ((فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ))[القصص:٥٠].
- الإرادة القوية السلبية: وقد تبدو علامات الدهشة، ويتساءل أحدنا: وهل هناك إرادة قوية سلبية؟!
نعم هناك إرادة قوية سلبية ينحصر دورها في الامتناع عن الأفعال الضارة، وكذلك الأعمال والتصرفات غير اللائقة، فضـلاً عن الامتناع عن الموبقات...الخ.
* الإرادة الضعيفة:
وللإرادة الضعيفة صور وأشكال عدة أهمها:
1- الإرادة المتذبذبة: ويتصف بها الأفراد المتردّدون، وغير المتّزنين في أعمالهم، وغني عن البيان أن الإنسان المتردّد وغير المتزن في تصرفاته وأفعاله لن تكون له مكانة مرموقة في يوم من الأيام، ولن يكون له فكر مميز، ولا رأي ثاقب، ولا مستقبل باهر، فالإرادة القوية الحاسمة هي التي تصنع النجاح والتميز.
2- الإرادة العاجزة: ويتصف بها الأفراد غير القادرين على اتخاذ أي قرار في أي شأن هام - أو غير هام في أحيان كثيرة - من شؤون حياتهم، فضلاً عن شؤون الآخرين، فهؤلاء الأفراد يقفون دائماً في الصفوف الخلفية لا ذكر لهم، فهم على هامش الحياة، لا يؤثرون في الأحداث لانعدام دورهم، ومن ثم لا مستقبل لهم.
3- الإرادة المتهورة: ويتصف بها أفراد كثر، وللأسف قطاع ليس بالقليل من الناس، فهم يتصرفون دون وعي ولا اكتراث بنتائج تصرفاتهم، ونجدهم في النهاية - في كثير من الأحيان - قد حصدوا الفشل الذريع؛ إن لم يكن الانهيار التام.
والآن دعونا نسأل: كيف ننمي ونقوي ونطور إرادتنا؟!
1- اعمل على إعداد وتهيئة إرادتك: لكل الناس غايات وأهداف في الحياة مع اختلافها، وتنوعها، ومقاصدها، ولكي نحقق هذه الغايات وتلك الأهداف لابد أولاً من تحديد واضح لها، والخطوة التالية توجيه إرادتنا بالكامل نحو تحقيق هذه الغايات وتلك الأهداف.
فالغايات والأهداف لأمر ما أو موضوع ما يولدان في الفكر، ثم يتحول الفكر إلى إرادة، والإرادة تدفع إلى العمل على إنجاز هذا الأمر أو ذاك الموضوع حتى يظهر إلى النور.
وإعداد الإرادة يتطلب الكثير من اليقظة والتركيز، واليقظة والتركيز يتطلبان التفكير، فعلينا لكي نقوي إرادتنا أن نفكر بشكل صحيح، وأن نتخذ القرار السليم، وأن نعمل على تنفيذ هذا القرار بكل جد واجتهاد.
وقد أجمع علماء النفس في العصر الحديث على أن كل فكرة تجنح إلى أن تتحول إلى فعل، وينصح بعض العلماء باستخدام هذه الطريقة العملية لتوليد الإرادة داخل النفس، وهي: أن يكتب الفرد ما يريد بخط عريض واضح في ورقة بيضاء يضعها أمام عينه دائماً، ويكرر قراءتها مثلاً: 'أريد أن أحفظ القرآن الكريم خلال ثلاث سنوات"، 'أريد أن أحقق المركز الأول في دراستي هذا العام'، 'أريد أن أحصل على وظيفة مرموقة'... الخ.
2- اعمل بجد واهتمام على شحذ إرادتك، وحافظ عليها متوهجة دائماً: إن الإرادة طاقة كبيرة وهامة في جسم الإنسان، فهي تحتاج إلى شحذ، كما تحتاج إلى المحافظة عليها بتخزينها، واستعمالها الاستعمال الأفضل دائماً، فعندما نفكر في القيام بعمل هام لابد من إرادة قوية تدفع النفس إلى القيام بتحقيق هذا العمل، وإذا فترت أو تراخت الإرادة في أي مرحلة من مراحل تنفيذ العمل نجد تأثير ذلك واضحاً على هذا العمل، ولكي نحافظ على إرادتنا قوية دائماً لابد من المحافظة عليها بالامتناع عن شغلها واستهلاكها بالأمور غير الهامة، والامتناع عن الغضب؛ لأنه يستنزف الكثير من طاقة الإنسان بما فيها الإرادة التي تفقد وقت الغضب في كثير من الأحيان! وكلنا نتذكر وصية الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا تغضب، لا تغضب)، والامتناع عن الاهتمام بما لا يعنينا وهذا أمر حثنا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)، فالدخول والاهتمام بما لا يعنينا هدر أكيد لطاقتنا، وانشغال إرادتنا بما لا يفيدنا!
3- اجعل إرادتك في وعيك: عليك أن تجعل إرادتك في خدمة وعيك! وليس في خدمة أحاسيسك النابعة عن هواك! فالإحساس النابع عن الهوى غالباً يكون غير صادق!
4- افحص إرادتك باستمرار ولا تتوان في ذلك: والفحص يكون بشكـل دوري، وذلك بأن تتعهد نفسك بالمراقبة والمحاسبة، وأن تتعهد قراراتك بالمراجعة، وأن تعمل على اكتشاف أخطائك، وإن اكتشفتها اعمل فوراً على تصحيح الخطأ، والعزم على عدم العودة إليه، وأن تعمل على تشجيع نفسك إذا تيقنت من صحة الطريق الذي تسير فيه، واعقد العزم دوماً على مواصلة السير فيه، وعدم الحياد عنه.
5- اعمل على تجنيب إرادتك الهمّ والحزن، والتسويف، والقعـود والكسل: فقد كان من دعاء الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إني أعوذ بك من الهمّ والحزن...)، فمن أراد أن تكون له عزيمة قوية، وإرادة قوية؛ لابد له من الصبر، والتوكل، واليقين بتوفيق الله - سبحانه -، والبعد عن الهموم والأحزان، والمثبطات والمحبطات من القول أو العمل أو الذكريات، أو المثبطين والمحبطين من الأشخاص، والأفكار والآراء، يقول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر وحسن اليقين".
6- تحكمْ واقهرْ رغباتك وهواك بإرادتك: لكي تقوي إرادتك عليك بمخالفة هوى نفسك قال - تعالى-: ((وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ))[يوسف:53].
فتقوية الإرادة تتم عن طريق القمع، والقهر الإرادي للشهوات، والرغبات، ويستوجب ذلك إرادة قوية، وإيجابية، وفعّالة، وتصميم وعزم على عدم اقتراف الآثام، ونستعين على ذلك بالصبر والصلاة كما أمرنا الله - سبحانه - قال - تعالى-: ((وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ))[البقرة:45].
وقد اقترح (جوردن بايرون) في كتابه 'أتح لنفسك فرصة' عدة قواعد لتنمية الإرادة، نذكر منها:
- اهتم واعتن بصحتك البدنية والنفسية.
- حدّد وتعرّف على جوانب القوة وجوانب الضعف في نفسك.
- عند القيام بإنجاز عمل ما، أو حل مشكلة ما؛ ابدأ بالأسهل.
- درّب نفسك على صفة الحسم، ونمّها في نفسك.
- خذْ قراراتك بنفسك بعيداً عن إيحاء الآخرين.
- أعدْ نفسك للعمل بالعلم، والتدريب الفعّال والمستمر.
- حدّد أهدافك بوضوح تام، وضعها نصب عينك.
- حاسبْ نفسك، وزن أعمالك باستمرار، حتى تقيس مدى تقدمك.
- اسعَ إلى أن يوجد لك منافسين لكي تتزود وتتقدم دائماً.
- ابدأ بتدريب إرادتك في أماكن عمل تشعر فيها بالارتياح والمتعة.
- عوّدْ نفسك على الهدوء، والخلوة، والتفكر
المفضلات